Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حقل تجارب اسمه العراق
الثلاثاء, شباط 4, 2014
نصير الدين الحسيني

 في اواخر عام 1953 دعت احزاب المعارضة الى مظاهرات احتجاجية ضد سياسة الحكومة ، وقد اراد قادة حزبي الاستقلال والوطني الديمقراطي اشراك الشـيوعيين فيها ، لاستطاعتهم جمع اعداد غفيرة من الناس ولخبرتهم المتراكمة بتسـيير المظاهرات ، وقد حذرهم السيد طه الهاشمي زعيم تكتل الجبهة الشعبية من دعوة الشيوعيين أو اشراكهم في أي مظاهرة ، فقد اعتادوا أن يسايروا بقية احزاب المعارضة للنصف ساعة الاولى من المظاهرة ويرفعوا لافتات الاحزاب المشاركة ، ثم يعملون على قلب المظاهرة لتصبح شيوعية خالصة ويهتفوا بشعاراتهم ويرفعوا لافتاتهم التي اعدوها سلفاً ، وذلك بعد ابعاد قادة المظاهرة من بقية الاحزاب عنها . لم يقتنع قادة الاستقلال والوطني الديمقراطي بكلام الهاشمي ، فهم بحاجة لأعداد غفيرة من الناس لايستطيعون جمعها بسهولة مثل الشيوعيين فاستعانوا بهم ، وحدث ما توقعه الهاشمي فانقلبت المظاهرات ليهيمن عليها الشيوعيون بعد ابعاد الاعداد القليلة التي حشدتها بقية الاحزاب عنها ، وقد تسببت هذه المظاهرات في تحطيم سمعة النظام الملكي امام الدول الغربية ، واظهاره بمظهر العاجز عن السيطرة على الشارع العراقي ، كما تسببت بتأسيس حزب الدعوة في اواخر عام 1957 ، وكانت المقدمة الاولية للتدخلات الامريكية في السياسة العراقية .

عملت هذه المظاهرات الى تنبيه كل من بريطانيا والولايات المتحدة لقوة وصلابة الحزب الشيوعي ، بحيث يستطيع حشد الوف الناس وانزالهم لعدة ساعات الى الشارع ، ووجود حزب شيوعي قوي يهدد مصالحهما النفطية في العراق ، لذا فقد نظرتا بعين القلق للموضوع . وقاد المظاهرات كل من القائد الكردي بهاء الدين نوري والسيد الكاظمي محمد راضي شبر ، وهذا مما اقلق وازعج علماء النجف وخاصة السيد محسن الحكيم ، حيث إن تحول ابناء السادة الى الماركسية والشيوعية هو دق ناقوس الخطر للفكر الديني برمته . اما الغلطة الكبيرة التي تسببت بها المظاهرات فهي احراق مكتب الاستعلامات الامريكي (المركز الثقافي) الواقع يومها في ساحة الرصافي ، فلقد كانت هذه الغلطة اشبه باحراق ذيل التنين النائم مما ايقظه من سباته .  

في العام التالي أي 1954 ، جاءنا استاذ برئ اسمه (حنا بطاطو) لأجراء دراسة اجتماعية عن العراق لصالح جامعة برينستون الامريكية ، ثم استمرت دراساته الاجتماعية عن العراق طوال عشرين عام . عمل الاستاذ بطاطو الفلسطيني الاصل والامريكي الجنسية على القيام بسفرات متكررة للعراق ، والغريب في امره إن مديرية الامن العامة (سواء في العهد الملكي أو الجمهوري) كانت تساعده على انجاز مهماته وتفتح سجلاتها امامه (؟؟؟) ، ومن يقرأ كتابه سينتبه لكونه قد قابل الزعيم الشيوعي البارز زكي خيري في سجن بعقوبة في حزيران 1958 ، وقد قابل العقيد رفعت الحاج سري قبل اسبوعين من اعدامه ، فكيف سمحت له السلطات بمقابلتهم ؟؟ ، وماهي الصفة ( الغير رسمية ) التي يحملها لتفتح له الابواب المغلقة ؟؟ .  

