تواردت أخبار , تعلن أن مواطني البصرة ,بعد أن ملوا من انتظار الفرج لأصلاح ما دمرته الحروب , وإصرار الحكم الديكتاتوري عدم الإصلاح والعمار الذي سببته سياسته في شن الحروب , ومعاقبة مواطنيها على معارضتهم لسياسته الرعناء ليحل الخراب والتدهورفي في ربوع البصرة , التي كانت عامرة بجمال طبيعتها وطيبة اهلها .. وكان الأمل بمجييء الحكم الذي قام بعد سقوط النظام الديكتاتوري , بالأصلاح وتدبير شوؤن البلد واعادة الحقوق التي اغتصبت وانتهكت سنين الحكم الجائر .. لكن مع شديد الأسف , زادوا ظلمهم وغيهم , بالمزيد من الحكم الغاشم ونهب ثروات البلد , وترك الأمور تسيرمن السيء الى الأسوء .. لذا كان القرار الهروب واللجوء الى الجارة الكويت لتأتي كمنقذ يخلصهم من الظلم والعدوان.. وبالطبع سترحب دولة الكويت بضم محافظة البصرة الى ارضها , والذي سيأتي بربح ومصلحة لها وللبصرة ,, خاصة لاتزال تذكر الأيام التي كانت البصرة منتزه لهم يقضون اياما وليالي في منتزهاته ومقاهيه ونواديه عندما كانت البصرة لازالت في بهائها ورونقها .
عندما يتحقق هذا الحلم وتحين فرصة اللقاء , لتقوم دولة الكويت بضخ مليارات الدولارات ,, بالوقت الذي لا تحتاج البصرة من هذا الدعم المادي ,, لأن مواردها الطبيعية تكفي لأعادة الحياة الى مسيرتها التي دمرتها الأنظمة التي توالت على حكمها وظلمها وسرقتها لتلك الموارد .. لكن دولة الكويت عندما تعلم ان محافظة البصرة , اصبحت تحت ولايتها وجزء من أرضها , عندئذ ستقوم بمشاريع أعمار وصناعة , والأستفادة من مياه شط العرب , بعد اصلاح الضرر الذي لحق به بعد زيادة ملوحته , بأقامة نظام اصلاح شامل بتنقية مياهه وعودة صلاحته ولها تجربة ناجحة في تنقية ملوحة مياه البحر ,بعد تهاون الدولة بالقيام بهذه المهمة التي تفاقمت وأزداد ضررها وخطرها على صحة وحياة مواطنيها .
ستقوم دولة الكويت بعد تصفية مياه النهر، بأقامة مجمعات وبحيرات من شط العرب , لفائدة الطرفين ,, فالكويت ستقوم بشق الترع والقنوات لأيصال تلك المياه اليها , بعد انتهاء الحاجة منها لمحافظة البصرة , وبهذا ستحصل على مياه مصدره النهر , لا ماء فاقد كل الخواص التي تقدمه ماء البحر وبهذا تعيد محافظة البصرة فضل دولة الكويت على اعمار واصلاح البنية الأعمارية والأقتصادية لها .

وبقى على المحافظة الأخرى خيار طرف آخر يتولى امرها ,, بعد نجاح خيار محافظة البصرة ,,تطلب محافظة أخرى الانضمام إلى التحالف الجديد , هذه المحافظة هي محافظة ميسان , لكن دولة الكويت ترفض هذا الطلب , لكونه سيخلق أكثرية شيعية , ستؤثر على المعادلة الطائفية في البلاد , لذا سيكون خيار محافظة ميسان الجارة إيران لوجود حدود مشتركة , وانسجام طائفي شيعي بينهم ..
وبقى على محافظة نينوى إيجاد دولة تساعدها على الخلاص من سوء هيمنة الحكومة المركزية التي تركت المحافظة بحالة سيئة وحصولها لحاجاتها الملحة للتطور الاقتصادي والعمراني
وتركها عرضة لعدوان الإرهابيين في تدهور الأمن وفقدان الآمل بحل سريع , يقضي إلى حياة أكثر أمنا ورخاء.
