لقد أشيع في مدينة الناصرية ان أحد السياسيين البارزين قد دفع لاحد الدجالين السحرة في الناصرية مبلغ 150 مليون دينار عداً ونقداً ، من أجل ان يقوم الساحر بكتابة سحر محبة لهذا السياسي بين الناس وقد لمس محبة كبيرة في الشارع ولكنه لم يحقق الفوز في الانتخابات .فالفراعنة في عصر سيدنا موسى عليه السلام أشتهروا بممارسة اعمال السحر ،وانقلب سحرهم عليهم عندما جاءت معجزة سيدنا موسى عليه السلام لهم بالسحر بالقاه عصاه وتلقفت ما رمى به سحرة فرعون ، أيقن هولاء السحرة ان ذلك ليس بفعل ساحر وانما بفعل نبي مرسل فخروا له ساجدين وفي ذلك قول الله سبحانه وتعالى في كتابه المبين {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا، إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ، وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى، فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا، قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } الآيتين 69-70 من سورة طه
لقد أنبهروا زعماء الحزب الحاكم بقوتهم وقدرتهم واقنعوا زعيمهم الاكبر بانهم قادرون على عمل أي شيء ومنه الفوز الساحق في انتخابات مجالس المحافظات ، ولهذا انقاد خلف رغباتهم العديد من الزعماء السياسيين الا من رحم ربي .ومع الاسف اصبحوا يشعرون ان كل ما يقوم به هولاء الزعماء هو عين الصواب ، فتعاملوا مع الاخرين بنفس الاسلوب الذي استخدموه قديماً وتوقعوا ان تكون النتيجة الفوز الكاسح ، ولكن الشعب كان لهم بالمرصاد فخيب امالهم السحرية وانقلب سحرهم عليهم ، فباؤا يجرون أذيال الخيبة خاسئين .
لقد جمع المالكي في قائمة ائتلافه اغلب الزعماء السحرة الكبار عسى منه ان يحقق النصر الذي يحلم به على خصومه ، فقد القوا ما عندهم من سحر في الدعاية الانتخابية واستغلوا مناصبهم الحكومية والمال العام واطلقوا الوعود الكاذبة وعززوها بالصور الرهيبة لزعيمهم الاكبر . فكان الشعب ينبهر من تلك الوعود التي اطلقوها عسى منهم ان يسحروه ويلقى رضاه ، ويقول الشعب لماذا لم ينفذوها وهم في سدة الحكم والسلطة ؟!!! ولكن الشعب كان واعياً عرف طريقة سحرهم الكاذبة فاطلق مقولته (( كذاب ... كذاب ... كذاب )) وستمر الشعب دوره ليقول كلمته في صناديق الانتخابات ولم يصوت لهم . وما كان للسيد عمار الا أن يتكل على الله سبحانه وتعالى ويطلق حملته الانتخابية والقى ما عنده من برامج انتخابية ومبادرات تساهم لتطوير المحافظات فنبهر الشعب بتلك البرامج والمبادرات وخروا له مؤيدين رافعين له راية التأييد والمناصرة ليوم الانتخابات فتحقق له النصر الكبير ، فقد أوجس في داخل نفسه خيفة من الناس ان يفتنوا بسحر السياسيين الكبار قبل بدء الانتخابات ، ولكن الله سبحانه وتعالى ثبته امام هذا الجمع الزاخر من السحرة السياسيين وانتصر عليهم بعد ان القى برامجه ومبادراته فاذا هي كحية موسى عليه السلام تلقف وتبتلع ما القاه السحرة من كلام واقاويل التي تخيل للناس انها برامج . لقد انبهروا السحرة مما رأوا ولم يكن في بالهم ما فعله السيد عمار ، وان ما يدعو اليه ليس زوراً ولا بهتاناً فكشف الله الغشاوة عن قلوبهم الغفلة وخلق في قلوبهم الاهتداء والتحالف وخروا له مؤمنين بانتصاره واعلنوا تحالفهم وهذا ما أفزع المالكي واراد ان يستر هزيمته ويستعيد هيبته فكان المبادر الاول باعلان تحالفه معه ،فانقلب سحره عليه وكان من الخاسرين .