بعد أن أصبحت الساحة السياسية العراقية ( هرج – مرج ) ، وأنقسم أصحاب المحاصصة على أنفسهم منهم من تمسك بها ليلبسها ثوب أخر يتمسك بالمحافظة على مكاسبه ، والأخر نزع ثوب المحاصصة ليصور للناس أنه وطني وعلى رأسه ريشه بعد أن استبعد قليلا من مكاسبه الشخصية والحزبية ، فأعتصم في ساحة العهر البرلماني ليصور ( سيلفي - إعلامي – صحفي – تلفزيوني ) بأنه ثائر ويطالب بحقوق الشعب ، والشعب يعرف جيدا أن رائحة الفساد تفوح من أفعاله وأقواله . فأنسحب من أنسحب ليلعب لعبة بيضة ألقبان لكي لا يفقد مكاسبه ، فأعلن الاعتصام الجماهيري على أبواب المنطقة ( الغبراء ) عسى منه أن يدفع ممثلي ( الشغب ) إلى الالتحام في كبسولة واحدة والمرور عبر طبقات القوة الأمريكية والبريطانية والإيرانية والسعودية والقطرية والتركية ، ولكن الالتحام لم يوفق لوجود خلل فني في جهاز الاستلام لدى المعتصمين ، فأرسلت إليهم الإشارات من الكل ( دولية – إقليمية – محلية ) فلم يحصل استجابة ، لان لهم غايات وأهداف قد تمر بصفقة سرية لتحقيقها وتصبح الأمور كما هي ( لا غالب .. ولا مغلوب ) ولا محكمة اتحادية ولا مخالفة دستورية .
ففي غفلة من الزمن ولئن ( بإيدن ) بنصب بغداد .. فأن كنت لا تعرف بإيدن .. انه نائب الرئيس الأمريكي .. مسؤول عن الملف العراقي ، بيده الختم .. من يختم له فهو الماشي .. ومن لا يختم له .. فعليه أن يتكتر .. ولا يحدث شوشرة .
قد يحمل ( بإيدن ) الى المعتصمين في ساحة العهر البرلماني رسالة لا يعلم بها إلا عملاء الأمريكان .. تهديد .. وعيد .. ترضيه .. عطوه .. مشيه .. فصل .. مكاسب .. تعويض .. على أن لا يحدثوا أي شوشرة تؤثر على الانتخابات الأمريكية والتي تخوضها مرشحتهم ( هنري كلنتون ) فأن السباق الى البيت الأبيض يقترب رويدا من موعده ، وعلى من يريد أن يحدث شوشرة في الوضع العراقي السياسي ويظهره بأنه فاشل .. فما يلوم إلا نفسه .. وصلت الرسالة .. يوم السبت سينهي المعتصمين اعتصامهم ( الطفولي ) ويجلسوا تحت قبة البرلمان تحت رئاسة الجبوري الذي بأمس صوتوا على أقالته .. فماذا تعتقد عزيزي القارئ .. إحساس بالمسؤولية أم خوفاً من رسالة ( بايدن ) الذي يحملها ويريد بها أن يبقى الوضع العراقي السياسي بدون شوشرة إلى أن تكتمل الانتخابات الأمريكية .
مقالات اخرى للكاتب