كان المسؤولون الامريكيون وعلى مختلف مستوياتهم يصرحون ان القضاء على داعش يستغرق سنين طويلة ،فالرئيس باراك اوباما قال اكثر من مرة …نحتاج سنين طويلة للقضاء على داعش ،فيما ذهب وزير الدفاع الامريكي الاسبق (ليون باتيتا ) ابعد من ذلك حينما افاد ان الحرب على داعش ستكون صعبة ،وقد تستغرق عقودا ،معربا عن أمله في اغراق المنطقة في اتون الحرب المدمرة التي لا تبقي ولا تذر ،متبنين سياسة متفقاً عليها عربيا وأقليميا لابقاء المنطقة العربية خصوصا ومنطقة الشرق الاوسط عموما مشغولة بالحرب على داعش لاسباب اقتصادية (انعاش سوق السلاح ، وخفض اسعار النفط ) وسياسية (للحفاظ على أمن اسرائيل.)
افادت صحيفة الاندبندت البريطانية الثلاثاء 19 نيسان 2016 ان الولايات المتحدة ارسلت المزيد من القوات وطائرات الاباتشي للاشتراك في معركة تحرير الموصل ،وأوضحت الصحيفة ان هذا الاجراء يعد اشارة واضحة وقوية على عزم واشنطن في تحرير ثاني اكبر المدن العراقية من سيطرة تنظيم داعش ،واضافت الصحيفة ان القرارتم الاعلان عنه في ظل الجهود التي تبذل مؤخرا لاستعادة مدينة الموصل .
وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر من جهته قال ان هذه القوات ستعمل بشكل أكبر على تقديم الاستشارة والدعم للقوات العراقية على الخطوط الامامية للجبهة ،مشيرا ان هذا القرار يمثل أول زيادة في عدد القوات الامريكية منذ نحو عام ،وأضاف ان القوات الامريكية ستعمل ضمن الالوية العسكرية العراقية ، ولن يكونوا منفصلين عنها ،ليتجنبوا الهجمات التي يشنها عناصر التنظيم عليهم ،واوضح ان وضع المزيد من مروحيات الاباتشي يعد اشارة قوية على رغبة واشنطن في تحرير ثاني أكبر المدن العراقية من سيطرة التنظيم ،بعد ما أكد كبار مسؤولي وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) ان استعادة الموصل هي اولى أولوياتهم في الحرب ضد داعش ،ويضيف مسؤول في البنتاغون ان العدد الاجمالي للقوات الامريكية في العراق زاد على الاربعة الاف رجل.
صرح مسؤول في البنتاغون لصحيفة (ذي هيل) الامريكية ان القادة العسكريين الامريكيين في العراق يعكفون على وضع خطة عسكرية يمكن من خلالها زج مجموعة من القوات الامريكية بمعدل 15 جندياً لكل لواء عراقي يشارك في تحرير الموصل ،واضاف ان معركة الموصل تقتضي تحريك من 8 الى12 لواء ،وذكر مسؤولون امريكيون ان مهمة مجموعة القوات الامريكية التي ستعمل مع قادة الالوية العراقية هي لارسال اوامر بشن غارات جوية ،وتوفير المعلومات الاستخباراتية ،والدعم اللوجستي والتكتيكي بالاضافة الى الاسناد الناري ،معتبرين ان عمل القوات الامريكية يساعد الجيش العراقي بنحو كبير في المعركة .
تجدرالاشارة ان وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر صرح في وقت سابق من بروكسل عن اتفاق يقضي بارسال قوات من حلف الناتو الى العراق لقتال تنظيم داعش، وقال نحن عازمون على استعادة مدينة الرقة السورية والموصل العراقية من تنظيم داعش ، وفي السياق ذاته اعلنت الحكومة الدانماركية في5 اذار 2016 عن ارسال200 جندي الى العراق للمشاركة في تحرير الموصل ،وذكر بيان حكومي ان الجنود وصلوا الى اقليم كردستان مع احدث المعدات القتالية ،وهم على أعلى الجاهزية للمشاركة ضمن اطار التحالف الدولي في معركة الموصل ،وأضافت الحكومة الدانماركية انها عازمة على زيادة دعمها العسكري للحكومة العراقية ومساعدتها على تحرير باقي المناطق من سيطرة داعش ،واعادة الامن والاستقرار اليها . اخر تصريح للرئيس الامريكي باراك اوباما ادلى به الثلاثاء19 نيسان2016 جاء فيه (تتوفر بحلول نهاية العام الحالي الشروط المواتية لاستعادة الموصل ثاني أكبر مدن العراق من تنظيم داعش). مؤكدا تقديم المزيد من الدعم للعراقيين ليحققوا ذلك . ونحن نخاطب السيد اوباما في ظل الانتصارات التي حققتها وتحققها القوات العراقية على داعش وااستعادة العديد من المدن ، هل تغيرت بوصلة واشنطن في محاربة داعش ؟؟؟
مقالات اخرى للكاتب