النهج القويم الذي بني عليه الدين الإسلامي , نشر العدل والخير , والعطف على ذوي الحاجة , ومد اليد لمساعدة الضعفاء والمحرومين ,و كان شهر رمضان موعظة وحكمة , حتى إذا صام المسلم , ليرى ما يعانيه الفقير المحتاج , لذا تقدم الهبات والزكاة في هذا الشهر , حتى يفي المسلم هذا الفرض عليه .
والآن نرى الكثير من خلاف وشطط عن هذا المسار الذي رسم عليه الدين الإسلامي , مما نراه من مشاهد وأحداث
جلها العدوان والقتل والنهب والسلب كما يجري الآن في محافظة نينوى من تعدي على الأقليات بشكل همجي عدواني مجرم .. لقد جرد الدين من كل ما نشر وأعلن كونه دين حق وإنسانية إلى دين قهر وإرهاب , حتى بدا يشار إلى الفرد المسلم كونه إرهابيا , تتخذ له الحذر والتحفظات حيث ما وجد في الدول التي أصابها العدوان من شره وعدوانه ليصبح الفرد المسلم البريء ضحية لما اقترفه الإرهابيون من أعمال خلفت هذه السمعة التي سطروها باسم الجهاد , والذي تحول إلى قتل وتفجير , وتهديم البني المدنية , وتهجير مواطنيها !! .
وكانت الجريمة الكبرى هو العدوان الغاشم على المقر التجاري العالمي في نيويورك , والذي ذهب ضحيته الآلف العاملين فيه , بلا ذنب وتهمة اقترفوها . وأتهم بها جلاوزة القاعدة , والذي كان فخرا وأعتزازا لزعيمهم , المقبور بن
لادن .. أنتشر وأتسع هذا الشر المقيت , والتي تعددت وتنوعت أسماءه وشعاراته في دول العالم , ففي أفغانستان , الطالبان والقاعدة , مثل لكل سلوك مقيت في حكمهم , الذي جله عرقلة العيش السوي لشعبهم والدمار لوطنهم , بعد فرض قوانينهم في الحكم الهمجي , وفي العراق و سوريا , داعش ,وظهرت أسماء أخرى , مثل انصار الشريعة , اللذين يعيثون فسادا ودمار , كما هو الحاصل في ليبيا , يدمرون ويحرقون قوت الشعب , واقتصاد البلد ، خلال هجومهم الوحشي على مطار مدينة طرابلس , بقصفهم مدرج المطار , وتدمير عدد كبير من الطائرات , والذي يقدر أثمانهم بمليارات الدولارات بدون شعور بأنها خسارة لا تعوض لبلد بدأ يضمد جروحه ويبني ما دمرته الحرب التي أسقطت نظام الديكتاتور القذافي. وبوكو حرام في نيجيريا الذين ارتكبوا جريمة اختطاف تلميذات مدارس للبنات , وأجبروهن على اعتناق الدين الإسلامي !
الجريمة التي أشرت لها في عدوانية داعش , قيامهم تهجير الأقليات الدينية والقومية من محافظة نينوى , خاصة الطائفة المسيحية ، لتهجيرهم ونفيهم من سكناهم , وتهديم وإحراق دور عبادتهم , والاستيلاء على أموالهم وعقارهم , وتهديدهم , إما الدخول بالدين الإسلامي , أو الجزية , أو السيف !! بأي حق وقانون مدني أو سماوي تقترف هذه الآثام ؟؟
أنهم يعيدون ما أقترفه السلف عندما أطلقوا عليه شعارا للفتح الإسلامي ,خلال احتلالهم وادي الرافدين , وبالخصوص مدينة الموصل والتي كان جل سكانها من المسيحيين اللذين هم مواطنوها الأصليون , فرضوا عليهم نفس الشروط التعسفية العدوانية , لكن لم يفلحوا بفرض إرادتهم عليهم , ليبقى أهل هذه الطائفة الدينية محافظين على طقوسهم ودور عبادتهم , ليعود الأحفاد الآن النهج الذي اقترفه السلف !! وأنا على ثقة بان غدرهم و شرهم لن يدوم , لأنهم على غي وباطل , لأن الباطل , إذا سمحت له الفرصة الحضور , لكنه لن يدوم , ويبقى لعنة وسحقا على مرتكبيه .
مقالات اخرى للكاتب