استجوب اعضاء البرلمان وزير الكهرباء وبعد الاستماع لتبريراته بجلسة واحدة كانت كافية للاقرار بأن تلك التبريرات صحيحة وان البرلمان صوت على ذلك بصحتها وواقعيتها وذلك يعني تبرأة الوزير!
هذه هي ام المهازل … جلسة سويعات لاعضاء البرلمان كانت كافية لمحاكمة ثم تبرير فشل ١٣ سنة لتحسين واقع الكهرباء …. طبعاً هاي لاصايرة ولادايره الا بديره اسمها (واق واق) تقع في منطقة مغلقة الايسمح بالدخول اليها الا للاعضاء وتسمى بالخضراء! … شنو احنا اطفال لو الشعب غبي ينطلي عليه هيچ ترتيبات غير مهنية … مسألة الكهرباء فشل يسجل على البرلمان والحكومات العراقية منذ عام ٢٠٠٣ويتعلق باربعة وزراء صرفوا على تحسين الكهرباء ٣٠ مليار دولار ! اين ذهبت تلك الاموال ايها البرلمان الفذ؟! … هذه قضية لايمكن ان تحسم بجلسة تلميعية كانها تمثيلية سمجة بل كان المفروض بعد التظاهرات الجماهيرية ان يقوم وزير الكهرباء نفسه بالاستقالة وان لم يفعل فيقال من قبل رئيسه او برلمانه … ثم يفتح تحقيق شامل ليس لشخص بعينه بل لفترة تمتد لمدة ١٣ سنة تفتح فيها ملفات وزارة الكهرباء ووزارة النفط والطاقة لكي تحدد مواطن الفشل ومستنقعات الفساد والمال المسروق ومن يدري قد تكتشف حقائق جديدة كالتخريب المتعمد. واحد من الذين تشملهم المسؤولية المباشرة لتدهور خدمة الكهرباء هو نوري المالكي الذي كان لمدة ثمان سنوات رئيساً للوزراء وهو غير مؤهل ان يكون في منصب مدير دائرة او حتى مقهى! والشخص الثاني المسؤول عن تدهور الكهرباء اضافة الى وزراء الكهرباء السابقين هو حسين الشهرستاني. ان حسين الشهرستاني دمر عدة وزارات وباع نفط العراق من جديد لشركات النفط العالمية … صدام الذي يعيبونه كان اشرف منهم لانه امم النفط ورفع شعار (نفط الشعب للشعب موتوا يارجعية) … اما الشهرستاني (نسبة الى مدينة شهرستان الغير عراقية) فقد جعل نفط الشعب بالجيب موتوا ياعراقية … هذه مهازل وهؤلاء هم ام المهازل .. حسين (الشهرستاني) كان قد صرح عندما كان وزيراً للطاقة (ليش هو بقى طاقة بالعراق) بان العراق سيصبح مصدراً للطاقة الكهربائية ؟! لابد ان الشهرستاني كان يسخر من العراقيين بتصريح غريب كهذا لانه يعلم علم اليقين بان العراق غير قابل لتصدير الكهرباء في المستقبل المنظور،
وكان البرلمان اليوم قد تبنى فقرة للدفاع عن نفسه ضد المسيئيين ! ياسلام!! البرلمان يتحدى الشعب … فمن هم المسيؤون للبرلمان غير شعب مظلوم قد اعطاه الله الحق بالجهر بالسوء من القول لانه ظُلِمْ … (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِم). البرلمان العراقي تم تأسيسه من كتل متحاصصة وجميعها طائفية بل واضيق من الطائفية .. هؤلاء المتحاصصين ينظرون بمنظار ضيق لايتعدى حدود العشيرة بل والاسرة وهم لايمثلون الشيعة ولا السنة فلا الشيعة خدموا شيعتهم ولا السنة خدموا سنتهم والاحزاب الكردية منخورة بالفساد جميعها … اذن البرلمان فاسد واعوج ولافائدة منه ولايرتجى منه اصلاح … اذ كيف يرتجى الاصلاح من المفسدين؟!
