بعد مرور 68 عاماً يستذكر العرب عامة والفلسطينيون خاصة ابشع مجزرة ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في التاسع من نيسان عام 1948 وهي من ابرز الفظائع للعصابات الصهيونية المتطرفة في قرية دير ياسين التي تقع غرب القدس المحتلة ، ارتكبتها منظمتان صهيونيتان هما (ارجون) بزعامة الارهابي مناحيم بيكن انذاك ، (وشتيرن) بزعامة الارهابي اسحاق شامير ، باتفاق مسبق مع عصابات الهجانة الصهيونية حيث اجهزوا على نصف سكان القرية البالغ تعدادها 750 نسمة بهدف تهجير مابقي منهم أحياًء للاستيلاء على الارض ، حدث ذلك بعد اسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها اهالي دير ياسين ، وتفيد المصادر العربية والفلسطينية ان مابين 250 الى 350 ضحية تم قتلها ، ولعلها كانت الشرارة لاشعال الحرب العربية الاسرائلية عام 1948. زادت الاحقاد والكراهية بين الفلسطنيين واليهود بعد قرار بريطانيا سحب قواتها من فلسطين ، مما ترك حالة من من عدم الاستقرار في فلسطين واشتدت الصراعات المسلحة بين العرب واليهود عام 1948 حيث قام جيش التحرير العربي المؤلف من الفلسطينين ومتطوعين من مختلف البلدان العربية بشن هجمات على الطرق الرابطة بين المستوطنات اليهودية ، وقد سميت تلك الحرب بحرب الطرق ، تمكن العرب من قطع الطريق الرئيسي بين تل ابيب والقدس ، وحوصرت المستوطنات اليهودية ، بعدها قرر اليهود القيام بهجمات مضادة على الطرقات الرئيسية ، واستهدفوا قرية دير ياسين لقربها من القدس واعتبارها قرية صغيرة يمكن السيطرة عليها لرفع الروح المعنوية لليهود ، فقامت عناصر من منظمتي (ارجون وشتيرن) الارهابييتن بشن هجوم على قرية دير ياسين الساعة الثالثة من فجر التاسع من نيسان عام 1948 متوقعين فرار اهل القرية ليتمكنوا من الاستيلاء عليها ، وفوجئ المهاجمون بنيران اهل القرية التي لم تكن بالحسبان ، وسقط من اليهود 4 قتلى و 32 جريحا ، طلب المهاجمون الاسناد من الهجانة في القدس ووصلت التعزيزات وتمكن المهاجمون من استعادة جرحاهم وقتلاهم ، وشنوا هجوم على اهل القرية واطلقوا النار دون تمييز بين رجل وامرأة وطفل وشيخ كبير ، ولم تتكتفي هذه العصابات بقتل الكثير من اهالي القرية ، بل اخذوا عدد من الاحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الاحياء اليهودية ، ثم عادوا الى القرية للقيام باعمال وحشية حيث قاموا باحضار فتاة واغتصبوها امام اهلها ثم قطعوا نهديها والقوها بالنار ، وبحسب روايات ممن نجا من المذبحة قامت العصابات الصهيونية بالتمثيل بالجثث ، وبقر بطون الحوامل وقتل الاجنة والتمثيل بهم وقطع الايدي والاوصال والاعضاء التناسلية وقتل الاحياء حرقاً ، والقيت جثث القتلى في بئر القرية واغلق بابه بأحكام حتى لاتتطلع عليهم المنظمات الدولية . بعد مذبحة دير ياسين تزايدت هجرة الفلسطينين الى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دب في نفوسهم من احداث المذبحة ، ان ما قام به اليهود من جرائم في هذه القرية تانف الوحوش القيام بها ، حيث ادت بشاعة المجزرة على تاليب الراي العام العربي وتشكيل الجيش الذي خاض حرب عام .1948
يتفاخر رئيس وزراء اسرائيل السابق مناحيم بيكن بهذه المذبحة حيث قال (كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة ، لقد اصيب العرب بعد اخبار دير ياسين بالهلع ، فاخذوا يفرون مذعورين …… فمن اصل 800 الف عربي كانوا يعيشون على ارض اسرائيل لم يبق سوى 165 الفا) وقال ارهابيين اخرين (انه بدون دير ياسين ماكان لاسرائيل ان تظهر للوجود) وتمسكت العصابات الصهيونية بالدفاع عن المجزرة معتبرين ان ماجرى في دير ياسين واجباً انسانياً ، في مااعترف بيكن انه خسر40 بالمئة من رجاله في سبيل احتلال قرية دير ياسين .رحم الله شهداء دير ياسين ،وهل ينتفض الفلسطينيون والعرب ويثأروا لدماء الشهداء .
مقالات اخرى للكاتب