كثيرا ما اسمع اشادات بوزير العمل والشؤون الاجتماعيه ، بنزاهته واخلاصه.فمنذ توليه امر الوزاره وحتى وقت قريب قد قطع اكثر من خمسبن الف راتب لاشخاص فضائيين .وهذا يحسب له .ولكن ما كان مطلوبا منه هو استبعاد الفاسدين او احالتهم الى القضاء وهذا ما لم يستطعه الوزير محمد شياع السوداني .
هناك من يقول ان السيد الوزير لا يستطيع ان يستبعد كبار المسؤولين المعروفين لديه لانهم محميون من احزابهم الحاكمة .فهؤلاء الفاسدين يمولون احزابهم وقادتها تحديدا ،ومن بين تلك الاحزاب حزب الوزيرالذي يمنعه من استبعادهم او احالتهم الى القضاء.هذا اولا ،اما ثانيا فان ادارة الوزارة لا يتحكم بها الوزير لوحده .فهناك وكلاء للوزارة ومفتش عام ومديرين عامين يملكون سلطات مطلقة تحول دون ان يعرف الوزير ما يجري بوزارته .ودليلنا على هذا ان وزيرة الاعمار مثلا ،وهي المعروفة بنزاهتها قد استطاع وكيل الوزارة الفني من تمرير صفقة فساد عليها من دون ان تدري .وهذا ما يحصل حتما مع وزير العمل وغيره .
واخر ما سمعت عن الفساد في وزارة العمل هو القصة التالية ومثلها المئات بالتأكيد.ان الاب العاجز ذهب وابنه المعاق الى دائره تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في شارع فلسطين ،وقدم طلبا لشمول ابنه براتب الرعاية .وطلبوا منه مستمكات وتقارير طبية وغيرها.اكمل كل ما طلبوا منه وعاد اليهم لتقديمها الى الموظف المسؤول . وبعد الاطلاع عليها قال له الموظف : معاملة ابنك مكتملة فاذهب الى الموظف فلان لتسلمها له .وركض الى من ذكر اسمه وسلمه المعاملة .فقال له بعد ان تصفحها : تعال بعد اسبوع وستجدها جاهزة ولا تنسى الحلاوه بعد اسبوع راجع المسكين من وعده خيرا ومعه كيلو بقلاوه .واستلم الموظف الحلاوة بعد ان نظر الى مهديها نظرة احتقار وقال له : تعال بعد اسبوع . وتكررت الاسابيع وتجاوزت الشهور.وفي اخر مراجعة قال له الموظف المعني : انت ما مليت روح ماكو رواتب! فغضب الرجل وصرخ بعلو صوته : يا ناس ماكو واحد هنا يخاف الله .فضحك منه الجميع .وقبل ان يغادر عائدا الى بيته سحبه احد الموظفين من نفس الدائرة وقال له : بطل هاي السوالف روح جيت ورقتين ( 200 دولار ) واعطنياها واني اوصلها للذي يسوي لابنك راتب .والمدير يريد يروح للعمرة واذا تأخرت وراح ،محد يعيين ابنك باقل من اربع ورقات ،لشوكت اتظل ما تفتهم ؟
مقالات اخرى للكاتب