عندما بدأت الولايات المتحدة استعداداتها لغزو العراق ، كانت لديها كميات هائلة من المعلومات حوله ، فلقد ظل العسكريون ورجال المخابرات يجمعون المعلومات عنه طوال الخمسين عاماً الماضية على الغزو ، وكانت لدى الجيش الامريكي خرائط تفصيلية لجميع انحاء العراق من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ، وكانوا على علم ودراية بمواقع الجيش العراقي وما تحويه من اسلحة ومعدات ، ولا استبعد أن يكون بعض عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية المختصين بالشؤون العراقية ، قد حفظوا اسماء عشائر العراق وفروعها وبطونها واسماء شيوخها كذلك .

بعد سقوط النظام السابق زعمت سـلطات الاحتلال الامريكي (امام الرأي العام المحلي والدولي) بوقوعها في حالة تخبط وبلبلة شديدين ، البعض شرق وغرب في تفسير مايحدث على الارض ، وللتغطية على هذا التخبط زعمت السيدة كونداليزا رايس بأنها فوضى خلاقة ، في حين كان الامر على العكس تماماً ، فحالة التخبط والفوضى في العراق كانت من ضمن سياق المخطط الامريكي المعد سلفاً .

 لقد كانت الولايات المتحدة قد خططت مسبقاً لتدمير العراق ومنع التئام اجزائه من جديد ضمن دولة واحدة ، وكانت مدركة تماماً بأن حل الأمن والشرطة والجيش سيوقع البلد في حالة تسيب وفوضى ، وكانت تعلم كذلك بأن ترك المعسكرات والبنوك بلا حماية سيجعلها عرضة للنهب من قبل انصار النظام السابق واحتمال وقوع الاموال والاسلحة بيد عصابات اجرامية أوخلايا ارهابية نائمة ، ولم تكن الولايات المتحدة غافلة عندما تركت الحدود مفتوحة على مصراعيها ، فذلك مما سيساعد على جذب الارهابيين السلفيين (الوهابية) ويتيح للحرس الثوري الايراني وفيلق القدس من تكوين تنظيمات وقواعد داخل العراق ، وإذا دخل الطرفان الى العراق فأحتمال نشوب الحرب الاهلية بين الشيعة والسنة سيصبح شبه مؤكد .

لقد ارادت الولايات المتحدة منذ البداية تقسيم العراق لعدة دويلات صغيرة ، فمساحة لبنان عشرة الاف كيلو متر ، ومساحة قطر احد عشر الف كيلومتر ، ومساحة الكويت سبعة عشر الف كيلو متر ، بل مساحة الاردن لاتتعدى اثنان وتسعون الف وثلاثمائة كيلو متراً مربعاً ، في حين يعتبر العراق عملاقاً بالنسبة لسواه ، حيث تبلغ مساحته اكثر من اربعمائة وسبع وثلاثون الف كيلومتر مربع ، أي إن العراق اكبر مساحة من المانيا (357,021 كلم) ، ومن ايطاليا (301,230 كلم) . ملاحظة :  تم نقل المساحات من ملحق قائمة الدول حسب المساحة التابع لموقع ويكيبيديا .

كان خيار تقسيم العراق ضرورياً بالنسبة للولايات المتحدة لتستطيع السيطرة عليه ، وذلك لكونه يحتوي على اكبر احتياطي نفطي في العالم . في البداية لم تكن لدى الولايات المتحدة صورة واضحة حول اسلوب التقسيم ، لكن كانت الصيغة شيعي سني كردي هي الاسهل بالنسبة لها ، فأدخلت نظام المحاصصة الطائفية الى العراق ، في حين إنه نفس النظام الذي جعل من لبنان دولة ضعيفة كسيحة وعديمة الفعالية أو الاهمية في المنطقة .

