الانجاز الذي تحقق لصقور الوطن فريق القوة الجوية ونيله لقب كأس اسيا للاندية لم يأت اعتباطاً أو من وحي الخيال والأحلام الوردية ، ولم يكن طريقه سالكاً ومعبداً بالورود ، بل كان ضيقاً جداً الى حدود لا تطاق بدءا من الضائقة المالية التي اعرف كل تفاصيلها اليومية والشهرية ، والتي اثرت حتى على عملية التنقل ومصرف الجيب ، و مروراً بحرمان لاعبين مهمين وأصابة آخرين وعدم وجود بدائل على دكة الاحتياط ، إلا ان الجنرال باسم قاسم عرف كيف يخلق توليفة بحجم وطنه وشعبه تكون قادرة على نيل اللقب الآسيوي بجدارة واستحقاق ، كيف لا وهو المدرب القادر على قلب الأوراق مراراً وتكراراً ليختار الأفضل منها داخل المستطيل الأخضر ، كيف لا وهو يعلم جيداً كيفية استغلال دقائق المباراة لصالحه ولا سيما في النصف الثاني من كل نزال كروي خاضه الصقور في رحلته الآسيوية التي تكللت بإنتصار كبير لم تشهده الكرة العراقية من قبل ، و لطالما انتظرناه بشغف وروح وطنية عالية تمتع بها كل أبناء الشعب العراقي ، حيث لم تقتصر الفرحة على مشجعي الأرزق فحسب ، بل غطت العراق من شماله الى جنوبه .
الجنرال لا زال مظلوماً من قبل اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات التي لا زالت تغض النظر عن انجازات القدير باسم قاسم مع اندية دهوك والزوراء واليوم مع القوة الجوية آسيوياً ومحلياً ولم تلتفت إليه قليلاً وتقدم له مكانه الذي يناسب قدراته وكفاءته مع المنتخبات الوطنية ، و ربما لانه لا يتمتع بجيش من الفسابكة والاعلاميين ليروجوا له في البرامج ومواقع التواصل الاجتماعي تجبر الاتحاد ولجنته على الخضوع للرغبات المدفوعة ، وهذا ما لا نتمنى أن يصل له اتحاد الكرة في التعامل مع القدرات التدريبية الوطنية التي نريد لها أن تكون على رأس قائمة المدربين العراقيين لأخذ فرصتهم الحقيقية ودعمهم في بناء الكرة العراقية وما يسهم في تطورها على صعيد المنتخبات بكل فئاتها .
نعم تجبرنا إنجازات الجنرال المحلية والآسيوية للدفاع عنه وإنصافه وتذكير أهل الشأن بما قدمه ويقدمه للكرة العراقية ، ومن المهنية أن نشيد بالقدرات والكفاءات في مختلف الألعاب ومنها كرة القدم ، ومن الظلم ان نتناساهم و نتغافل عنهم ، لذا هي رسالة صريحة لجمهورية كرة القدم وكل المعنيين بشؤون المدربين، للعمل على استقطاب الخبرات والطاقات التدريبية والاستفادة منهم في بناء المنتخبات ، وهذا ما نتمنى أن يقدم عليه الإتحاد المركزي في قادم الأيام.
مقالات اخرى للكاتب