مديرة مدرسة فلسطينية تسحب طفلاً من سيارة خاصة بالجيش الإسرائيلي . خبر شاهدته من على قناة العربية صباح هذا أليوم , وبهذا النظرة مني للخبر أكون قد خالفت اليمين الذي أقسمته بخصوص عدم متابعة مهازل الإعلام العربي . مما يتطلب مني أن أشتري ديكاً أو دجاجة في سبيل نحرها من اجل( چفيان شر) ما قد يحصل لي بعد خيانة القسم !! . لكن من هو ذلك الشريف والذي لديه ضمير من حكامنا العرب , الذي سيعترفُ يوماً بأنه خان كل شيء وسرق ونهب وحرم الناس من كل شيء . ولابد من عقوبة لنفسه لعله يجد قبولاً ورضا من أبو خيمة الزركَة . لان الشعوب سوف لم ولن تقبل , ورغم كل ذلك , حاول بعضها الثورة على الحكام ,فكانت النتيجة السوداء وصول القتلة وملوك الإجرام ( الأحزاب الإسلامية) للسلطة .
حتى وصل الأمر إلى الاقتتال بين أبناء ألأمة الواحدة , ونسي الجميع بأن دم المسلم على المسلم حرام . لكنهم تركوا الإسلام وتمسكوا بخرافة المذاهب من اجل إبقاء الفكر مغلقاً , بل تركوا حتى الخالق وتمسكوا بالمخلوق , فأصبح رجل الدين هو الحاكم والناهي , وهو الوسيلة الأولى للاتصال مع الله . فأن كانت علاقتك جيدة مع رجال الدين فقد تستطيع الحصول على ( لايك) منهم !! وأن تقربت أكثر فقد تكون حصتك (شير × الخير) وتحصل على أصدقاء كثيرون لا يفهمون من الحياة سوى الفتوى ونكاح ما لذ وطب من النساء !! .
شاهدت الخبر وأصابتني نوبة من الضحك , وكانت ضحكة سرية مع ذاتي , حتى لا يتهمني أحداً بأني لستُ عربياً ولا أشارك هموم الوطن الكبير الذي أصبح ( ملطشة للرايح والجاي ) ولا يختلف حالهم عن برشلونة وريال مدريد اللذان تم غسلهم وكانوا ( ملطشة) بامتياز لدى ألألمان أبناء المرأة الحديدية والراقية وناقصة العقل والدين ( إنجيلا ميركل) .
ولكن تلك الأخبار والقنوات وغيرها من الملايين من امة كانت خير امة أخرجت للناس . لازالوا يؤمنون بنظرية المؤامرة الكبرى والعداء من الأخر ,فعندما تهب عاصفة على أمريكا مثلاً .. يقول الجميع انه الله الذي يعاقبها على ما فعلته بأمة العرب !! ولكن عندما يموت ويقتل ألاف العرب بيد العرب أنفسهم ..يكون جوابهم بأنه من اجل الجنان والحور العين وانهار الخمر والغلمان وتوصيل الطلبات ( الدليفري) .
تألمت كثيراً وأنا أشاهد ذلك الخبر . وألمي ليس له صلة بالموضوع لأن الإعلام العربي والفكر المتخلف قادراً على جعل الفيل يطير بكل أريحية !! وفي نفس الوقت قادر على جعل الآخرين يصفقون ويهللون عندما يقول لهم بأن العصافير لم تعد قادرة على التحليق بسبب مؤامرة من إسرائيل أو أي دولة أعطاها الله أناس تعمل من اجلها وليس من اجل البنوك السويسرية والمقاولات والفساد وفنادق الخمس درجات وحكومات لا تختلف في جهالتها عن من كان يحكم الناس في أتعس العصور .
بل كان ألمي لأن الإعلام العربي فاشل ( وكلب وابن كلب ) عندما سكت عن المآسي الكثيرة وصرخات ألألم من الطفولة والفقراء والبسطاء ,وتألمت لأنه كل يوم يبث السموم بنصرة فلان على علان .. والنتيجة ( تيتي .. تيتي .. مثل ما رحتي جيتي ). تألمت وهو ينشر صورة لطفل قطعت رقبته . حتى يقول بأن هذا الطرف ظالم . ولا هو يعلم بأن الطرفين قتلة بامتياز , لأنهم عرب ويحملون حباً وعطشاً للموت والدماء . ولم نجني سوى نظرة من الحزن من مذيع ينساها بعد انتهاء النشرة , وعندما يحتسي كأس الويسكي المعتق !! أو تلك المذيعة التي قد تنزل منها دموع الحزن والحسرة , ولكن بعد النشرة سوف تكون أحلى وهي تحصل على دولارات من شخص يهوى الأجساد التي تصل بقدرة قادر للأعلام العربي عبر ممرات الفنادق ودهاليز الغرف الحمراء .
