ثلاث نواب عاطلون للرئيس العاطل والشعب يعيد انتخاب قوائمهم كل حين فهل وعيتم الدرس ؟
عن الصحابي الجليل كميل بن زياد النخعي
حيث قال :
" أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَةِ الْجَبَّانِ، فَلَمَّا أَصْحَرْنَا جَلَسَ ثُمَّ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ:-
" يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، وَاحْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ.
- [x] ويمثل قول الامام وصفا لحالة أي فرد من بني الانسان يعيش في مجتمع في أي مكان وزمان .. وهي حالة عامة للتوصيف لاتتعدى ثلاث .. فالفرد أما ان يكون عالم رباني وهو ( الانسان المعصوم ) , او يكون متعلم على سبيل نجاة متحّصّل على قدر من العلم والمعرفة تكسبه وعيا تجعله يعي دوره اتجاه ربه ومجتمعه ونفسه فيكفي الناس شره ويكون نافعا لخلق الله بقدر معين , حسب اختصاصه .. رجل دين – طبيب – مهندس والى ما هنالك من عناوين . .. والطبقة الثالثة هم الهماج الرعاع .. وهم السواد الاعظم من الناس في مجتمع التشتت بفعل جور حكامه كما في عراق لم يحكمه الاّ الفراعنة الطغاة منذ قيام الدنيا .. وتكمن خطورة هذه الفئة بكونها تمّثل ثقلا شعبيا كبيرا وله اثره في رسم ملامح العملية السياسية في الانظمة الديمقراطية حديثة العهد بالديمقراطية , كالعراق مثلا , فهذه الشريحة من الناس تبني ايمانها على العواطف والاوهام , ولهذا تؤّثر بهم الدعوات المزّوّقة ما دامت تداعب عواطفهم , واهم محرك لهؤلاء , هو مايشعرهم بالاهمية وتحقيق الذات , بسبب ما عاشوه من تخلف ونقص , والمرتبة الاجتماعية الدنيا , فيتشبثون بكل داعية او واعظ , يداعب مشاعرهم ,و يخاطب احاسيسهم دون عقولهم لانها مجمّدة منذ زمن .. واعتقد اني لست مضطرا ان اّذ كّركم بالدعوات من هذا النوع باسم ( المظلومية , الانفلة , والمحرومية , والتهميش , والمقابر الجماعية , وتوزيع حصص من ايرادات النفط وما الى ذلك من عناوين تخاطب المشاعر دون العقول ) التي اطلقها هؤلاء من ذوي العمائم والچراويات والشراويل , والمتزلفين من بطاناتهم .. والانكى والاّمّر ان البعض من الهمج الرعاع قد تحّصّل على شهادة مدرسية او اموال وضياع , ولكنه لم يغادر توصيف الهمجية لرسوخ الذلة في نفسه , ومنهم من تجاوزها الى الاكثر ذلا بتبعيته الى دول اخرى تسّيره بالرموت كونترول .. بفّعل الورق الاخضر( الأميركي ) الذي كان احدهم لايحلم ان يلمسه يوما ما , واصبح هؤلاء مشاريع للهدم والقتل في مجتمعهم ... وزبدة القول .. فان مايميّز الهمج الرعاع , هو اتباّعهم لاهواء انفسهم , فالجهل والتخلف الفكري والحضاري يصيب الناس , نتيجة للفقر والحرمان لمدة طويلة , وهو كاف لكي يجعل الانسان كائنا ماديا , لايرى من الدنيا الاّ ظاهرها , ولا يحركه منها ّالا ما كبته في نفسه من الحرمان والفقر والشعور بالنقص في المرتبة الاجتماعية , ويتشبثون بكل وسيلة عند كل قوي بجاه او مال او دين , فاذا اصابوا منه شيئا , وان كان فتاتا ( كارد موبايل – بطانية ) فرحوا به واتبعوا مدعّـــيه , متنكرين لكل فكر وعقيدة ورؤية , وتفسير لحالهم .. فهم ينعقون مع كل ناعق يوعدهم ببريق الذهب او صوت الدراهم التي طالما تألموا لافتقادها والحاجة لها .. وكما انهم يتأثرون بالكلمات الرنانة والمصطلحات الجوفاء التي يتخّرّص بها هؤلاء المتصدون لقيادتهم , ولهذا لاتقوم للعراق قائمة الاّ بعد سنين قادمة , قد يعي بمرورها هؤلاء الرعاع ويميّزوا بين مايضرّهم وما ينفعهم , لكي تخرج لنا عملية الاقتراع في الانتخابات من يمثلنا من نوع الاوادم وليس البهائم او الوحوش الضارية الجائعة .. كما هو حالنا مع برلمان الغفلة الحالي .. حيث فيه كل تشريع نافع للناس معطّل ... والصراع والمناكفات بين الهمج الرعاع الذين صعدوا بتصويت رعاع مثلهم .. قائمة , وثروات البلد منهوبة او ضائعة , المواطن الواعي مغلوب على امره , والآفاق مسدودة , ولا تحل الامور الاّ بقدرة القادر على كلشيء قدير .. ولكون انتخابات مجالس المحافظات قريبة ... فرجاؤنا لكل من تنطبق عليه توصيف الهمج الرعاع , وقد هو لايعلم , ان يجلس في بيته , ويكفي الناس شره ! سلام الله عليكم
- [ ] قال برنارد شو : لاتصلح الديمقراطية لمجتمع جاهل ، لان أغلبية من الحمير سوف تحدد مصيرك !
- [ ] مع الاعتذار لأغلبية شعبي البسطاء النجباء الاوفياء
الهمج : الحمقى
الرعاع : الناس اللانظام لهم
مقالات اخرى للكاتب