من منا لا يعي قيمة المليار دولار اي الف مليون دولار امريكي ومن منا لا يعرف لو صرف هذا المليار بشكل صحيح اي مردود اقتصادي او عمراني ينتج عن صرفه فبضعة مليارات يمكن ان تغير لا اقول بلدا بكاملة يمكن ان تغير واقع مدينة مثل بغداد وهذا ما نلاحظه عندما نستضيف بعض الدول مهرجانا عالميا مثل الالعاب الاولمبية فترى منشات تستحدث بشكل عمراني جميل وعال وضخم ومجمعات سكنية وشبكات طرق وهدم احياء فقيرة وبناء احياء راقية والمليارات المصروفة لا تتجاوز عدد اصابع اليد والنتيجة ترى منشات ضخمة يفتخر بها البلد المضيف ناهيك ان بعض المليارات تحدث تغير جذري في بنية دولة ماء اذا صُرفت بشكل جيد وأمين على مشروعات مهمة وضخمة كخط نقل استراتيجي او حفر نفق في البحر او جسر طويل عبر المحيط لربط جزر متناثرة او بناء ابراج سكنية او انشاء مصانع لإنتاج السيارات او المكائن الثقيلة او تطوير خط سكك حديدي او انشاء نفق للمترو او استيراد اسطول نقل بحري بواخره تشق عباب المحيطات لتنقل البضائع وعلم الدولة المالكة يرفرف بين البلدان او بناء مطار عالمي او مرفق سياحي او تطوير جامعة او بناء مستشفى …أو …أو .فما بالك بألف مليار دولار امريكي وارد العراق من النفط حلال عشرة سنوات مضت تم تخصيصها في ميزانيات العراق السنوية فلا نجد اثر لها فبغداد هي بغداد لم نجد برجا عاليا او ملعب اولمبي او مستشفى يشق عنان السماء ليقول للعراقيين ان واردات النفط صٌرفت هنا وانتم ايها العراقيين من حقكم ان تفتخروا بانجازات حكوماتكم الامينة المخلصة فالعراق اصبح ليس عراق قبل 2003 ومدن العراق ليس نفسها ملحاء جرداء يعاني اهلها حرمان الخدمات وشغف العيش وان الميزانيات ليس لها اجنحة لتطير وتحط خارج العراق .فكل المدن ابراجها شاهقة والمدن كما يقال بعلو ابنيتها وطرقها السريعة والنظيفة والمدارس … مدارس المترفين لا يتوقف التبريد دقيقة عن قاعاتها الدراسية الحديثة والمستشفيات من خلال نوافذها يقدر المشاهد ان يرى ابعد قرية عن مركز المدينة والمصارف ما اجملها والحدائق والمتنزهات والخدمات من ماء وكهرباء وصرف صحي كل شيء بهي ومتوفر و بالمجان والأمن اصبح مذهل حتى اعتاد اهل العراق عن عدم اغلاق ابواب دورهم متحدين ابرع اللصوص وأخطرهم …انها والله مهزلة المهازل ان يدار البلد بهذا الاسلوب ومن قبل اشخاص غير امينين على العراق وعلى ماله فكيف تواجهون الله يوم الحساب وهل تنفعكم الاموال المسروقة او التقصير في الهدر .
مقالات اخرى للكاتب