كل عام وانتم بالف خير يا اول حضارة في الكون وأول دولة في تاريخ البشرية .. هذا هو العيد الوطني العراقي ..عيدكم في الاول من نيسان من كل عام عيد رأس السنة العراقية الرافدينية وهذا العام 2017 م في نيسان يبلغ عمر الدولة العراقية كأقدم حضارة في الكون واقدم دولة في تاريخ البشرية 7301 سنة .. عيد العراقيين كوطن بعيدا عن المزايدات السياسية والانحرافات الدينية .. عيد الدولة العراقية الرافدينية .. العيد الوطني العراقي المجرد من الديانات الطائفية المتعصبة المتشددة والسياسات الرعناء والاهواء ..عيد الوطن العراقي الجسد الواحد .. عيد ألأكيتو ….نعم الوطن كجسد الانسان عقله دينه عقيدته وقلبه جذوره تاريخه وتراثه … كل منهم مكمل الاخر ..فاذا مات أحدهم او قطع أحدهم .. ينهار الجميع ولا يصبح وجود للوطن ويتقطع الجسد الواحد ويطمر الى ما لانهاية … فحذار أيها العراقيون إن تفرطوا بقلوبكم تاريخكم وجذوركم العراقية الرافدينية .. لآن من يتخلى عن قلبه جذوره وتاريخ وطنه كاللقيط .فاقد أمه وأبيه …

 ومن يتخلى عن عقله اي دينه وعقيدته الصحيحة كالذي يصاب بالجنون ويفتقد سلوكه السوي .. بلا تشدد الدجالين والمنحرفين بلا انحرافات السياسيين والمتدينين لنتمسك جميعا بقلوبنا التي هي جذورنا وتاريخنا وموروثاتنا ولنتمسك بعقولنا لكم دينكم ولي ديني ..تجمعنا قلوب الحب والانسانية التي هي جذورنا التاريخية والتراثية .. انها بابل العدالة والحب ..انها سومر الكتابة والعلم واكد واشور واور والحضر التي فجرتها الايدي الخبيثة التي تدعي الاسلام ..بدعوى وثنية ..ونفس الايدي الخبيثة اليوم تريد ان تلغي تاريخ بابل وحرمتها من الادراج في اللائحة الدولية للاثار بحجة انها وثنية .. تبا للافكار الهمجية الدخيلة على الاسلام والمسلمين ..

 في كل الامم تعتز المجتمعات بتاريخها وتراثها جنبا الى جنب مع عقيدتها وفكرها.. فاذا كانت القلوب هي الجذور في التاريخ والتراث فالعقول هي العقيدة والفكر لتقويم السلوك عند الاسوياء فالتحديث والتطويرالذي يتحدث عنه اليوم منحرفو الدين والعقول لا يعني طمر ونسيان الفكر الانساني الرسالي التراثي ولا يعني قطع جذورالتاريخ والتراث الحضاري ..فالذي يريد ان يبني مجتمعا صالحا عليه الاهتمام بقلوب الناس التي هي جذور التاريخ لكي تستمر ديمومة الحياة في التواد والتعاطف والحب والامن والامان مثلما يهتم بالعقول لغرض تهذيب الفكر الانساني الرسالي الذي جاء به الانبياء والرسل لتهذيب السلوك وترك الجهل والضلالة والوحشية التي أقرت بعلمية وتوافق العقل مع المنطق بلا المفهوم الخاطئ الجاهل وبلا تضليل للعقول فالرسالات جاءت لتصحح سلوك العقول .. لا تهدم القلوب وتقطع الجذور والتاريخ والتمسك بتاريخ الاوطان مكمل لنشر الفكر الرسالي المهذب.. وفي التاريخ القديم سمعت من المؤرخين ..عن تحالف الفرس واليهود لغزو أرض بابل وقتل نبو خذ نصر واطلاق سراح الاسرى اليهود .. وقتل الالاف من اهل بابل وطمرت الجثث هنا واصبح اهل بابل مجتثين ومطاردين وتحريم اعيادهم وطقوسهم .. فهل اعتبارها اليوم وثنية تضامنا مع الفرس واليهود .. تبا للمزورين والدجالين وتبا لمحرفي العقيدة والايمان والتاريخ …

وحان الوقت لنقول كعراقيين علينا ان نسعى ونساعد لبناء دولة وبناء وطن ومواطن بتقويم سلوكه وفكره بالعقل ونحافظ على قلبه وجذوره التاريخية وفق المنطق .. ومن هنا يجب التوافق بين العقل والمنطق ..

ومن هنا يجب توظيف التراث كدوافع لتحريك الحاضر السياسي والاجتماعي والاقتصادي في مجتمعنا العراقي من خلال رؤية تاريخية ومشروع إعادة بناء التراث والاهتمام بالتاريخ الذي يقوم على حرية الفكر وحفظ مقاصد الشريعة وإصلاح الأرض لا إفسادها واستقلال المؤسسة الدينية وإبطال أشكال ومظاهر النفاق الديني في الدولة ووسائل الإعلام.

 وبهذا يتضح مما سبق أن ما هو سلبي في التاريخ والتراث قد يتحول بفعل دور العقل والحرية وحفظ مقاصد الشرع ومبدأ صلاح الأرض لا فسادها إلى ما هو إيجابي..  يجب ان نبعد سيادة التصور التسلطي عند الزعامات السياسية والدينية المتمركز حول الصنمية وبهذا يتحول التــراث والتاريخ طاقة نفسية واجتماعية مشحونة داخل الوجدان الفردي والوعي الاجتماعي إلى حركة نهضوية فكرية وعملية سياسية واقتصادية تحرك التاريخ وتبني الحضارة لكي توحد المجتمع على اسس صحيحة للبناء الحضاري والتنموي المنفتح مع الاخرين