Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
من وحي أبتي
الاثنين, آذار 20, 2017
حسن النواب

شرون‭ ‬عاماً‭ ‬مضتْ‭ ‬على‭ ‬جسدك‭ ‬المُزكّى‭ ‬تحت‭ ‬التراب،‭ ‬لكن‭ ‬وجهك‭ ‬الملكي‭ ‬يضيء‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬ضميري،‭ ‬وأراك‭ ‬كلما‭ ‬أتطلع‭ ‬إلى‭ ‬صورة‭ ‬قبة‭ ‬جدّك‭ ‬الحسين‭ ‬ع،‭  ‬أنتَ‭ ‬بشهادة‭ ‬الذين‭ ‬رافقوا‭ ‬حياتكَ،‭ ‬أطيبهم‭ ‬قلباً،‭ ‬وأكثرهم‭ ‬كرماً،‭ ‬وأرجحهم‭ ‬شجاعة،‭ ‬أمّا‭ ‬عني‭ ‬أنا‭ ‬ولدك‭ ‬المجنون،‭ ‬لم‭ ‬أصل‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬شسع‭ ‬نعليك،‭ ‬أذكر‭ ‬عندما‭ ‬كنتُ‭ ‬طفلاً‭ ‬كيف‭ ‬تأخذني‭ ‬معك‭ ‬ليلاً‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬أبو‭ ‬صخير‭ ‬حيث‭ ‬تعمل،‭ ‬هدير‭ ‬مكائن‭ ‬الديزل‭ ‬التي‭ ‬تغذي‭ ‬الكهرباء‭ ‬إلى‭ ‬بيوتات‭ ‬القضاء‭ ‬كنت‭ ‬أعشقها‭ ‬وكنتَ‭ ‬تعرف‭ ‬ذلك،‭ ‬تدعني‭ ‬استحم‭ ‬بماء‭ ‬دافىء‭ ‬ودافق‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬محركات‭ ‬الديزل‭ ‬ثم‭ ‬تفرش‭ ‬بطانية‭ ‬بجوارها‭ ‬لأنام‭ ‬عليها‭ ‬لأستمتع‭ ‬بصوتها‭ ‬الهادر‭ ‬حتى‭ ‬أغفو،‭ ‬ياه‭ ‬كم‭ ‬أعشق‭ ‬صخب‭ ‬مضخات‭ ‬الماء‭ ‬وهدير‭ ‬الشلال‭ ‬وصوت‭ ‬القطار‭ ‬وزعيق‭ ‬مشعل‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬تنور‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وحين‭ ‬يصلنا‭  ‬كيس‭ ‬من‭ ‬الشلب‭ ‬هدية‭ ‬لاخلاصك‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬غمّاس‭ ‬يوم‭ ‬كنت‭ ‬تعمل‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬انارة‭ ‬الضوء‭ ‬لهم،‭ ‬كانت‭ ‬أمي‭ ‬تصطحبني‭ ‬معها‭ ‬لجرش‭ ‬الشلب‭ ‬في‭ ‬مجرشة‭ ‬أبو‭ ‬صخير‭ ‬حتى‭ ‬أنام‭ ‬على‭ ‬صوتها‭ ‬الصاخب،‭ ‬وبسبب‭ ‬نضالك‭ ‬الشرس‭ ‬ضد‭ ‬الظلم‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬سنوات‭ ‬الخمسينيات‭ ‬جعل‭ ‬الحكومة‭  ‬تبعدك‭ ‬عن‭ ‬مدينتك‭ ‬كربلاء‭ ‬إلى‭ ‬الشنافية‭ ‬وغمّاس‭ ‬حتى‭ ‬استقرينا‭ ‬في‭ ‬أبو‭ ‬صخير‭ ‬حيث‭ ‬أنجبتني‭ ‬أمي‭ ‬الحبيبة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1960،‭ ‬أحبك‭ ‬أهالي‭ ‬أبو‭ ‬صخير‭ ‬بشدّة‭ ‬لنبلك‭ ‬وصدقك‭ ‬وطيبتك‭ ‬النادرة،‭ ‬حد‭ ‬أنك‭ ‬فضّلت‭ ‬الغريب‭ ‬على‭ ‬أخينا‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬التعيين‭ ‬كعامل‭ ‬خدمة‭ ‬في‭ ‬البلدية،‭ ‬ولما‭ ‬عاتبتك‭ ‬أمي،‭ ‬أجبتها‭ ‬أن‭ ‬محمدا‭ ‬يأكل‭ ‬لقمته‭ ‬معنا‭ ‬أما‭ “‬هتوفي‭”‬‭ ‬الذي‭ ‬رشحته‭ ‬للتعيين‭ ‬يتيماً‭ ‬ولا‭ ‬يجد‭ ‬ما‭ ‬يسد‭ ‬رمقه؟