تناست الأحزاب الإسلامية الحاكمة في العراق حتى أدبيات الدين وعقيدته والتي هي أدبياتها كما يفترض ولم تتذكر قول الله عز وجل حين يقول " وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله " ، وإذن الله هنا كإشارة للحق وطريقه القويم ، فالله عز وجل مع المظلومين دائماً ومع أصحاب الحق في كل زمان ومكان.
مائة شاب فقط استدعى من السلطة أن تجهز لواء كاملاً مدججاً بالسلاح ، وأن تستدعي قوات مكافحة الشغب وأن "تتحزم بحزامين" لمنعه من قول الحقيقة التي بات الجميع يعرفها وتتجاهلها السلطة تماماً ، لقد فشلتم في كل شيء يا طبقة العراق السياسية ، ولم تنجحوا بملف واحد ، ولم نجن منكم سوى السرقات والتخبط والنكبات !
مائة شاب مسالم وواعي قُطعت شوارع بغداد بوجوههم من اجل منعهم من الوصول لساحة التحرير فيما تفتح الشوارع لإرهابيي القاعدة ومن يتواطئ معهم لكسر أسوار السجون وإخراج السجناء في فضيحة تكفي وحدها لكي يدفن الساسة رؤوسهم في الوحل إن كانوا يخجلون !
ما الذي فعله كرار كيتاوي وجماعته ليتم خداعهم بدعوى التفاوض ومن ثم اقتيادهم للسجون ؟
وما الذي فعله احمد السهيل ليبات في المعتقل وقلب والدته يتفطر ألماً على تغييبه ومجهولية مكان احتجازه ؟
هل تعتقدون إنكم بضرب الشباب الواعي وحبسهم سوف تقتلون عزيمتهم؟
هل تعتقدون إنكم بضربهم وانتم تعلمون سلمية مظاهراتهم وتعلمون ايضاً انهم بلا ميليشيات تدافع عنهم قد حققتم نصراً كبيراً ، فيما تعجزون عن اعتقال قادة ميليشيات يظهرون علناً على التلفاز وعلى المنصات للتحريض على القتل والتكفير والاتهام وشق الصف الوطني ؟!
أي حكومة تلك التي تستهدف حراكاً شبابياً يندد بالإرهاب ويطالب بالخدمات وإصلاح نظام المحاصصة والسرقات ولا يميز بين هذا السياسي او ذاك ؟
فإن كان ما فعلتموه للتخويف فأنتم في وهم كبير يا سادة !
اما إذا كان ذلك من اجل تبرير عجزكم عن حفظ دمائنا واستعراض عضلاتكم علينا فلا داعي لذلك ونحن نقولها لكم ، تستطيعون ان تعتقلونا مادمتم لا تقيمون وزناً لحرياتنا الدستورية لأننا لا نملك سلاحاً غير ذلك !
اما قواتنا الأمنية التي تملك سجلاً حافلاً بالمنغصات واستهداف الشعب والوقوف مع الساسة والحكام منذ تأسيسها عام 1921 بدءً من احداث الديوانية وسوق الشيوخ في الثلاثينات مروراً بانتفاضة اذار 1991 وصولاً لإعتقال احمد السهيل وجماعته ، اما آن الوقت لتكونوا سنداً لنا بدلاً من الوقوف مع الحاكم ، خاصة ونحن نمر جميعاً في ظروف عصيبة تقدمون فيها انتم ونحن الكثير من الشهداء حين تستهدفنا القوى الإرهابية دون تمييز ؟!
الحرية لأحمد السهيل المعتقل بلا جريرة وبلا تهمة وبلا أمر قضائي ، فقط لأنه مواطن يطالب بحقوقه الضائعة والمنهوبة .