Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
صور من المعركة
الثلاثاء, شباط 2, 2016
حسن النواب

عند الفجر
أفطرنا بالقصعة عشرة جنود
في المساء
كانت القصعة ممتلئة بالزاد
وكنت ابكي عليهم
وحدي .
* كان رعيلي بخط الصد الأول في منطقة " الخشم " عند تلول الفكة ، الوقت غروب ، وصل جندي مشاة خمّنت عمره 18 سنة ، بمعنى جديد على الحرب ، كان يروم الإلتحاق بوحدته التي كانت امامنا ، حظه العاثر جاء به قرب آمر كتيبتنا التركماني المقدّم امين محمود امين ، سأله الآمر : الى اين انت ذاهب ؟
الجندي الغر : سيدي الى فصيلي ، اخبروني انه امام كتيبة دبابات أشبيلية .
الآمر : لماذا وصلت متأخرا ؟
الجندي الغر : سيدي .. كراج النهضة كان مزدحما .
الآمر : وهل تعرف مواضعهم ؟
الجندي الغر : لا سيدي 
الآمر : عريف حسن " كان يعنيني "
حسن : نعم سيدي 
الآمر : لا تدعه يذهب حتى تشرق شمس الصباح 
حسن : سيدي دعه يذهب .. الجنود هناك سيدلونه على مكانه .
الآمر : لا .. عقوبة له يبقى هنا .. لأنه تأخر بالإلتحاق 
قبل ان ادعو الجندي الغر للدخول الى دبابتي ، انفلقت قذيفة بجوارنا ..
تطاير جسد الجندي الغر اشلاءً مع غروب الشمس
وكفرت بالسماوات .
* جندي وضع صورة حبيبته على اخمص البندقية .
* جندي وضع صورة زوجته على خوذته
* جندي وضع صورتها بقلادة
* جندي كان يرسمها كل يوم على التراب
* جندي يسمع بمسجل ويبكي
* جندي عندما يصلي واثناء الدعاء ينهمر دمعه
* جندي يريد ان تصيبه شظية حتى يبرهن لها عن شجاعته
* جندي يرسل مع الحانوت كل يوم رسالة اليها
* جندي يهرب كل اسبوع حتى يراها
* جندي يتمنى ان يستشهد لأنها خانته 
لكن الجندي الوحيد الذي اثار انتباهي
انه كان يكتب قصائد شعر لها
كنت انا .
*بعد يومين من احتلال الإيرانيين للفاو ، لفت نظري بكاء سائق دبابة في كتيبتنا بحرقة ، إسمه عدنان ، كنت اظنه يبكي على الشهداء الذين خسرناهم في المعركة ، بعضهم كانت تربطهم به علاقة صداقة حميمة ووطيدة ، لكني فوجئت ان بكاءه كان ليس لأجلهم ، إنما لأن بيته في الفاو ، وكان يروم في اجازته تلقيح نخيلٍ في بستانهم .. ذلك النخيل الذي اصبح جذوعا متفحمة في تلك المعركة المؤلمة .
* في معركة إحتلال الفاو التي حدثت فجر اليوم التاسع من شهر شباط عام 1986 ، ونتيجة القصف العنيف ، وجدنا صعوبة بإحصاء عدد الشهداء لتمزق معظم الجثث بالشظايا وتناثرها على أرض سبخة ، لم يكن امامنا سوى إحصاء عدد الخوذ المغروسة بالطين ، لمعرفة عدد الضحايا ؟؟
* بعد ان صمتت المدافع ، وحُسمت معركة الفكة لصالحنا ، كان علينا إرسال موقف المعركة من حيث عدد الشهداء والجرحى وما نحتاجه من عتاد ووقود وأرزاق ، كان ثمة جنود مشاة يستريحون بظلال دبابتي ، وكان آمر الدبابة يرسل الموقف عبر جهاز لاسلكي :
- سيدي لا خسائر في دبابتي ، لكننا بحاجة الى الموز ؟؟
عندما سمع جنود المشاة كلمة "موز" قفزوا من رقدتهم فرحا .. قال احدهم لرفاقه: راح يوصل موز الينا بمناسبة النصر .
المساكين لم يعرفوا ان كلمة " موز " هي مفردة مجفّرة تعني العتاد !!