‭ ‬هتوفي‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬التسعينيات؟‭! ‬كنتَ‭ ‬يا‭ ‬أبتي‭ ‬شغوفاً‭ ‬في‭ ‬المطالعة،‭ ‬ويذكر‭ ‬أهالي‭ ‬أبو‭ ‬صخير‭ ‬أنك‭ ‬من‭ ‬أسست‭ ‬مكتبة‭ ‬في‭ ‬مسجد‭ ‬القضاء‭ ‬ووضعت‭ ‬كتاب‭ ‬المراجعات‭ ‬كأول‭ ‬كتاب‭ ‬على‭ ‬رفوفها؟‭ ‬ولذا‭ ‬ليس‭ ‬عجباً‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬ديناراً‭ ‬من‭ ‬مرتبك‭ ‬الشهري‭ ‬كتأمينات‭ ‬في‭ ‬مكتبة‭ ‬القضاء‭ ‬الحكومية‭ ‬مقابل‭ ‬استعارة‭ ‬أطفالك‭ ‬لمجلات‭ ‬سوبرمان‭ ‬وسمير‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬السبعينيات‭ ‬برغم‭ ‬دخلك‭ ‬المحدود،‭ ‬أنت‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تحصل‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬لكن‭ ‬خطّك‭ ‬الرشيق‭ ‬كان‭ ‬يثير‭ ‬اعجاب‭ ‬الناس‭ ‬حين‭ ‬تكتب‭ ‬على‭ ‬الورقة،‭ ‬أحالتك‭ ‬حكومة‭ ‬البعث‭ ‬المجرم‭ ‬على‭ ‬التقاعد‭ ‬عنوة‭ ‬لأنك‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬النوّاب،‭ ‬وهكذا‭ ‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬مولدك‭ ‬كربلاء‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬كنت‭ ‬يا‭ ‬أبتي‭ ‬طوال‭ ‬الطريق‭ ‬واجماً‭ ‬لأنك‭ ‬تركت‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬الساحرة‭ ‬بكل‭ ‬شيء،‭ ‬بينما‭ ‬كنت‭ ‬اتفادى‭ ‬البكاء‭ ‬لأني‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬أرى‭ ‬التي‭ ‬عشقتها‭ ‬هناك‭ ‬برغم‭ ‬صبابتي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ولما‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬كربلاء‭ ‬لم‭ ‬نجد‭ ‬سوى‭ ‬بيت‭ ‬جدي‭ ‬الهرم‭ ‬الكائن‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬العلوة‭ ” ‬باب‭ ‬بغداد‭” ‬يأوينا،‭ ‬أنت‭ ‬الذي‭  ‬تركت‭ ‬لك‭ ‬أمك‭ ‬الأميرة‭ “‬حُسنى‭” ‬ثروة‭ ‬باذخة،‭ ‬ضاعت‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬لهوك‭ ‬وعبثك‭ ‬أيام‭ ‬شبابك،‭ ‬وما‭ ‬تبقى‭ ‬منها‭ ‬بستان‭ ‬فاكهة‭ ‬بعته‭ ‬حتى‭ ‬تحصل‭ ‬ابنة‭ ‬عمتك‭ ” ‬أنسيه‭” ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الفيزياء‭ ‬من‭ ‬أمريكا،‭ ‬لقد‭ ‬بعت‭ ‬بستانا‭ ‬لايقدر‭ ‬بثمن‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭ ‬وكان‭ ‬موقعه‭ ‬يقابل‭ ‬مرآب‭ ‬كربلاء‭ ‬القديم‭ ‬بثمانين‭ ‬دينار‭ ‬فقط‭ ‬كما‭ ‬أخبرتني‭ ‬حتى‭ ‬تكمل‭ ‬ابنة‭ ‬عمتك‭ ‬أنيسه‭ ‬دراستها،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬أخت‭ ‬الاعلامي‭ ‬الرياضي‭ ‬المعروف‭ ‬ضياء‭ ‬المنشىء،‭ ‬الذي‭ ‬زارك‭ ‬في‭ ‬مطحنة‭ ‬الروضتين‭ ‬في‭ ‬كربلاء‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬تعمل‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬ليشكرك‭ ‬على‭ ‬كرمك‭ ‬السخي‭ ‬ولكي‭ ‬يعرف‭ ‬منك‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يعرفه‭ ‬عن‭ ‬سيرة‭ ‬والدته‭ ‬من‭ ‬شجرة‭ ‬بيت‭ ‬النوّاب،‭ ‬وأنت‭ ‬يا‭ ‬أبتي‭ ‬سليل‭ ‬الملوك‭ ‬وأمك‭ ‬الأميرة‭ ‬حُسنى‭ ‬،جدّتها‭ ‬من‭ ‬وهبت‭ ‬خلخالها‭ ‬الماسي‭ ‬محبة‭ ‬للحسين‭ ‬ع،‭ ‬حين‭ ‬زارت‭ ‬كربلاء‭ ‬بقافلة‭ ‬ملكية‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬إلى‭ ‬كربلاء‭ ‬وبثمن‭ ‬خلخالها‭ ‬شُقَّ‭ ‬نهراً‭ ‬لأهالي‭ ‬طوريج‭ ‬أطلقوا‭ ‬عليه‭ ‬نهر‭ ‬الهندية،‭ ‬لكن‭ ‬الدهر‭ ‬خاصمك،‭ ‬فقضيت‭ ‬آخر‭ ‬أيام‭ ‬عمرك‭ ‬تحرس‭ ‬بوابة‭ ‬عمارة‭ ‬الأطباء‭ ‬بشارع‭ ‬طويريج،‭ ‬الذي‭ ‬نهرها‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ثروة‭ ‬جدّتك‭ ‬الأميرة،‭ ‬أذكر‭ ‬في‭ ‬مراهقتي‭ ‬يوم‭ ‬أخذتني‭ ‬ليلة‭ ‬العيد‭ ‬واشتريت‭ ‬لي‭ ‬سترة‭ ‬من‭ ‬محل‭ ‬لبيع‭ ‬الملابس‭ ‬المستعملة،‭ ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬فرحا‭ ‬سقطت‭ ‬دمعة‭ ‬على‭ ‬خدّك،‭ ‬وحين‭ ‬سألتك‭ ‬لم‭ ‬تبك‭ ‬ياأبتي؟‭ ‬اجبتني‭ ‬كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬اشتري‭ ‬لك‭ ‬سترة‭ ‬جديدة‭ ‬ياولدي‭. ‬أجل‭ ‬يا‭ ‬أبتي‭ ‬لم‭ ‬ينصفك‭ ‬الزمان‭ ‬لكن‭ ‬أصدقاءك‭ ‬القدماء‭ ‬لن‭ ‬يتخلوا‭ ‬عنك،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬يتفقدك‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬الخالق‭ ‬الحميري‭ ‬صديق‭ ‬طفولتك،‭ ‬تاركاً‭ ‬كل‭ ‬ثروته‭ ‬والجاه‭ ‬ليجلس‭ ‬معك‭ ‬على‭ ‬عتبة‭ ‬عمارة‭ ‬الأطباء‭ ‬مسترجعا‭ ‬معك‭ ‬ذكريات‭ ‬تعرفونها‭ ‬وحدكما،‭ ‬وكان‭ ‬الناس‭ ‬يتعجبون‭ ‬كيف‭ ‬لشيخ‭ ‬ثري‭ ‬يجلس‭ ‬مع‭ ‬حارس‭ ‬معدم‭ ‬أمام‭ ‬مرأى‭ ‬الجميع،‭ ‬ولهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحارس‭ ‬العجوز،‭ ‬أنما‭ ‬هو‭ ‬سليل‭ ‬ملوك‭ ‬مازالت‭ ‬ثروتهم‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬لكنو‭ ‬الهندية؟‭ ‬ولكن‭ ‬مَنْ‭ ‬ذريته‭ ‬يفكر‭ ‬بالثروة‭ ‬؟‭ ‬حتى‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬ويستغني‭ ‬منها،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭!! ‬لأن‭ ‬وطنهم‭ ‬العراق‭ ‬عندهم‭ ‬أعظم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ثروات‭ ‬الأرض‭. ‬اشتقت‭ ‬اليك‭ ‬ياأبتي‭..‬فمتى‭ ‬أراك؟

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45502
Total : 101