اخذ يُتداول مؤخرا على صفحات التواصل الاجتماعي مصطلح جديد وهو الفيسبوكيه خاصة على صفحات الفيس بوك

وورد هذا المصطلح على ألسنة اغلب ممن يعتبرون انفسهم ذوي ثقل كبير في مجال العطاء الادبي والثقافي فهم حانقون على الكثير ممن لهم اهتمامات بنشر اعمالهم الادبية او الفنية وحتى ارائهم الشخصية على تلك الصفحات من ابناء وطنهم وهم عندما يطلقون هذا المصطلح ليس من باب الاختراع او التحديث وإنما من باب الازدراء والتصغير . وانا لا اعرف اسباب هذا التحامل او الانزعاج فصفحات التواصل الاجتماعي هي ليس ملككم او ملك ابائكم انها نعمة انعم الله علينا بها اولا ثم نعمة ابناء المستعمرين الغرب .فما هو فضلكم وكرمكم في ذلك ؟؟!!.حتى يكون لكم هذا الموقف السلبي

ان للفيس بوك بشكل خاص دورا رائدا كبيرا اسهم في احداث تغيرات كبيرة في العالم على كل المستويات ومنها السياسية فصفحات الفيس بوك زلزلت انظمة قهرية عجزت كل الوسائل عن ان تزلزلها وتغيرها.

ناهيك ان صفحات الفيس بوك منبر حر مجاني لكل انسان له الحق ان يعبر عن رأيه دون قيد او شرط ولكل انسان له الحق أن يبرز ويظهر مواهبه وقدراته مهما كان شكلها وحجمها بإمكانه ان يظهر امكانية في الادب او الغناء او الرقص او اي شيء لا يخطر على بال احد وله الحق في ذلك شرط ان لا يمس كرامة وخصوصية احد وان يكون موضوعه مقبولا اجتماعيا عكس ابواب اخرى كالصحافة وأبواب الأعلام الاخرى المسيطر عليها من قبل افراد وجماعات والذين يضعون العراقيل والمطبات في وجه اي عمل مهما كان حجمه ونوعه بحجج شتى القصد منها النيل من ابداع الانسان او ان الموضوع لا يتماشى مع رغباتهم او من ورائه وجع رأس او خلاف توجهات هذا الطرف او ذاك .

عليه ادعو الكثير ممن يتداولون هذا المصطلح للنيل من الآخرين في صفحات الفيس بوك أن يكفوا عن هذا وإعطاء الحق للآخرين للتعبير عن ارائهم ومعتقداتهم ونشاطاتهم المتنوعة وتحمل ٌقراءتها ونقدها بأسلوب راق لا للنقد فقط وانما لتصحيح المسار والتواضع فالتواضع ميزان الاخلاق والتشجيع كل الطاقات للنهوض بثقافة البلد فبدون الثقافة العالية وبدون سماع الأخر لا يمكن ان نتواصل لبناء مجتمع متمدن راقي .

ان الكلمة التي تُنشر في الفيس بوك كلمة مؤثرة ولها امتداد واسع فان كان في بلد ما صحف ورقية عددها لا يتعدى العشرات في احسن الاحوال فهنالك ملايين الصحف الشخصية التي تحمل هموم الانسان وتطلعاته وانتقاداته ونشر مواهبه وأحاسيسه ومعاناته وعليه اصبحت صفحات التواصل الاجتماعي ومنها الفيس بوك بشكل خاص منبرا لا يستهان به له تأثير كبير على سير الاحداث في البلدان ويمكن ان يُستغل بشكل خلاق لتطوير المجتمع والإنسان.