وهنا يقع الخيار على الدولة الجارة تركيا , خاصة وان هذه الدولة لازالت تعتبر ولاية الموصل تحت وصايتها , وكانت دائما تصرح أنها تركت الموصل بعد هدنة مع القوات البريطانية التي احتلت العراق خلال الحرب العالمية الأولية , وطالبت بعدها بقيام استفتاء في الولاية حتى يقرر مواطني الموصل , إي طرف يكونون تحت ولايته , وكانت النتيجة توجه الناخبين إلى وحدة العراق ,, لكن بعد خيبة الأمل بالعراق الموحد , فكر مواطنوا المحافظة بتعديل القرار والعودة الأنظمام إلى جمهورية تركيا التي حدث فيها في السنوات تطور كبير وانتعاش اقتصادي بفضل حكومتها الرائدة .
لكن وجود شريط طويل وعريض بين القطرين , يشمل القومية الكردية يعرقل هذا الاتحاد ,, لذا سيكون القرار قيام وحدة إقليمية مع كردستان , الذي جرى فيه انتعاش وتطور امني واقتصادي وعمراني , خاصة بينهم حدود مشتركة وارتباط وثيق قبل قيام إقليم حكومة كردستان ..وسيكون هذا بعد مسيرات شعبية تنطلق في مدينة الموصل تهتف ( كرد وعرب فد حزام ) وفي إقليم كردستان تعيد الجماهير هناك أغنية المرحوم احمد الخليل في الخمسينات
( هر بجي , هربجي كرد وعرب رمز ألأعمار ) وهي تغير كلمة النضال التي كانت في الأغنية الأصلية , بالعمران , لأنه أكثر حاجة وملحة من النضال الذي جلب المصائب على العراق , لذا سيكون خيار الأعمار هو الأفضل ..
والآن بقى الخيار لمواطني محافظة الأنبار بعد فقدان الآمل لتحقيق مطالبهم التي طال أمدها , وعدم سماع حكومة المركز لتلبية مطالبهم ,, لذا سيتجهون بقوة السلاح الذي هو وافر في محافظتهم , الانضمام إلى صفوف الثوار هناك , وإسقاط حكومة الأسد , وإعلان الوحدة مع الشقيقة سورية !!
وهنا تحل الكارثة على الحكومة المركزية , عند فقدانها المورد الوافر الذي يقدم إليها ,, خاصة من المحافظات الجنوبية ,, التي هي مصدر ميزانية الدولة لما تحويه من ثروة نفطية كبيرة , كذلك الموصل والانبار التي يوجد فيها خزان كبير من ثروة كبيرة من الغاز والنفط, وبانقطاعهم يسبب هول وكارثة لعدم توفير حاجات الشعب من الراتب ألمعاشي الذي اعتاد عليه ,, كذلك قوى الأمن من الجيش والشرطة التي حرموا من رواتبهم الشهرية ,, ستقوم الجماهير الجائعة الغاضبة مع قوى الآمن بإسقاط الحكومة ,, ودخول المنطقة الخضراء ,, وحصول فرهود ,, تستولي الجماهير على ما كدس من مال وفير خلال استحواذ ساكني المنطقة خلال سنوات العيش الرغيد والمال الوفير الذي سرق من قوت الشعب , وبذلك يسقط العراق في مصير لا يحمد عقباه!!
