قرأنا في كتب التاريخ حياة الكثير من الحكام الذين كان منطقهم منطقا فرعونيا قال تعالى : (قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ) وكان هؤلاء الحكام منهم من كانت صبغته دينية كمعاوية ويزيد عليهما لعائن الله ومنهم من كانت صبغته سياسية كاللعين صدام الذي عشنا في ظل حكومته التي اقل ما يقال بوصفها انها دموية جائرة ولكن الذي لم يكن يخطر في بالنا بان يكون المنطق الفرعوني هو المتسيد على الحوزة العلمية في بلد المقدسات وهو المتحكم وله اليد الطولى بسبب كثرة الأموال والأتباع والنفوذ الخارجي والداخلي وما جاء هذا المنطق وما تسيد هذا المنهج إلا بسبب جهل وفسق غالبية المجتمع قال تعالى: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) الزخرف 54 ...
اذكر لكم موقفين يتضح من خلالهما المنطق الفرعوني المتسيد في الحوزة العلمية :
1- قرار إعطاء رواتب لطلبة الحوزة العلمية من قبل الوقف الشيعي وهذا القرار يساهم مساهمة فاعلة بتحريك العجلة العلمية ورفع الحالة الاقتصادية لطلبة العلوم الدينية حيث إن اغلبهم يعانون من سوء الحالة الاقتصادية لعدم وجود مورد اقتصادي لديهم بسبب انشغالهم بطلب العلم وقد وقفت المرجعية (العليا) أو بالأحرى مكتبها المتمثل بالسيد محمد رضا السيستاني بالضد من هذا القرار وحَرّم ذلك ورفضه ! على الرغم من أن هذا القرار حظي بتأييد جميع مراجع وعلماء الدين في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وكان سبب الرفض هو لإبقاء طلبة العلوم الدينية تحت سطوته وعدم الخروج من قبضته ورئيس ديوان الوقف الشيعي استسلم لأمر المرجعية (العليا) لأنه تابع لها وحِرم طلبة العلوم الدينية من الرواتب أسوة بأقرانهم طلبة العلوم الدينية من أبناء السنّة حيث يتقاضون راتبا شهريا منذ فترة طويلة إلى الآن !!
2- عرقلة القانون الشرعي الجعفري المستمد من فقه أهل البيت عليهم السلام والذي أيده ودعمه جميع مراجع الدين في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة إلا المرجعية (العليا) التي ما زال موقفها غير واضح علنا حيث أوعزت من خلال معتمدها في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي إلى وزيرة المرأة بعدم تمرير القانون وقامت الوزيرة بذكر موقف المرجعية (العليا) اتجاه القانون في جلسة مجلس الوزراء مما تسبب بإعراض الكثيرين ممن كانوا عازمين على التصويت لصالح القانون ! ولم يعرف السبب الفعلي إلى الآن ولم يفسر هذا السلوك من قبل المرجعية (العليا) أو مكتبها تفسيرا علنيا وواضحا ومنشورا على موقعها الرسمي !
من خلال هذين الموقفين يتضح النهج الفرعوني الذي يعرقل الكثير من المشاريع التي فيها نصرة لدين الله عز وجل ومذهب أمير المؤمنين عليه السلام والتي فيها منفعة للعباد والبلاد ولا اعلم إلى متى يبقى أتباع هذه القيادة يسيرون خلفها وهي يوم بعد يوم لا تزيدهم إلا بعدا عن جادة الحق والصواب ... .
في الختام اقول : متى نشهد تحركا واسعا في الاوساط الحوزوية لرفض هذه المنجهية المقيتة .... ؟
مقالات اخرى للكاتب