لم يتحدث أعلام العربي والعراقي عن جمعية ((أنقذ قلب الطفل )) وهي جمعية عالمية مقرها إسرائيل وتقوم بعلاج أطفال مرضى القلب من الدول النامية . الجمعية التي أسسها الدكتور ,عامي كوهين , سنة 1995 تختص بإجراء العمليات الجراحية والتي تمول من خلال التبرعات والمساعدات التي تهبها وزارة التعاون الإقليمي برئاسة الوزير ( سلفان شالوم ) من خزانتها الخاصة. وقامت هذا الجمعية بعلاج الكثير من الحالات لأطفال عراقيين وعرب ومن دول تعتبر معادية لإسرائيل !!. ويقول الدكتور ( لينور ساسون) جراح القلب في مستشفى ( فولسون) ويعد من اكبر الجراحين الاختصاصيين في تلك الجمعية . يقول (هذا عمل مدعاة للرضى التام من الصعب وصفه مضيفا أنت تحظى بإنقاذ أطفال كان من الممكن أن يموتوا لعدم وجود أي طرف آخر يقوم بعلاجهم. لافتا إلى أن القدرة على مساعدة أهالي من دول تم تحديدها تحت اسم . دول معادية ، وإعادة لهم الأمل) . والدكتور ساسون من مواليد العراق حيث هاجر والداه إلى إسرائيل من خمسينيات القرن الماضي . عندما حاربت الحكومات العنترية والتي ترفع شعارات الوطنية كل الأقليات والخبرات وهجرتها من أرض الوطن . حتى يسلط علينا الجهل والتخلف وشعارات الحروب والاقتتال وعسكرة المجتمع والتعليم والصحة الفاشلة والأمن المفقود منذ الأزل .
والجمعية في الآونة الأخيرة استقبلت الكثير من الحالات المرضية لأطفال عراقيين . لان بلدهم مشغول بكيفية الصراع بين الأحزاب الإسلامية ونصرة المذهب والتشدد الطائفي والبحث عن أي وسيلة لسرقة ما تبقى منك يا عراق !!. وكيف يخرج البعض مؤيدا للقائد الأوحد الجديد . وفي الطرف الأخر نجد أفكار لا تختلف عن الأولى لأنهما من نفس ( الطاسه والحمام).
لم يتحدث الإعلام سوى بضع صفحات على الفيس بوك وبعض المواقع الأخرى الشجاعة . لان الإعلام العربي بيد أناس جهلة يعشقون إسرائيل حد الجنون في السر . وفي العلن يرفعون شعار ( لنحاربهم ) !!. لم يتحدث الإعلام لأنه مشغول بفيضان مكان في دولة تعد الأغنى في العالم , ولكنهم لا يقولوا بان ذلك الفيضان غضبٌ من الله لأنها دولة إسلامية فكيف يغضب الله منها . أما عندما تموت قطة( بزونة) في أوربا يرفع الجميع أيديهم ويقولوا الحمد لله نصرنا علبهم .
قد يأتي احدهم ويقول بأنها مؤامرة ؟؟ وأن إسرائيل وأمريكا سبب البلاء ؟؟ نعم نحترم الرأي الأخر , ولكن عندما تعرف كل هذه الأمور أيها الفكر الميت . متى تعمل على تصحيح كل شيء . أم تبقى بالأدعية والانتظار والفرج والصبر ونزول المطر في الصيف أو تجد منتجاً زراعياً يوجد عليه أسم الله حتى تقول هذه معجزة امة العرب !!. وان ما يجري مكتوب على الجبين , والي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين .
لا أعلم إلى متى يا امة العرب .. تبقين مضحكة بيد بعض الفاسدين وتجار الدم ومحبي صناعة الأصنام . قد لا تعودي يوماً إلى رشدك الصحيح , ولكن دعي الأطفال تعيش بسلام حتى لو كانت المؤامرة من الشياطين , مادامت تعيد لهم أمل الحياة .
شكراً جمعية أنقذ قلب طفل . شكراً دكتور لينور ساسون .
وسلامات يا امة الخرافات .. اخ منك يالساني
مقالات اخرى للكاتب