Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حكاية " غرامي " مع معدتي حكاية طويلة
السبت, آب 2, 2014
علاء الزيدي

لي مع المعدة حكاية طويلة .
في عنفوان الشباب ، في منتصف العشرينات من العمر ، أوقعتني أرضاً حتى كاد الأمر أن ينجر إلى فحص بالمنظار الباطني ( الأندوسكوپ ) و كان يومذاك غير شائع الإستخدام كما في أيامنا هذه ، لكن تربة سيد الشهداء استبعدت الأمر ، و لست بحاجة إلى الشرح ، فذوو القلوب السليمة يعرفون ما أقصد .
بعد ثلاثين من السنين أو تزيد ، عادت أسطوانة المعدة إلى الدوران ، بعد أن كاد لحنها أن يُنسى .
في كل مرة ، في الشباب و على أعتاب الشيخوخة ، تثور المعدة لقضايا الآخرين !
فمن طبعي ، أني أحترق حدّ الشواء لآلام المظلومين .
أحترق و أتفحّم ، أنا غير القادر حتى على نصرة نفسي و الإنتصاف لها ، أو إن شئت ، أنا الذي لا يعرفه أحد في عصر الرخاء و تقسيم الغنائم !
ما العمل ، ليس الأمر بيدي ، فهو مكتوب على الجبين وفق نظام جيني لا يقبل التعديل .
في ثورة المعدة الحالية ، التي دامت حتى الآن سنتين ، كما في الثورة الأولى منتصف ثمانينيات القرن الماضي ، أهرع إلى الكتب و الدوريات و في أيامنا الراهنة إلى النت لأتبيّن موضع قدمي .
أين أقف ، و متى سأتوكل على الله و أرحل !
فالطبيب في بلداننا بخيل بالشرح و الإيضاح كريم بالدواء و العلاج ، و الطبيب في هذه البلدان بخيل بالدواء و العلاج مكثار في الشرح و الإيضاح الذي لا يغني غالباً و لا يسمن من جوع كونه يفسّر الماء بعد الجهدِ بالماءِ !
لا اُطيل على القارىء ، بعد هذه الجولات و المُعاينات و المُعانيات ( جمع معاناة ) أيقنت أن حديثاً أو حديثين شريفين يلخصان كل حكاية المعدة ، من الألف إلى الياء .
فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلّم قوله الذي أنكره السلفيون و نسبوه لطبيب العرب حارث بن كلدة ( لسبب أجهله لكن قد يكون أهل البيت رواة هذا الحديث ) :
" المعدة بيت الداء و الحِمية رأس الدواء " ( الحمية أي الدايَت ) .
و ورد عنه أيضاً : " ثلث لطعامك و ثلث لشرابك و ثلث لنفَسك " و هو يعني تقسيم المعدة إلى ثلاثة أقسام عند الأكل أو الشرب ، يُترَك واحد منها ( لنفَسك ) فالمتخم يكاد أن يختنق من اللهاث و الشخير و النخير !
و قد دلّت تجربتي ، بعد معاناتي مع " الإرتجاع البلعومي الحنجري " و أخيه " الإرتجاع المريئي " و هما المتمثلان برجوع سائل المعدة الحامضي و بعض الأنزيمات و شيء من عصارة المرارة إلى المريء ثم البلعوم بعد تناول الوجبات الرئيسية و تدميرها التدريجي للمريء الذي قد يصل إلى سرطان المريء ، و تخريبها للحنجرة و حبالها الصوتية الدقيقة ، نتيجة رخاوة صمامي المريء لدى ارتباطه بالمعدة من جانب و البلعوم من جانب آخر ، دلت تلك التجربة على أن الحديثين الآنفين هما خلاصة الوقاية و العلاج معاً .
فعندما تترك ثلثاً من المعدة ( لنفَسك ) تُتاح فرصة مناسبة للحامض المِعَدي و السوائل المرافقة له لممارسة عملها الضروري لهضم الطعام تمهيداً لتمثيله ، في أجواء و فضاءات كافية و مناسبة ، أما إذا اُتخِمت المعدة بالطعام و الشراب خصوصاً الحار منه و المليء بالكافيين كالشاي و القهوة و حتى البارد كالكولا ، فمن شأن ذلك إرجاع مزيج السوائل إلى أعلى عقب اتساع الصمامين . و هنا تكون المعدة فعلاً بيت الداء ، و اجتناب تلك التخمة القاتلة ، أي الحِمية أو الدايَت رأس الدواء ، فهل يصدر مثل هذا التشخيص الكامل ، العابر للزمان و المكان ، إلا عن من لا ينطق عن الهوى ؟
الطريف ، أن ثمة علماء كباراً توصلوا إلى ذات النتيجة ، لكنهم امتدوا بها إلى استنتاجات غريبة .
من هؤلاء ، بل في طليعتهم ، عالِم البكتيريولوجيا " ميچينكوڤ " ( لا للشيخوخة المبكرة ، دكتور سامي محمود ، ص 3 ) الذي اعتبر الجهاز الهضمي عامل مقتل و موت الإنسان بسبب التسمم التدريجي الذي يحدث فيه ، بل اعتبر أن عمر الإنسان هو عمر جهازه الهضمي ، غير أنه انتهى بالأمر إلى اعتبار الأمعاء الغليظة شيئاً زائداً علينا أن نرميه بعيداً ، كما فعل إسماعيل ياسين عندما ألقى بعيداً أجزاء من بندقية التدريب أثناء خدمته العسكرية ظاناً أن تلك الأجزاء زائدة !
على كل حال ، هذه دعوة إلى النظر إلى الأحاديث الشريفة بروح جديدة . فما زلت أذكر أن جاهلاً فاجأني بالقول يوماً ، عندما رآني أتصفح كتاباً بعنوان " طبّ النبيّ و الأئمة " :
العلم وين و انت وين !


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.38156
Total : 101