* في بداية الحرب كنّا نتضايق من وضع الخوذة الفولاذية على رؤوسنا لثقلها ، كأنها صخرة صلدة تربض على رأسك ، كما أن اختراق الشظية لمعدنها أسهل من ثقب قشرة بصل ، بعد سنتين ، وصلت خوذة جديدة مصنوعة من الإسبست والمطاط المضغوط ، كانت خفيفة وأنيقة أيضا وتؤمّن حماية لرأسك من الشظايا بنسبة مقنعة ، غير ان الخوذة في المعارك العنيفة تصبح عائقا امام تأدية واجبات القتال ، اذ تفاجىء بهبوطها على عينيك وانت تصوّب بندقيتك نحو الهدف نتيجة عدم احكام حزامها حول عنقك ، ذلك ان شدها بقوة تشعر كأن مشنقة حول رقبتك ، انا شخصيا كنت لا أضع الخوذة على رأسي ، وطالما تلقيت عقوبات بسبب ذلك ، كنت أشعر انها تمتص شجاعتي وعزيمتي اثناء احتدام المعارك ، لكني إستخدمت الخوذة كصندوق سرّي اضع في جوفها ضماد الميدان ، وعلبة سجائري ، وصمونة تعينني حين يحاصرني الجوع ، وكنت اضع شريط حبوب مقاومة للكآبة ودفترا صغيرا لكتابة مذكراتي كلما سنح الوقت لذلك ،في معركة إحتلال الفاو ، نتيجة اصابة دبابتي بصاروخ قاذفة بعد إسبوع من المعركة ، تركت كل شيء وحملت بندقيتي وخوذتي ، لكني كنت اريد بقاء خوذتي اكثر من اي شيء آخر ، حرصا على شريط حبوب الكآبة ودفتر المذكرات وقد احتفظت بهما داخل جوفها بعد حشرهما تحت شبكة داخلية منسوجة من خيوط متينة ، في ذلك الدفتر كنت قد كتبت قصيدة بعنوان رؤيا الطفل الملحي ، التي نشرتها جريدة الثورة بعد عودتي سالما من تلك المعركة المؤلمة .. الخوذة وحدها التي تعرف عذابات ومخاوف وهلع وجبن وشجاعة الجندي والخيانات في الحرب .
* في معركة جسر الطاهري ، كانت دبابتي قد تعرضت لعطل ميكانيكي ، إستوجب سحبها الى الخلف ، وهكذا وجدت نفسي احمل بندقيتي مع جنود المشاة ، وتخلّيت عن صنفي كسائق دبابة ، عندما جن الليل ، هبط برد لعين علينا ، فإلتحف جنود المشاة بأفرشتهم ، وبقيت وحيدا ارتعش من البرد ، نعاس يهمين على جميع حوّاسي ، لكن شدة البرد تمنعي من توسد التراب حتى انام ولو لنصف ساعة ، قررت ان اهرول تحت وابل القصف لكي أمنح جسدي بعض الدفء ، حتى تعبت وإنهارت قواي ، كان الحصول على بطانية تدثر جسدي المرتعش ، تعادل كل ثروة الأرض تلك الليلة ، ها أني أرتعش الآن من ذكرى تلك الليلة القاسية في بردها برغم اني اجلس بدفء لذيذ الآن .
* في معركة إحتلال الفاو ، نتيجة القصف الكثيف ، إنقطعت الأرزاق عنا عدة ايام ، شربنا ماء راديتر الدبابة من الظمأ ، وحتى نملأ بطوننا الفارغة ، غامر سائق الدبابة سالم إبراهيم التركماني من أهالي تلعفر بالتوغل راجلاً الى الأرض الحرام ، كانت شجاعته تفوق الوصف ، كنا نرصد حركته من منظار ، بدأ يتجول على جثث الإيرانيين ونراه يهبط على جثة مستغرقا بعض الوقت بتفتيش جيوبها ، ظل في الأرض الحرام اكثر من نصف ساعة ، ثم عاد يهرول يحمل كيسا على ظهره ، لقد جاء بعلب فستق كانت في جيوب جثث القتلى الإيرانيين ، كانوا يجهزون جنودهم بذلك الفستق لتحمل الظمأ والجوع ، ذلك اليوم كانت وجبة طعامنا "فستق إيراني" .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42827
Total : 101