ما تعانيه الأمم التي كًُتب عليها أن يُسلط عليها من لا يمتلكون (حنكة) تعينهم من تنظيم المواقف (الفوضوية) ولا يتجاوب مع المشاكل بل يستجيب لها، وعندما تلتقي الضغوطات الداخلية بالضغوطات الخارجية يتولد عن ذلك عاصفة قوية من الشك والتمزق، وهنا يأتي دور (القائد) الذي يتصف بالواقعية أن يعيد النظام عن طريق القيام ببعض الإجراءات التصحيحية، وتعُدْ تلك الميزة من أهم المميزات القيادية في المواقف الصعبة والساخنة، أن القادة (يولدون) ولا (يستوردون)، بل إنهم يشربون من محيط (المعرفة) ويعيشون واقع شعوبهم، وهي الأساس الذي يستقي منه من أجل تطوير ذلك الحس (المحنك للواقعية)، كما أن الجهل والإجحاف وضيق التفكير ينتج من نقص المعرفة.. فالقادة الحقيقيون لا يسعون للتطوير والنمو الذاتي فقط، وعندما يكون جوّ العمل سليماً وصحيحاً وخالياً من التفاهات والحقارة، يتم حينها تبادل الأفكار بحرية مما يؤدي إلى (التعاون)، وعن طريق هذا التعاون تصبح الدولة والحكومة والعاملون فيها كلاً متكاملاً لا يتجزأ منتجين فريقاً يتصدى الصعاب ويحقق المعجزات!! ولكي يكون التعاون مثمراً، علينا أن لا نسكب ماءً بارداً فوق أحلام الناس، فالطريقة الفعالة لخنق آمال التعاون والنمو عند الأفراد تتمثل في أنعدام التشجيع وفقدان الحماس، فمن الصعب على (الحاكم) في هذا الزمن أن يميز أي شيء إذا كان مغلق العين ويضع أصابعه في أذنيه!! وصفوة ما نهدف إليه، هو أن يكون قائد اليوم والغد أبتداءً من الرئاسات الثلاثة إلى المواقع الأخرى التي لها مساس بحياة الناس، قائد فاعل يكدح من أجل أن تتوفر فيه صفة معينة يقوم الناس باقتباسها عنه، أي قدوة حسنة للآخرين، ومن خلال معرفته بأن مستقبل الدولة وتحقيق طموح شعبه يعتمد على نجاحات من يعملون في فريقه بكل تفان وإخلاص، ويمتلك صفات تقوم بإخراجه من الإطار الزمني ويكون منظماً ويعرف كيف يقوم بإيجاد أولوية ويعمل تفعليها وينشئ نمطاً من النمو لا يتوقف، ويمتلك فهماً جيداً للناس، ويرحب بالأفكار ووجهات النظر الجديدة، ومنصفاً للناس ويحترمهم، ويمتلك ثقة عالية بالنفس وعطشاً للمعرفة بشكل فطري، وذا لياقة جسدية وذهنية عالية، ويقدّر التفكير الخلاق ولا يخاف من الخوض في المجازفة، ومستعداً للاعتراف بالخطأ، ويؤمن بالتغيير عند الحاجة، وأن يضع في حسابه أن (الكرسي) الــذي يجلس عليه، لا يمكن الجلوس عليه أكثر مما حددتـــــه الأعراف القانونية والشرعية!!
مقالات اخرى للكاتب