هل سيتخلى الدكتور حيدر العبادي عن حزب الدعوة ويتمترس في خندق الجماهير المطالبة بالتغيير والاصلاح ومكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين وسراق المال العام وتقديمهم للقضاء العادل ؟….سؤال صعب لا يمكن الاجابة عليه ببساطة ،ولنعد الى العام الماضي وبالتحديد شهر اب 2015 ، تحدث السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي قائلا ( من يكون بموقع المسؤولية الحكومية يجب ان يكون مسؤولا عن كل الشعب ويتخلى عن حزبه) في اشارة الى انه سيتخلى عن حزب الدعوة لشعوره بالمسؤولية تجاه شعبه واضاف العبادي قائلا (ان من يتسلم منصباً في هذه الدولة عليه ان ينسى حزبه ، يجب ان يكون مسؤول عن كل الناس وليس عن حزبه او من صوت له فقط واضاف لو قدمت خدمة فيجب ان تقدمها الى جميع طوائف الشعب دون استثناء ) .

يذكر ان السيد حيدر العبادي هو احد الاعضاء البارزين في حزب الدعوة وانتمى الى الحزب عام 1967 وكان عمره انذاك 15 عاما واختير مسؤولا لتنظيمات الحزب في بريطانيا عام 1977 وحصل على عضوية القيادة التنفيذية للحزب عام 1978 ، واختير عام 1980 مسؤولا لمكتب الشرق الاوسط للحزب الذي كان مقره في بيروت ويدير المكتب من لندن ، مما ولد اشكالات من داخل الحزب ادت الى استبداله ،ويشغل السيد العبادي منصب مسؤول المكتب السياسي في حزب الدعوة والمتحدث الرسمي باسمه .

بعد طرحه لحزمة الاصلاحات في اب 2015 والتي تكونت من 7 نقاط بداً بالغاء فوري لمناصب نواب رئيس الوزراء ونواب رئيس الجمهورية الذي يشغلها أربعة من بين ستة من ابرز زعامات الخط الاول (نوري المالكي زعيم اتلاف دولة القانون ، اسامة النجيفي زعيم ائتلاف متحدون ، واياد علاوي زعيم ائتلاف الوطنية ، وصالح المطلك زعيم ائتلاف العربية) وابعاد نواب رئيس الوزراء كل من  بهاء الاعرجي وروز نوري شاويس من قادة الخط الثاني ، وحظيت مبادرة العبادي بتاييد المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وصادق عليها البرلمان ، وجاءت هذه الاصلاحات كردة فعل جماهيرية غاضبة بعد سلسلة من التظاهرات المطالبة بالاصلاح وتحسين الخدمات ومحاسبة الفاسدين وسراق المال العام . يرى محللون سياسيون ان الساحة العراقية ستشهد احداثا دراماكاتية يحتمل انسحاب رئيس الوزراء العبادي من كتلة دولة القانون وتشكيل كتلة برلمانية جديدة عابرة للمحاصصة السياسية والعرقية في وقت تمتنع الكتل السياسية المشاركة في الحكومة الجديدة و تغيير وزرائها في السر وتوافق على الاصلاحات في العلن ، وتشير التوقعات ان السيد العبادي بدا باجراءت تشكيل ائتلاف (وطن) تمهيداً لاعلان انسحابه من دولة القانون، واتفق العبادي مع رئيس مجلس النواب والاتحاد الكردستاني على تشكيل هذا الاتلاف الجديد حيث شكل لجنة لوضع البرنامج السياسي لهذا الائتلاف ، واكد المتحدث باسم المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء سعد الحديثي ان رئيس الوزراء حيدر العبادي سيختار المرشحين للحقائب الوزارية بعيداً عن الكتل الساسية والمحاصصة ، مشيراً انه هناك لجنة في مجلس الوزراء تعمل على اختيار المرشحين لشغل المناصب الوزارية .  العراق يمر بمرحلة خطرة تضع رئيس الوزراء امام خيارين لاثالث لهما اما البقاء مع حزبه والامتثال لاوامر قياداته ، او التخلي عن الحزب وتبني ارادة الشعب والمرجعية الدينية العليا ليصبح رمزاً وطنياً تلتف حوله الجماهير، هل سيفعلها الدكتور حيدر العبادي ويعلن انسحابه من حزب الدعوة وينظم الى صفوف الجماهير؟