سقطت قطرة عسل على الأرض فجاءت نملة صغيرة فتذوقت العسل ،
ثم حاولت الذهاب لكن يبدو أن مذاق العسل قد راق لها
فعادت وأخذت رشفة أخرى ثم أرادت الذهاب
لكن يظهر إنها لم تكتفي بما أخذته من العسل
بل أنها لم تعد تكتفي بارتشاف العسل من على حافة القطرة
و قررت أن تدخل في العسل لتستمع به أكثر وأكثر
ودخلت النملة في قطرة العسل وأخذت تستمتع به
لكنها لم تستطيع الخروج منه لقد كبل أيديها وأرجلها
والتصقت بالأرض ولم تستطيع الحركة وظلت على هذا الحال إلى أن ماتت
فكانت قطرة العسل
هي سبب هلاكها
وعدم اقتناعها بما ارتشفته منها كان سبب لنهايتها المريرة
ولو اكتفت بالقليل من العسل لنجت ..
بعد أن قرأت القصة أخذت أفكر في حال شعبنا وحال وطننا ، فالوطن هو قطرة عسل كبيرة والمسئول يرتشف منها ، فمن اكتفى بالقليل من عسلها بولاية واحدة واثنتين نجا ، ومن غرق في بحر عسلها قد يهلك ، فالتشبث بالكرسي قد يحلو لصاحبه ويشده ليغرق فيه وأحيانا يغرق الذين معه وقد يؤدي إلى غرق الوطن بكامله .
ففي بالأمس القريب كيف هلك صدام وأعوانه عندما نغمس في السلطة وتشبث بها دون أن يراعي مصلحة الشعب والوطن فكانت نهايته ونهاية أزلامه مخزية . فقد أثر هذا الانغماس والتشبث في تدخل القوى الخارجية من أجل إزاحته مما خلق حالة من الفوضى في جميع مجالات الحياة ، السياسية والاقتصادية والتجارية والزراعية والتربوية و.... ، وأصبح الشعب يعاني منها وعلى الرغم من بذل جهود كبيرة من أجل أصلاحها ولكن أثار هذا الاحتلال باقية فمزقت وحدته وبثت الفرقة الطائفية بين مكوناته ، وقسمته أقاليم ومحافظات على أساس القومية والمذهب والسبب في ذلك الانغماس في السلطة والارتشاف منها أكثر مما يستحق فكانت النهاية مثل نهاية النملة .
أن الانغماس في ملذات الكرسي والانشغال به دون النظر إلى شرع الله قد تؤدي إلى الهلاك . فعندما سقط كرسي رئاسة الوزراء من الجعفري فجاء المالكي وتذوق عسل الرئاسة ، فكان مذاق عسل الرئاسة قد راق له ، فعاد الكره مرة ثانية بولاية ثانية صاحبة الأزمات وأخذ رشفة من الرئاسة لمدة أربع سنوات أخرى ، ثم أراد الذهاب عنها ، لكن يظهر انه لم يكتفي بما أخذه من عسل الرئاسة ، والظاهر انه قرر التدخل في عمق عسل الرئاسة لولاية ثالثة ليستمتع بها أكثر وأكثر على حساب الآلام شعبه التي يئن منها . فكانت المناشدات والنداءات تطلق عليه أن لا يدخل في عسل الولاية الثالثة لكي لا يصاب الشعب بأزمات أكثر مما أصيب بها . ولكن تلك المناشدات والنداءات لم يستجيب لها بسبب انه ذاق عسل الرئاسة وتشبث بها ، فقد تكون الولاية الثالثة سبب لهلاكه بعدم اقتناعه بما ارتشفه من عسل الرئاسة وتكون نهايته مريرة .
فهل يكتفي المالكي من ألثمان سنوات التي حكمها لينجو ، قبل أن يصبح مصيره كمصير النملة ؟!!.
مقالات اخرى للكاتب