ما افسده الزمان في بلادنا العزيزة بلاد ما بين النهرين هو الاتي :
اولا-سلطالت الدولة الثلاث
1-برلمان متوقف في نظام برلماني محوره وقطب الرحى فيه هو البرلمان نفسه .
2-الحكومة صاحبة اليد الطولى في السلطة التنفيذية تعمل وكأنها حكومة تصريف اعمال .
3-محكمة اتحادية عليا هجينة فهي محكمة دستورية وفقا للمهام المناطة بها وهي محكمة قضاء عادي في تشكيلها واعضائها واليات عملها . وهي قلقة دستوريا فهي ليس المحكمة التي نص على تشكيلها الدستور لا في تكوينها ولا في وظائفها . كما ان الدستور اسماها خطأ المحكمة الاتحادية العليا وهي ليس محكمة عليا وانما هي احد اجهزة السلطة القضائية الخمسة ولا تتمتع باي علوية عليها وهي ( مجلس القضاء الاعلى ، محكمة التمييز، الادعاء العام ، الاشراف القضائي ) 4
4- القضاء العادي نفسه لم يعاد تنظيمه وفقا للمادة 89 من الدستور ومايزال يعاني من تداخل وتعارض في وظائفه واختصاصاته ومرجعيته .
5- تعديلات دستورية نص الدستور نفسه على انجازها خلال السنة الاولى للدورة الانتخابية الاولى اي في العام 2006 ولم تنجز لغاية اللحظة .
6- قوانين ساندة للدستور غاية في الاهمية نص عليها الدستور الا ان البرلمان فشل في سنها لغاية اللحظة .
7-قوانين سنت ولم تفعل لغاية اللحظة .
8-قوانين اخرى مهمة لم تسن .
9- لدينا كم هائل من القوانين والانظمة والتعليمات السابقة متشددة جدا في مركزيتها ما تزال تعمل في نظام فيدرالي لا مركزي . باختصار اصبحنا دولة فيدرالية تعمل بقوانين مركزية شمولية . حالنا حال من يعبيء طلقات بندقية كلاشنكوف في بندقية M16 الامريكية .
هذه بايجاز شديد خلاصة الوضع الدستوري والقانوني .
ثانيا-سياسيا.
1- قوى سياسية اسلامية وقومية وعلمانية لايجمعها جامع سوى تقاسم السلطة باسلوب المحاصصة الشاملة وما يترتب عليها من مغانم تدفع لهم ومايترتب عليها من مغارم يدفعها الشعب صاغرا .
2-فساد اداري غير مسبوق منذ خروج سيدنا ادم ابو البشر من الجنة لهذه الدنيا الى اليوم .
3-مكونات غاب عنها الجامع وحضر فيها المانع وغاب عنها الايمان وحضر فيها الشيطان
4- . حاكمون يعتصمون في البرلمان وحاكمون آخرون يتظاهرون في الشورع ويقتحمون مقرات الحكومة والبرلمان في سابقة لامثيل لها في لا تاريخ الديمقراطيات ولا في تاريخ الدكتاتوريات ولا في الفقه الاسلامي المعروف بالدولتيات ( الاحكام السلطانية للماوردي) .
5- سياسيون يتنازعون ويتنابزون في الفضائيات كاعداء بحجة الدفاع عن مذهبهم وقوميتهم بينما يتقاسمون المغانم فيما بينهم قسمة غرماء كانهم اخوة في الرضاعة .
ثالثا- امنيا
1-خسرنا في عام 2014 ثلث مساحة العراق وقعت بيد داعش في بضعة ايام دون ان تطلق على داعش طلقة واحدة ومع ذلك لم يسال احد ولم يحكم احد ولم يطرد من الجيش احد ولم يستقيل احد .
2-في يوم واحد فقدنا في قاعدة سبايكر 1700 من شبابنا تفننت داعش في قتلهم ، كذلك الحال لم يسال احد ولم يعاقب احد ولم يستقيل احد . وها هم شبابنا يستعيدون ما احتلته داعش بارواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية فتتزايد كل يوم اعداد شهدائنا واراملنا وايتامنا .
3-سلطة دولتنا في فرض القانون وانفاذ اوامرها ونواهيها على الجميع بدأت تنهار فاصبح بعض المجرمين اقوى من القاضي واقوى من الشرطي واقوى من الوزير وفوق القانون ،
رابعا-اقتصاديا
1-اصبحنا الدولة الريعية الاولى في العالم ليس لدينا اقتصاد بالمعنى الدقيق سوى عوائد النفط لا غير .
2-نتبنى الاقيصاد الحر ونطبق قوانين الاقتصاد الموجه بعناد واصرار لم يظهره حتى اعتى البلاشفة في العصر الشيوعي الاول .
صفوة القول كل شيء يمشي في دولتنا بالمقلوب . فهل سيصلح العطار ما افسده الزمان ؟ شخصيا ارى ان فرصة اصلاح الاوضاع من الداخل بدأت تضيق وفرص اصلاح الاوضاع من الخارج بدأت تتسع . وكل الخيارات السيئة مفتوحة وقائمة . فهل سننهض من بين الرماد ؟ هذا ما يجيب عنه المستقبل القريب
مقالات اخرى للكاتب