لقد قامت الولايات المتحدة بتطبيق المثل الانكليزي (سنعطيه الحبل الذي سيشنق به نفسه) ، فأفضل طريقة لتدمير العراق وتقسيمه هو جلب مجموعة من المتعصبين المنغلقين فكرياً وسياسياً وتسليمهم السلطة ، وذلك لكي يتنازعوا ويتشاجروا فيما بينهم ويطالبوا بتقسيم العراق لعدم قدرة الشيعة والسنة والاكراد على التعايش السلمي ، في حين إن التعايش السلمي سيسود بين معظم افراد الشعب العراقي ، في حالة رحيل هؤلاء السياسيين القادمين من القرون الوسـطى عننا ، ولكي لا تتضح صورة المؤامرة الامريكية المعدة سلفاً ، جعلت صعود هؤلاء المتعصبين يتم عبر صناديق الاقتراع ، في حين إن قانون الانتخاب العراقي قد فصل على مقاسهم تماماً .

استغرقت اوربا قرابة قرنين من المسيرة الديمقراطية المتعثرة قبل أن تعطي صوتاً لكل مواطن ، ففي البداية كان التصويت حكراً على النبلاء والاعيان ، ثم سمح بالتصويت لأبناء الطبقة الوسطى ، وبقى حق التصويت حكراً على الرجال الذين تجاوزوا سن الثلاثين ، ولم تعط نساء اوربا حق التصويت إلا بعد عقود من تطبيق نظام الانتخابات (سويسرا لم تعط حق التصويت للمرأة إلا في عام 1971) . في حين استغرق العراق اقل من سنتين للوصول الى هذا النظام المتطور ، وتقدمنا على اوربا نفسها بحيث اعطينا حق التصويت للزعاطيط والمخبوليين ، فكأننا اعطينا قيادة الشاحنة لمراهق لايتجاوز الرابعة عشر من عمره ، او اعطينا قطعة سلاح لصبي في العاشرة ، واغلب حوادث العنف وظهور المليشيات المسلحة كان بسبب هذه الديمقراطية المزعومة .

لقد كان تطبيق هذا النظام الانتخابي يعتبر كارثة على بلد لم تجرى فيه أي انتخابات حرة ونزيهة منذ عام 1954 ، فلقد اعتاد العراقيون على انظمة حكم استبدادية وشمولية ، وكانوا بحاجة الى خمس سنوات على الاقل من الاستقرار والآمان لأعادة هيكلة الدولة واعادة بنائها ، وبعد استكمال بناء الدولة وجمع السلاح من ايدي المواطنين واعتراف جميع الاطراف بتبعيتهم وولائهم للدولة العراقية وخضوعهم لقوانينها وانظمتها تأتي الديمقراطية ، لا أن نقفز من الاستبداد الى حرية الرأي والديمقراطية .

يجب أن لانخدع انفسنا ونزعم بأن النظام القائم في العراق اليوم هو نظام ديمقراطي ، ومن الدجل المفضوح والضحك على عقول العقلاء أن نقول إن لدينا احزاب سياسية . كان لدينا بالاصل حزب واحد منظم والذي هو حزب البعث ،  الذي حكم العراق منذ عام 1968 حتى عام 1978 ، ثم قام الرئيس السابق بأفراغ الحزب من كوادره وقياداته وحوله الى حزب شخصي  عائلي ، يهيمن هو واولاده واقربائه عليه ، وما زالت هناك بقايا لحزب البعث غيرت هوياتها وشاركت في العملية السياسية ، وآخرى هاجرت الى سوريا والاردن .