ان ضعف الخدمات وتردي الوضع الامني وسرقة اموال الشعب وفشل العراق كدولة وتصنيفها من ضمن اسوأ المناطق امناً وعيشاً في العالم وسقوط الموصل ثم اكثر من ثلث العراق من بعد الموصل بيد عصابات مجرمة وارهابية اصبحت ولاتزال تهدد المقدسات وانتهكت الاعراض وهجرت الناس وازهقت الارواح باشبع الطرق وغيرها من الامور وملفات الفساد التي تحتاج الى مجلدات … هي كلها من مسؤولية الحكومات والبرلمان والوزارات والكتل السياسية دون استثناء منذ عام ٢٠٠٣ .
الاصلاح لايتم الا بانهاء المحاصصة الطائفية وهذه لاتنتهي مع وجود الكتل المتحاصصة في البرلمان والحكومة … حيدر العبادي يبدو انه غير قادر واصبح يراوغ لانه مرتبط بشكل مباشر بكتلة نوري المالكي وابراهيم الاشيقر الجعفري وعمار الحكيم وبشكل مباشر من نوع آخر بكتلة النجيفي وعلاوي وهؤلاء يتضررون من الاصلاحات الحقيقة التي يطالب بها الشعب. لهذا السبب فان المطلوب من العبادي ان يختار واحد من اثنين لا ثالث لهما اما الشعب او المفسدين ولايضن ان الشعب سيمنحه وقتاً مفتوحاً بل سيؤول الى خانة الفساد بعد حين .. ولاتزال اصلاحاته وهمية فماذا يعني ان يقيل نائب رئيس وضيفته بالاساس زايدة على الملاك (وضيفة ترضية) مع بقائه مؤثراً في الساحة السياسية والمالية والتحاصصات الكتلوية والحزبية؟!
المطلوب من العبادي مايلي:
اولاً: بناءاً على طلب الشعب المسنود من مرجعياته الدينية ان يحل البرلمان
ثانياً: اقالة الكابينة الوزارية واستبدالها بوزراء لا علاقة لهم بالكتل بل علاقتهم بالشعب فحسب
ثالثاً: اقالة من طلب الشعب اقالتهم
رابعاً: تشكيل محاكم خاصة لمحاكمة المفسدين وسراق المال العام و فتح ملفات الفساد كلها
خامساً: الشفافية التامة باتخاذ الاجراءات وجعلها اجراءات شعبية
سادساً: شمول الحكومات المحلية بالاصلاحات السابقة وكذلك القنصليات والسفارات
سابعاً: بما ان ثلث البلد محتل وامنه يتعرض للخطر وملايين من شعبه مهجرون ويكاد ان ينهار كلياً ومنعاً لتمزق البلد تحويل الحكم الى حالة طواريء مع وجود صمام امان من المرجعية لكي تعود الانتخابات المبكرة حالما القضاء على داعش وباحزاب جديدة مع عدم السماح لاي حزب بمسمى سني او مسمى شيعي لان ذلك يعني عودة الطائفية
ولابد ان يفهم بان الوضع الراهن قد يؤدي الى تمدد داعش او على الاقل تقوية نفوذها في بعض المدن وهنا لابد من الضرب بيد من حديد على تلك العصابات ومفاجأتها في الموصل او الفلوجة والرمادي .. فهناك مجال لعنصر المفاجأة اليوم …
اخيراً لابد للشعب ان يتوجه الجمعه القادمه الى مقرات الحكومة في المنطقة الخضراء ومحاصرة البرلمان حتى تحقيق مطالبه كلها ولابد ان يرتفع سقف تلك المطالب برحيل كافة الكتل السياسية المتسببة بهذه المفاسد سواء في البرلمان او الحكومة …فان ام المفاسد والمهازل يجب ان تقابلها ام الثورات والاصلاحات ….
مقالات اخرى للكاتب