السيد رئيس الجمهورية المحترم
السيد رئيس مجلس النواب المحترم
السيد حيدر العبادي المكلف بتشكيل الحكومة المحترم
م/ شبكة الإعلام العراقي
اكتب أليكم اليوم أملاً في أن أجد جواباً واحداً للتخبط الذي نعيشهُ في كافة مفاصل ألحياة , والاستغلال الذي أصبح سمةً يشتهر بها العراق , وبالتحديد في توزيع المناصب , حتى تحول الأمر إلى (مكارم) , تمنح لمن يشاء بعضهم , ليس لأجل وطنٍ وشعب , بل من أجل الوصول للغايات والأطماع أو التستر على فاسدٍ أو ناهبٍ للمال العام . أو شريكاً في صناعة ظلمٍ جديد .
قبل ساعات من كتابة هذه الرسالة, أصدر رئيس مجلس الوزراء المنتهي الصلاحية. قراراً بتعيين السيد علي الشلاه رئيساً لمجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي . في خطوةٍ لم تكن فقط غريبة , بل أدهشت من تابع كل كوارث ما جرى في تلك المؤسسة منذ سنواتٍ طوال , تحت إدارتها التي برهنت ولازالت بأنها أكبر مصدرٍ للفشل في عالمنا الواسع والكبير .
الإعلام نصف المعركة في حالات الحرب, وهو نصف الحياة في حالات السلام. ولكن ماذا جنينا من أعلامنا الحكومي سوى الردح والمديح والتطبيل . تُرى إلا يوجد فيك يا عراق شخصٌ يستحق المنصب أكثر وأفضل من بعض المسميات التي أثبتت فشلها في مواضيع عديدة وكثيرة . وكيف يسمح لحكومة تصريف أعمال أو منتهية الصلاحية بإصدار قرارات مهمة وخطيرة؟ أم هي بداية التستر وغلق الكثير من ملفات هدر المال العام التي كتبنا عنها ونشرنا الكثير حولها . وهل حان وقت تكريم السابقين, بأن يتم وضع شخصٍ مقرب من الحكومة المنتهية الصلاحية, حتى يقوم بغلق (ولملة) فضائح عديدة ومخزية؟
لماذا السيد علي شلاه على رئاسة مجلس الأمناء ؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات ؟. ولماذا صدر القرار , وكيف صدر ؟ وجميعكم يا قادة العراق الجدد لا تعلمون ؟ وان كنتم تعلمون فهي الكارثة الكبرى والخراب الأعظم ..! قد تبررون السكوت بأمور عديدة وفق أهواءٍ تغلب عليها المصالح الشخصية والحزبية والطائفية والمذهبية , ولكن ألا يستحق العراق والشعب والشهداء وجيوش الأرامل والمحرومين والبسطاء والفقراء والمساكين ,ألا يستحق كل هؤلاء منكم نوعاً من التفكير بهم والاحترام ..!! لكن تأكدوا بأن دمائنا التي تُسال كل يوم , لم ولن تكون ممراً لوصول الفاشلين لأي منصبٍ تحت أي حجةٍ مهما كانت .
سوف أعترف بأننا ماضون للخراب الكبير , أن لم تتحركوا منذ الآن وتوقفوا مهزلةٍ جديدة , من مهازل الحكومة السابقة . لان هذا القرار كما أسلفت ممراً أمناً لهروب إدارة الشبكة من الحساب والعقاب. لكونها تعلم علم اليقين بأنها سوف تزج في السجون لما قامت بهِ هناك حيث تلاعبت بأموال الناس وفق ما تشاء .
لقد رتب مدير عام شبكة الإعلام العراقي السيد (محمد عبد الجبار الشبوط) أمرهُ منذ زمنٍ طول . عندما حول أموالهِ المنقولة وغير المنقولة وكافة ممتلكاتهِ لشخصٍ أخر هو السيد (أحمد مقبل علي )مدير مكتبهُ وكاتم أسرارهُ وفق الوكالة العامة والمطلقة والمرقمة (22673) في 7/6/2011 والصادرة من كاتب عدل الكرخ .بعدها وبتأريخ 18/3/2012 قام السيد (احمد مقبل علي) بعمل وكالةٍ أخرى لأثنين من المحاميين للتصرف والتحرك وفق الوكالة الأولى . وهنا سوف نجد مدير عام الشبكة نظيفاً, بريئاً , محصناً , كيف لا وهو الذي يحمل جواز السفر البريطاني والهوية الكويتية , بالإضافة إلى انه قام بتعيين نفسه مديراً لمكتب قناة العراقية بدولة الكويت. كذلك مقطع (الفديو) الذي وقتهُ لا يتعدى الـ (55 ثانية) وبموجبهِ تحولت أحدى العاملات هناك من مجرد موظفة بعقدٍ إلى موظفة على الملاك الدائم , ومن ثم معاون مدير البرامج السياسية .كما أن هناك ملفات التحقيق الموجودة بحق الكثيرين والمقربين من مدير عام الشبكة , وبعض أعضاء مجلس الأمناء . هذه الأمور وغيرها موثقةُ لدينا وبالأدلة, وليست مجرد هواء في شبك.
هل علمتم الآن لماذا تم المجيء بالسيد علي شلاه رئيساً لمجلس الأمناء . حتى يباشر بعملية تنظيف الأجواء., وإخراجهم من كل ما هُم فيه, خروجاً أمناً . وجعلهم أبطالاً على حساب الوطن والشعب , وعلى حساب الإعلام الحكومي , الذي أصبح بزمنهم أكثر من مجرد أعلام سيء .
الكلام كثير .. والقرار لكم في اتخاذ الأمر , وتقرير مصير أعلام الدولة . فأما أن تسكتوا سكوتاً تكون نتائجهُ وبالاً عليكم في قادم الأيام , أو تثبتوا لنا بأنكم ماضون في التغيير نحو الأفضل والأحسن , وإيقاف كافة القرارات التي صدرت بخصوص شبكة الإعلام العراقي , وسحب يد إدارتها وإحالتها للتحقيق , وإظهار النتائج للعلن , وليس مجالس تحقيق تكون فوق رفوف النسيان .
كلما مر العراق بأزمةٍ, كانت الحاجة لكارثة حتى نتخلص من تلك الأزمة, ولكن كيف لنا أن نتخلص من سلبيات تلك الكارثة ..!! لعل رسالتي تصل أليكم .. ولعل أمراً يصدر منكم .. فالأمل لازال له وجود, ولكن لا تجعلوني والآخرين نخشى من خيبة الأمل.
ملاحظة: كل ما تم ذكرهُ من وثائق وأدلة لدينا نسخٌ منها . فنحن نتكلم عن ,واقع وليس خيال .
سلامات ياوطن .. اخ منك يالساني
مقالات اخرى للكاتب