عنوان مناسب لزمن الغرائب والعجائب الذي نعيش فيه ، فلقد نزلت صور جديدة لتلصق على الجدران ، والكل يقول انتخبوني ، وساجعل لكم الشط مرق والكصب خواشيك ، والمرحوم عزيز علي قال لنا منذ ستين عام ( اسكت لاتحجي تبتلي ، خل يلعبون الشوملي ، إن شركت إن غربت ، خوجة علي ملا علي ) ، فالمرشح إن لبس القبعة أو العمامة هو نفس المرشح ولكن بملابس مختلفة .
بعض الكتاب يتسائلون لمن سأصوت ؟ ، والقضية بسيطة حسب نظري ، اسألوا عن اصل وفصل كل مرشح ، وتفحصوا طبيعة طفولته وصباه من المعارف والمعلمين والجيران ، هل كان طفلاً هادئاً أم كان مزعجاً ومشاغباً في طفولته ؟، هل كان يتسلق جدران البيوت ذات الحدائق لقطف التكي أو سرقة النارنج ؟ ، وهل كان مجداً في الابتدائية يستوعب الدرس بسلاسة أم كان تلميذاً كسولاً وسئ الهندام والسلوك ؟؟ .
من الطبيعي أن يتسأل البعض عن جدوى طرح هذه الاسئلة الغريبة عن طفولة المرشحين !! ، يبدو إنكم نسيتم المثلين القائلين (العلم في الصغر كالنقش في الحجر) و (من شب على شئ شاب عليه) ، فهل تتوقعون من طفل كان كسولاً وربما غشاشاً في الابتدائية أن يصبح مجداً في رعاية مصالح الناس عندما يكبر ، وهل تظنون إن من كان يسرق النارنج والتكي من حدائق الجيران سيكون ملتزماً بالحفاظ على ميزانية الدولة وخزينتها .
إن العيب الفاضح في قوانين الانتخابات ، هو إن اغلب المرشحين يرشحون انفسهم خارج دوائرهم ومناطقهم الاصلية ، ولايمتلكون شهادة حسن سلوك من قراهم او نواحيهم التي جاءوا منها ، وبعد أن اشتكى مثقفو العهد الملكي من كون ابناء بغداد والبصرة يرشحون انفسهم نواباً عن ارياف الوية الكوت والديوانية والمنتفك ، صار القادمون من اقضية طويريج وسامراء وعفج يرشحون انفسهم في الاعظمية والمنصور .
كلمة اخيرة : بعد أن تنتهي الانتخابات وتمر سنة أو اكثر ، ستظهر حقيقة الفائزون بعضوية مجالس المحافظات ، ويعض المواطن على اصابعه ندماً وحسرة على مشاركته في التصويت لهذه الشخصيات ، ثم يغني لنائبه (ساعة السودة ال عرفتك بيها) .
مقالات اخرى للكاتب