لكن قبل حلول الكارثة ,, يقوم رئيس الوزراء نوري المالكي , بقرار حكيم بتقديم استقالته , وحل مجلس النواب , والتحضير لانتخابات برلمانية ,, يقرر الشعب مصيره ومستقبل حياته الجديدة , برفض انتخاب الناس اللذين كانوا سبب ضنك العيش وتدهور الوضع الاقتصادي والأمني وسيطرت سراق قوته وحرمانه من الاستفادة مما تدره أرضه من خيرات , لتقع في حوزة اللذين أتمنهم بالحفاظ عليها لخدمة الشعب وبناء صرح الوطن الذي هدم ودمر خلال الحكم الديكتاتوري . لكنهم خالفوا العهد وخانوا ثقته وأمله , ليستغلوها من اجل الإثراء وتهريب ونقل تلك الثروة إلى خارج البلاد , لإقامة صروح وقصور تصرف عليها مليارات النقود , بالوقت تحرم الملايين من الشعب العراقي من مسكن ومأوى يستقرون إليه ,, خدعوا بأصحاب العمائم واللحى اللذين خدعوهم باسم الدين لانتخابهم ,
لذا ستكون عبرة لمن اعتبر ,, وسيكون القرار حرمان وطرد هؤلاء الذين خانوا ألذمه وانتهكوا حرمة الشعب والوطن .
وسيكون الآن الخيار للناس الذين يحملون أفكار معاصرة رجال علم ومعرفة , ناس يحملون أفكار اوتوقراطية علمية تساير أفكار القرن الواحد والعشرين لتحديث الحياة التي أثقلها الجهل والرجعية التي كانت سبب تدهور وخسارة الفرصة التي أتت بعد سقوط الحكم الديكتاتوري في العراق .
وبعد قيام البرلمان الجديد والحديث , والذي ستختفي منه العمائم واللحى ,تسقط العباءات والشالات والفوط ,, ليذهبوا جميعا إلى جوامعهم وحوزاتهم , والنسوة المحجبات إلى دورهم
للحفاظ على حرمتهم , وتربية أولادهم وخدمة أزواجهم .
بعدها تنطلق كل وسائل النقل الجوي والبري والبحري بقدوم الملايين من مواطني العراق اللذين هجروا وهاجروا , بعد أن أبعدتهم الأنظمة التي هيمنت على حكم البلاد , بكل الوسائل لتهمش العراق من الأفكار النيرة التي تتعارض مع أفكارهم المريضة .. بعدها سيحل الخير والعمار بعد حكم الطبقة الجديدة المتنورة , عراق جديد تحلم له الأجيال التي عانت مرارة العيش وضياع السنين التي كانت تحلم به الأجيال من عيش حر وسعادة في الحياة . عندئذ تطالب الحكومة التي أنتخبها الشعب ,, بطلب من منظمة ألأنتربول العالمية التفتيش عن مهربي الموال العراق وآثاره التي سرقت وهربت ,, إعادتها إلى العراق واعتقال المتهمين وتقديهم للعدالة .
وسيكون مصير السيد نوري المالكي الذي قدم استقالته , حفظا على استقرار البلد وعدم وقوعه في مصير لاتحمد عقباه , تقدم منحة مالية لترميم بيته في طويريج وتوسيع حديقة الدار لقضاء فترة العصرية بالجلوس تحت شجيرات الفاكهة والنخيل يدخن نركيلته بصفاء ورواء , لتقدم له أم إسراء شاي العصر مع مزة من اكليجة جوز الهند ,,براحة و هدوء ,, بعيد عن القيل والقال , ومشاكل السياسة , ودوخة الرأس , وهو يطرب على نغم لحن الناي الذي يتوارد أليه من بعيد , عزف يطلقه ابنه احمد مع أغنامه التي اشتراها له الوالد حفاظا له على وسيلة يقضي به حاجته للعمل, ويوفر للعائلة متطلباتهم من وارد الحليب والجبن والدهن ,, من مصادر موثقة لا غبار عليها , مع دجاج يسرح في فناء الدار لحاجتهم من البيض .
ويزداد الرواء والطرب عندما يذكر لحن أغنية المطربة فيروز ( أعطني الناي وغني فالغنى عزم النفوس وأنين الناي يبقى بعد أن تفنى الشموس ) يمرح ويردد ويلعن السياسة والسياسيين والترك وألأيرانيين والناس الذين ورطوه أجمعين.