Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عمارة الأفكار!!
الأحد, حزيران 2, 2013
د. صادق السامرائي

 

الحياة عمارة أفكار , ولبناتها الأساسية أفكار إنسانية , ذات قدرات فاعلة وطاقات وثّابة , من أجل تأكيد دورها وإظهار وجودها , ومشاركتها في التفاعل مع زمنها.
ولا توجد حياة بلا أفكار , وعندما يتم منع الأفكار يتحقق قتل الحياة , أو بناء عمارة الموت.
وفي تأريخ الشعوب هناك أنظمة تبني عمارة موت , وأخرى تبني عمارة حياة.
ويكون الإنجاز الأول بالإستبداد والطغيان , والقمع الجائر للرؤى والأفكار , وتحويل الأوطان إلى مستنقعات راكدة تتعفن فيها المخلوقات.
ويتأكد الإنجاز الثاني بأنظمة ديمقراطية , ترفل بالحرية والفرص اللازمة لتحقيق التطلعات المتدفقة والإرادة الحرة , فتكون الحياة نهر يتدفق وأمواجه تتواكب.
وفي مجتمعاتنا , قُمِعَت الأفكار على مدى القرن العشرين , وحُرمَت الناس من الجد والإجتهاد لصناعة رموز الأفكار , وتأكيد مشاركتها في بناء الإنطلاقة الحضارية المعاصرة للأجيال , حتى تفتت الموجودات , وتسيّدت قوانين المستنقع , وغاب جريان الأنهار , وعمّ الجفاف الفكري والروحي والبيئي , ليحطم أي سبب للبقاء.
وفي محنة الإستنقاع الحضاري المقيم في ديارنا , تفاعلت عوامل كثيرة لكي تمعن بقسوتها وإتلافها لوجودنا , حيث كان لعامل المصالح الإقليمية والعالمية دور فعّال ومدمر .
فبعد الحرب العالمية الثانية خصوصا , تم إقامة مشروع الإستقرار العربي الميت , بمعنى أن يكون العرب جميعا حالة خاملة ها مستقرة , تسمح بأخذ الثروات وتنمية الإتجاهات المرسومة في المنطقة , وفرض الشروط اللازمة لإقامة المشاريع والخطط وإنجاز الأهداف المطلوبة.
وظلت الإرادات الطامعة في وسواس قهري , من أهم أعراضه وعلاماته , أن يدوم الحكم الفردي الإستبدادي , ويُمنع الشعب من إطلاق قدراته وأفكاره , وأن يكون أرقاما وأشياءَ معلبة في صناديق الطغاة والمستبدين , يحركونها وفقا لمقتضيات مصالح الآخرين.
حصل ذلك في جميع الدول العربية , التي تحولت هي الأخرى إلى أشياء كبيرة , يمكن تحريكها وفقا لأجندات المصالح والأهداف , وكان النفط العامل الأكبر في هذا السلوك , إضافة إلى المشروع المعروف , الذي بدأ في نهاية النصف الأول من القرن العشرين , فهذان الثابتان كانا محور القبض على الإرادة العربية , والخط الأحمر الذي يصعب تجاوزه أو الإقتراب منه , لأنهما يمثلان خط الضغط العالي السياسي في المنطقة عموما.
لكن دوران الأيام وتوالي العقود وتراكم المتطلبات , وضع القوى الكبرى في محنة إقتصادية صعبة , مما اضطرها إلى الإقتراب بمنظار آخر , ومراجعة أفكارها ومحاولة الخروج من قيد الوسوسة التي أتلفتها إقتصاديا وأخلاقيا.
وكأن الدنيا تعود إلى بداياتها ,إلى حيث الإنطلاقة الأصوب والأنضج , لتؤكد بأن لابد للشعوب أن تعبّر عن أفكارها , وتبني عمارة وجودها في الحاضر والمستقبل.
فقد أثبتت مسيرة قرن قاهر فتاك , أن الأمم لا يمكن محقها والشعوب لا يمكن سحقها , وأن الضغط يولد إنبعاجات مرعبة ومكلفة جدا , وأن لا بد من توفير الأجواء اللازمة لتحقيق الأفكار الإنسانية في الأوطان.
نعم , لقد أثبتت مسيرة الأوجاع العربية للإرادات الوسواسية , بأن الشعوب تكون أكثر إيجابية وفاعلية في بناء المُثل والقيم الإنسانية النبيلة , عندما يتمكن الإنسان فيها من التصريح بأفكاره , والتعبير عن نفسه بحرية وكرامة.
ووفقا لهذا الوعي الجديد , فأن قوة التعبير إنطلقت بعنفوان وبسرعة كاسحة , لكن بعض عناصر المعادلة الوسواسية لا زالت مقهورة بوساوسها , وغير قادرة إلا على الفعل القهري , الذي يوهمها بأنها ستستريح ويهدأ قلقها وخوفها.
وفي هذا الزمن الفياض , لا يمكن مواكبة الأحداث والعيش فيها والكتابة عنها , لأن سرعتها غير معهودة ومتقدمة على مفردات الإستنقاع والركود.
إنها إنفجار ثوري لا مثيل له في التأريخ, فالشعوب صارت قنابل متأهبة للإنفجار الحضاري العظيم.
فهل سيُسمح ببناء عمارة الأفكار العربية , أم أن إرادة الوسوسة ورعاية المشاريع ستقضي بما ترى وتريد؟!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46391
Total : 101