أما بقية الاحزاب والتنظيمات فقد تعرضت للأضطهاد والنفي القسري على يد الامن العامة ، فلم يتبق من جميع الاحزاب العراقية (عدا الكردية منها) إلا خلايا مفككة وتنظيمات مبعثرة ، وعندما عاد المهاجرون بعد عام  2003 لم يستطيعوا لملمة شظايا الاحزاب ، فأعتمدت الاحزاب الشيعية والسنية على الولاءات العشائرية لأعادة تشكيل تنظيماتها الجديدة ، اما الصيغة التي وضعوها للانتخابات والنظام البرلماني التوافقي ، فهي تقارب نظام ديوانية الشيوخ ولا علاقة لها بنظام الدولة الحديثة ، هذا عدا الدستور الملئ بالثغرات والمغالطات واللغو والثرثرة القانونية .

علينا الاعتراف بأن العملية السياسية برمتها كانت تجربة فاشلة ومخيبة للآمال ، وأن العراق سائر نحو التقسيم شئنا ذلك أم ابينا ، وأن الطرف الوحيد الذي يستطيع ايقاف المعارك والحروب الناشبة ومنع التقسيم هو الولايات المتحدة نفسها ، فهي على علاقة جيدة بجميع الاطراف ، وهي لن تمنع التقسيم بدون اقدام الدولة العراقية على توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة واعطائها ثلاث قواعد عسكرية دائمية على الاراضي العراقية ، وهذا الحل افضل من تقسيم العراق الى ثلاث دول وقيام كل دولة بتوقيع نفس المعاهدة بمفردها .

منذ عام 2007 والخفايا تتكشف والصورة تتضح ، فمن خلال امتناع الجيش الامريكي عن مساندة الحكومة المركزية في قمع الارهاب ، ومن خلال امتناعهم عن تسليح الجيش العراقي واعادة تمرينه ليصبح قادراً على هزيمة المليشيات ، يتبين عدم وجود أي مصلحة للأمريكان في دعم هذا الطرف أو ذاك ، وعندما سئل وزير الدفاع الامريكي (روبرت غيتس) عام 2009 (على ما اظن) عن موعد انسحاب القوات الامريكية من العراق قال بصريح العبارة : لقد مضى علينا ستون عاماً ونحن مقيمون في كل من اليابان والمانيا ، فما هو المبرر الذي يجعلنا ننسحب من العراق ؟؟ ، لقد كانت الرسالة منذ ذلك الوقت واضحة لكن الحكومة العراقية المدعومة من ايران اعطت الامريكان الاذن الطرشة على آمل ان تحل مشكلة الارهاب بنفسها .

المكابرة والعناد والاصرار على النهج الخاطئ لن يوصلنا لأي نتيجة ، ولابد للعراق من الاستعانة بالولايات المتحدة التي تستطيع رفع الكارت الاحمر بوجه الارهابيين ومن يدعمهم ويمولهم من خلف الحدود ، ولكنها لن تتدخل من اجل سواد عيوننا ، فلا بد من وجود مصالح اقتصادية وسياسية كبيرة ومهمة لها في العراق لكي تنقذه من براثن الارهاب .

واخيراً : منذ زمن بعيد ونحن نكره الولايات المتحدة بسبب وقوفها بصف اسرائيل في كل صغيرة وكبيرة ، وبسبب كون حكوماتها المتعاقبة تتعامل بأستعلاء وعنصرية مع دول العالم الثالث ، وبسبب تأييدها للطغاة والمستبدين الذين يراعون مصالحها الاقتصادية ولو تسببوا بكوارث انسانية لشعوبهم ، وانا شخصياً لو عرضت علي الولايات المتحدة اعطائي الكرين كارت لرفضته ، حيث إن المجتمع الامريكي يفتقد للكثير من المشاعر والاحاسيس الانسانية التي حافظت عليها مجتمعات اوربا الجنوبية خاصة ، ورغم هذا كله لو كنت مسؤولاً في الدولة العراقية لتوجهت مباشرة للتعاون مع الامريكان ووضعت يدي بيدهم ، فالقضية العراقية اليوم صارت مثل بيت المتنبي { ومن نكد الدنيا على الحر أن ترى ـــ عدواً ما من صداقـتـه بـدُ } .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4461
Total : 101