سؤال فيه صعوبة الجواب الذي جله ألم وحيرة لما وصلت إليه الأحداث المأساوية إلى هذا المصير التراجيدي , التي تراكمت وثقل أزرها وأمتنع طريق حلها والخروج من مأزقها , الذي وضعنا فيه زلل وخطل سياسة الحكومات التي توالت بعد سقوط النظام ألصدامي ,وقبلها قيام انقلاب 14 تموز الذي كان البداية لكل المصائب والكوارث التي عاشها العراق عامة , ومدينة الموصل خاصة , في الصراعات التي احتدمت بين أبناء المدينة الواحدة , خلال النزال الذي حدث بين عساكر الانقلابيين , والتي تحولت على أثره عرى الألفة والمودة , إلى نزاع دموي , خلف عداء وخصام سهل السبل للطامعين للاستفادة منه لزيادة الفرقة والعداء ,حتى دخلت المدينة في مصير مجهول , ليعاني سكانها الذين بدءوا يعيشون حياة غير طبيعية , تأقلموا مع الظروف التي توالت عليهم ,من صعوبة ومشقة , لكنها كانت أقل خطورة من الوضع الذي هم علية الآن تحت حكم الأوباش الذين احتلوها وفرضوا قوانينهم الهمجية لتكون صدمة قاتلة على أعراف ونظم الحياة التي اعتادوا عليها , على أمل زوالها ونسيان ماسيها .
لكن بقى علينا التفكير بالسبل والوسائل للخروج من هذا المصير الخطير التي صعبت وشقت السبل للخلاص منه , لذا وجب على الجميع تحشد القوى ورفع العزائم , وشد الهمم , لطرد الغزاة المحتلين
وتخليص أم الربيعين من شرورهم وعدوانهم .
السبب الذي أسقط المدينة التي أشتهر مواطنوها بالشجاعة والدفاع البطولي عن مدينتهم ومنعهم أي معتدي أثيم يجرؤ على العدوان عليهم
, أن حماتها كانوا من الغرباء اللذين حلوا بالمدينة , ولو كان الأمر بيد سكانها , لأختلف الأمر, والتاريخ سجل صفحات من المنازلة الشجاعة خلال التصدي لكل من حاول التطاول والعدوان عليها , وكان الدرس الذي أعطاه و لقنه مقاتلي المدينة خلال محاولة غزوها من لدن نادر شاه ألصفوي سنة 1732 بجيش جرار , وسلاح وعتاد هدد بيه مواطني المدينة للخضوع والاستسلام , وإلا كان مصيرهم أولائك الذين تحدوه ووقفوا أمام جبروته وعدوانه , لكن جواب مواطني المدينة كان بلسان وخطاب مفتي الموصل في الجماهير التي احتشدت في جامع الخضر , ترفع شعار المقاومة ورفع السلاح أمام المعتدي , ليعود مقهورا بفضل الشجاعة البطولية التي سجلها وسطرها المدافعون عن المدينة بالقيادة البطولية لوالي الموصل حسين ألجليلي , وكان يسجل الضربات القاتلة من قلعته ( باش طابية ) على جيش المعتدين اللذين كانوا في موقع منخفض في الساحل الأيسر من نهر دجلة .
هذا التاريخ المجيد المشرف الذي سجلته بطولات حماة المدينة , والآن السؤال عن لسبب الذي سقطت الموصل بدون مقاومة تذكر أمام حشد من الأفراد يقل عدة وعددا عن القوى التي كانت تعسكر في المدينة , واكرر ما ذكرته سابقا أن حماتها من القوات المسلحة كانوا غرباء عن أهلها , جلهم من طائفة لا تتجانس مع الحس الطائفي في المدينة , والذي نشر شعاراته وراياته , ليحدث الشقاق والخصام والتنافر
مكان التلاحم والتعاضد لصدي المعتدي الذي خدع مواطني المدينة برفع شعار طائفي يدغدغ مشاعر مواطني الموصل , لكنهم وجدوا فيه عدو غاشم لدود , وجب عليهم صده والخلاص من شره وعدوانه .
والآن كيف الخلاص وقد عظم الأمر وصعب التحدي؟ , والجواب هو تلاحم القوى وشد العزم , وإحياء تاريخ سجلات بطولة أبناء المدينة , وذلك تسليح المواطنين اللذين لجؤا إلى إقليم كردستان , وبمساعدة مواطني سهل نينوى , اللذين لا زالوا يحنون إلى مدينتهم الموصل التي هجروا منها نتيجة عدوان التكفيريين عليهم والآن بدأ يواصل العدوان عليهم في مناطق وجودهم , وبسلاح وقوى من الكرد اللذين كان لهم مشاركة للدفاع عن المدينة خلال العمليات التي كان فدائي فرسان الكرد تهاجم ليلا حشود ناصر شاه , في كر وفر كلفته خسائر فادحة , وبعدها توالت مشاركة الكرد عندما حضر أعداد من المسلحين للتصدي لانقلاب العقيد عبد الوهاب الشواف سنة 1995 , لذا وجب عمل مشترك للتصدي للعدوان , لكونه, حاجة ماسة للخلاص من العدو الغاصب , بعدها وجب عقد حلف مشترك , استطيع وصفة بالحلف السني ونعته بالحلف العراقي , بعد وجود حلف أخر هو الحلف الإتحاد الوطني الشيعي الذي فرض هيمنته على العراق عامة وعلى المدن السنية خاصة , وأنا أسف على رفع هذا الشعار , لكن فرض علينا هذا الأمر من الآخرين , ولم يعد لنا قرار سوى هذا النهج , وبذلك نخرج من نظام المناطق المتنازعة عليها , عندما يحصل التفاهم بين مواطني الموصل وكردستان , وتستغل الثروة الطبيعية بين البلدين , وبذلك تبدأ حياة جديدة قديمة كانت بين الشعبين , هذا الحلف فرضته ورود أخبا رعن دخول المعتدين على المناطق المتنازعة عليا في سهل نينوى , ونشر القتل و الترويع لسكانها , بالوقت الذي كانت تحت حماية البيشمركة , لذا لم يبقى مكان امن لمواطني المنطقة , ليبقى القرار الوحيد , تحشد القوى والتخطيط لحملة عسكرية تنطلق من المناطق التي اعتدى عليها , وبمشاركة من مواطني المدينة , الذين على استعداد للقيام لتقديم العون والانخراط في صفوف القادمين لتحرير لموصل من شرهم وعدوانهم , والمبادرة بطرد المعتدين , قبل وصول القوى التي انطلقت من الجنوب , خوفا من إثارة واستفزاز سكان مدينة الموصل , لأنهم سيجدون نفس القوى التي خذلتهم , وجلبت هذا الواقع المأسوي المؤلم والجرح الذي عز ضمادة وصعب شفاءه .
مقالات اخرى للكاتب