أجد نفسي في حيلة من أمري , كثير من الحيرة والعجب كيف أتهم بالعنصرية والطائفية , بعد نشر مقال لي أعرض فيه الحالة المأساوية التي تعيشها مدينة الموصل بعد خذلانها وتركها ضحية لما وصفهم بالأفغان والشيشان , وكان فيه كثير من التشفي والعداء , ولم يفهم , ولم يعي ما بهذر به من تهم لا تليق بمواطن ينعت نفسه أبن العراق , وأنا آسف لعدم إيجاد الرد الشافي حتى أفهم أبن العراق هذا أنني لم أكن ولن يكن لي شعار سوى العراق الموحد الفدرالي , وليس لي خصم وعدو سوى كل من هدد وعكر صفو كل فرد عراقي من أعلى الشمال إلى أقصى الجنوب , وكوني عراقي أصيل قضيت فترة الشباب خلال دراستي في معهد الفنون الجميلة في الخمسينات من القرن الماضي , وكنا نعيش في ود ووفاق نحن طلبة المعهد , ولم نسأل بعضنا عن أصله وفصله , دينه وطائفته , وكنت أحمل الأفكار الماركسية التي تؤمن بالعلمانية والأممية , لكن أنتقل العراق إلى الشد الطائفي , بعد انقلاب 14 تموز , عندما تجمهرت الطائفة الشيعية حول عبد الكريم قاسم والسنية مع عبد السلام عارف , وبعدها صدام حسين مع الطائفة السنية , حتى سقوط نظامه , بعدها انفردت الطائفة الشيعية في الحكم .
وفي مدينة الموصل جرت أحداث قتل إجرامية من فلول عصابات القاعدة , لذا كانت الضرورة لطلب النجدة من الحكومة المركزية , لتصل قوة من الجيش للحماية وصد المعتدين , لكن وصولهم لم يحل الأمر , بل استمرت قوى الإرهاب تسيطر وتفرض الأتوات وترهب وتقتل كل من يرفض الخضوع لهيمنتها وجبروتها , بالوقت التي بقت قوى الجيش مكتوفة الأيدي , ليظهر شكل وطائفة حماة المدينة برفع شعاراتهم وراياتهم التي أكدت أنهم جيش طائفي أستفز سكان المدينة , ليقوموا باحتجاجات ومطالب برفع المظالم والتعدي على حقوقهم , لكن جاء الرد بحملة شرسة , اعتقلت المحتجين بدل ضرب عصابات الإرهاب , لتثير وتستفز مواطني الموصل , حتى جاءت النكبة بانهيار تلك القوى بأسلحتها و معداتها التي صرفت لها المليارات من قوت الشعب , هربت وتركت وراءها أسلحتها وهندامها الذي هو شرفها العسكري , هربت بألوفها المؤلفة أمام مئات من الدواعش , لتحل نكبة جديدة لمواطني المدينة , ليهرب من أستطاع الخلاص , ويبقى الآخرون تحت نظام فرض عليهم الطاعة , وولاية زعيمهم , وإلا التصفية الجسدية , لذا كانت رغبتي وأملي لمواطني ا لموصل تنظيم صفوفهم وتوحيد قواهم , بمساعدة الكرد اللذين ينتمون إلى الطائفة السنية بتشكيل اتحاد وطني عراقي سني , ولهم الحق بذلك لوجود اتحاد وطني شيعي يعلن صفته الطائفية بدون تحفظ في كل المناسبات ويفرض تشكيلاته في الانتخابات بأن يكون لها السبق , وذلك للبدء بتحرير مدينة الموصل من المعتدين , وبعدها أرض العراق عامة , ولي أمل بتحقيق هذا الأمل وتحقيق الرغبة بالخلاص.
لقد أجبرت على هذا الرد بعد التهمة التي أطلقها ابن العراق وهنأني , بكثير من التشفي والغدر , وكأنني حليف لقوى الشيشان والأفغان , وبدوري أخبره أنني بعيد عن هؤلاء لأني أعيش بعيد عن العراق منذ أكثر من نصف قرن , ولكن قلبي على العراق وعلى مدينتي الموصل , وخوفي عليه وعلى العراق , أن يتوسع حكم الأفغان والشيشان على مساحة أكبر إذا استمر العراق بالتفرقة والخلاف , وعناد الرئيس المالكي بكرسي الحكم .
مقالات اخرى للكاتب