يعتريني الاحباط وتأخذني الحيرة ويعصرني الالم وتنحبس في فمي الكلمات ويخرس لساني عن التعبيرعما اشعر
به وانا ارى جسد بلدي المسجى لاحراك فيه الا أخوة يوسف قد احاطوا به بين حامل ابرة ليغرزها في لحمه
او شاهر سكين يقطع جزء من اوصاله واخرين قد نظفوا حقائبهم المتخومة اصلا في شوارع وانحاء مدن
العالم بين اسواق مركزيه وناطحات سحاب او شاليهات او جزر وفلل فارهة منتظرين لحظةنهايته ليعبؤا ماخف وزنه وغلى ثمنه وبطاقة طيران ذهابا فقط ليلحقوا بركب من تخلى عن وطنيته واخرين ينثروها على اجساد
الساقطات في مدن السياحة والراحة المحرمة ليحيل اخرته لجحيم اسود , وقفت متأملا هذا المنظرلجسد بلدي
وايقنت ان صعقت كهربائية قد تعيد اليه الحراك وتجعل من دمه المتجمد في حراك لتسري فيه الحياة , ان مرآه
وما يجري فيه من مصائب يعجز القلم عن تدوينها في بعض كلمات لاتغني ولاتسمن ولاتعطيه حقه
في آلامه الكثيرة التي يعاني منها . ان أخوة يوسف يجب ان يرحلوا منه بعد ان دفنوا يوسف في الجب ورحلوا عنه وتركوه يواجه مصيره بنفسه لالشيء سوى لاستحواذه على قلب ابيه , علّهم يعيدوا مجدا ويكتبوا تاريخا
ليرسموا صورته وماكان عليه , ان الجرائم بكل انواعها واشكالها واساليبها التي ترتكب فيه تحت لحى
المارقين وعمائم الخبث ودعوات المتملقون ومنابر المتسلقون مرة باسم دين واخرى باسم قومية وواحدة بنعت
طائفي لايمكن ان تمر أو تنطلي علينا بشعاراتها المزيفة ودموع التماسيح او مزنت صيف وتعبر
ان المواجهة الحقيقية لمصائب البلد تنبني على معرفة الذات وحب الغير والاخلاص وروح المواطنه
والالتصاق بالبلد وعدم المتاجرة بدماء ابنائه والتحلي بالصراحة والابتعاد عن المواعيد الكاذبة والكلام المعسول
التي مللنا من سماعها والتطرق اليها , ان السياسيين يجيدون فن الكلام الذي لايؤمنون به اصلا وغير مقتنعين به
لانهم يعرفون مستقبلهم فيه غير وارد وبقائهم ليس طويل وعيشهم فيه ايام , ننصح ان يتركوه ويعودوا لمكانهم
الاصلي بعد ان وظفوا امواله بالسحت الحرام ونهبوا ثرواته واستولوا على رقاب شعبه بهتافات وشعارات
لاتمت لواقعهم وهواجس انفسهم بصله , ان الدولار والكرسي والتسلط ديدنهم والغدر والتسقيط فعلهم, ان اضاعة الفرص لتقدم البلد ييبدو لنا من جّل اهدافهم واذلال الشعب من اولى خطواتهم , فهاهي السنين تمر عجاف على رقاب الشعب دون تقدم يذكر او بسمة تظهر او فرحة تعلن وبناء يعلو لاتحت الارض ولافوقها ألا من عمل باخلاص وحب وتفاني وهم القلة فيه .
افيقوا يااخوة يوسف عن غيكم وارجعوا عما اقترفت اياديكم وافعالكم وانتبهوا لما سيحل ببلدكم وشعبكم لان رقاب كثيرة اشرأبة
اعناقها بكم وعقدت مصيرها معكم فلا تخذلوها وتعلنون تخليكم عنها مثلما فعل الطاغية المقبورقبلكم , اذا
لم تتمكنوا من الوفاء لهم نرى ان تتركونا وتعودوا لسابق جحوركم واقبية زواياكم لاننا مللنا منكم واصابنا الخذلان
نتيجة اعمالكم وتصرفاتكم , فعلا اننا سئمنا من هذا الوضع الذي كلما مر يوم انتكست فيه راية وضاع فيه كيان
وطمست اثار ولعنت ساعاته وانهدم صرح من صروحه الباقية الهزيلة , ان جسد البلد قطعت اوصاله ومزقت شرايينه فالى متى تنتبهوا يامن تتحملون
الوزر الاكبر بما حل به , ان الوعي ومخافة الله ومحاسبة النفس لازال قيها متسع من الوقت لتعلنوا توبتكم
وتبنوا وطنكم وتحللوا ارزاقكم .وتواجهوا حقيقة ماجرى وما يجري فيه منذ ان وطأة اقدامكم ارضه لنعيش كبقية البشر في وطن خيراته لاتعد ولاتحصى , وننبذ خيانة اخوة يوسف في
وقت قبل ان نستدل عليه في البئر ونلعن ساعة خيانته برجمكم واعلان البرائة من افعالكم التي لايرتضيها العقل ولاالضمير ان وجد حيا لهذه الساعة عند البعض القليل ..
مقالات اخرى للكاتب