إذا ما تمت الموافقة على قرار دمج وزارة الشباب والرياضة بوزارة الثقافة والسياحة ، فهو قتل منظم يمارسه العبادي وحكومته المزعومة بحق الرياضة والرياضيين وينسف التأريخ الرياضي بعقوده الزمنية الطويلة ، فالرياضة باتت الوسيلة الوحيدة لإسعاد الشعب وموحدة لأطيافه المتنوعة ولها أهميتها الكبيرة في المجتمع العراقي، في وقت تولي دول العالم اهتماماً بالغاً للرياضة بمختلف فعالياتها وتُخصص لها الأموال اللازمة وتستقطب الكفاءات والخبرات الإدارية والفنية للنهوض بها ، و تضع الاستراتيجيات والدراسات العملية والعلمية لأجل رسم خارطة سليمة لتحقيق الانتصارات والوصول إلى منصات التتويج في مختلف الأصعدة ، وبالمقابل نرى إن الحكومة العراقية وتحت مسمى الإصلاح ، مقبلة على نَحر الوسط الرياضي بكل تفاصيله ودون دراسة التبعات السلبية لمقترح الدمج ، في وقت كان الأجدر بالعبادي وحكومته أن يعمل على تنظيف المؤسسات الرياضية المنضوية تحت يافطة المنظمات الأهلية من الفاسدين والمفسدين والطارئين الذين تزدحم المؤسسات الرقابية والقضائية بملفات فسادهم العفنة ، لا أن يتم سَحق وزارة بإمكاناتها و مشاريعها واستثماراتها وملاعبها الاولمبية والآلاف من موظفيها ودمجها بوسط فني وسياحي لا يفقهون به شيئاً ، فالرياضة باتت من المجالات المتخصصة وعلماً يُدرس في الجامعات العراقية والعالمية حالها حال التخصصات الأخرى، ولها أهلها وكفاءاتها وخبراتها التي يتطلب الوضع الراهن استقطابهم و فسح المجال أمامهم ليقدموا ما في جعبتهم من أفكار نيرة وعلميةٍ نحن بأمس الحاجة لها بعد طرد كل عابث من المؤسسات الرياضية والأندية والاتحادات المركزية ، وما دمنا في طور ما يسمى بالإصلاح والتطوير والتغيير ، اعتقد ان العملية ليست أكثر من ذر الرماد في العيون و الهروب من مواجهة الواقع الخدمي المزري ورمي سلبياته على شريحة الرياضيين التي لا زالت تتحمل الكثير من أعباء الساسة والسياسة تحت يافطة الإصلاح والتقشف وتقنين الوزارات ، وعلى لجنة الشباب والرياضة البرلمانية أن لا تقف عند حدود البيانات الإعلامية الخجولة وان ترفض رفضاً قاطعاً فكرة ومقترح دمج الوزارتين لما له من آثار سلبية على المجتمع بشكل عام وعلى الرياضة بشكل خاص، كذلك على الرياضيين من مختلف شرائحهم من أندية واتحادات و رياضيين رواد وأبطال أن ينتظموا قريباً في تظاهرة رياضية سلمية يعلنوا فيها موقفهم الواضح من عملية الدمج بورقة الإصلاح المزعوم للعبادي.