الدكتور الحاج علاء محمد حسن الكتبي .. ابن الكتبي الطويرجاوي .. بمن أشبهه هل هو ابن عساكر الامام الحافظ الذي الف كتاب ((تاريخ مدينة دمشق)) ام مؤرخ طويريج الكتبي الاسلامي .. وهل هو ابن الجوزي البغدادي صاحب كتاب (( المنتظم في تاريخ الملوك والامم)) .. أم هو ابن الكتبي الطويرجاوي صاحب كتاب(( المساجد الاربعه )) نعم عندما أقرأ بحوثه وكتبه التي صدرت وآخرها هذا المؤلف الذي بين يدي المساجد الاربعه أعطي لنفسي الحق أن أشبهه بهؤلاء المؤرخين العمالقه لأنه عمل كبير ذات مجهود مميز يصب جهده في تدوين التاريخ الاسلامي وينقل لنا في بحثه القيم وبسرد واقعي مبسط مستند على مصادر وثيقه مشفوعة بالتوثيق فيها ماينفعنا وماينفع الاجيال القادمه للاطلاع عليها ...
هناك مقوله تتردد عند الباحثين هي لا تاريخ بلا مصادر فوجدت الكتبي مستند على مصادر موثوقه رصينه ورائعه ..وعادة عمل المؤرخين يختلف عن عمل الادباء .. فالاديب يكتب الروايه التاريخيه والقصه إعتمادا على ذاكرته وشاعريته وخياله .. أما المؤرخ فهو مقيد بضوابط وقواعد التوثيق إعتمادا على المصادر وتوثيقها.. وهنا إستند الحاج الدكتور علاء الكتبي الى مصادر التاريخ الاسلامي القديمه من العصر الاسلامي مجتمعة مع مصادر حديثه الفها العرب والاجانب المعتمده على المصادر القديمه .. والدكتور الحاج علاء الكتبي جمع في بحثه بين القديم والحديث مسنودا بالوثائق والمصادر التاريخيه ... وجمع بين المعلومات التاريخيه والجغرافيه ... وهذا الكتاب من تقديم المحقق السيد علي الشهرستاني يتالف من ((220 صفحه من النوع الوزيري )) ..وكلنا نعرف ان للمساجد دور كبير في قيادة وتوجيه المجتمع المسلم في صدر الاسلام حيث كانت ولا زالت ..فالمساجد في حياة النبي ص هي اداره شامله لكل أمور المسلمين في الحياة الاجتماعيه فهي مسجد ومعبد ومستشفى ومدرسه وهي جامعه ومحكمه ومجلس شورى وملجأ الفقراء والغرباء وابن السبيل ومركز لتلبية حاجات الناس الضروريه , والمساجد هي مراكز دعوه ومنابر توجيه ... إن مؤلف كتاب (( المساجد الاربعه )) اليوم تفتقر له المكتبات العربيه والاسلاميه وذات أهميه لإبراز دور المساجد الاربعه في الاسلام في عصر نشر الرساله المحمديه من خلال دور المساجد الاربعه وهي (( المسجد الحرام – والمسجد النبوي – والمسجد الآقصى – ومسجد الكوفه )) فتاريخ هذه المساجد حافل بالاحداث ولها الاثر الكبير في بناء المجتمع الاسلامي وجمع كلمة الامه الاسلاميه ... حيث تحوي هذه الدراسه على عدد من المباحث تعريفيه بالمساجد وتسمياتها الاصطلاحيه اضافة للمقدمه التي قدمها الباحث بعدها التعريف الذي اشرت له حيث قسم الباحث دراسته الى ستت فصول وخاتمه سبقها عدة تقرضا شعريه تبارك هذه الدراسه من مؤرخين وأدباء مرموقين في الوسط الفكري الاسلامي وقدمت هذه التقريضات بالشعر المقفى والموزون ومنهم الاديب والمفكر السيد محمد علي النجاروالمؤرخ العلامه الشيخ سلطان العابدي وتقريض بعنوان نور المساجد للشيخ قيس بهجت النجار في مدينة مشهد وتقريض اخر للاديب الشيخ محمد علي القريشي ... ففي الفصل الاول هو للتعريف بهذه المساجد الاربعه ومصطلحاتها لغويا والتعريف الشرعي وذكرها في القرآن الكريم والاحاديث النبويه وفضل الصلات في المساجد .. وتحدث المؤرخ الكتبي في بحثه عن دور المسجد في الادب وشعراء المعلقات ومنهم شاعر الرسول حسان بن ثابت حيث تجرى المناضرات الشعريه في المساجد مشفوعا بابيات من الشعر لمشاهير الشعر الاسلامي ومدحهم للمساجد .... أما الفصل الثاني فركز الباحث على الدور العبادي والتبليغ بالرساله الاسلاميه ودور المسجد في تعبئة الناس ودورها الثقافي وهي مركز حكم وتوجيه تنموي اجتماعي ويحتوي الفصل الثاني على سبعة مباحث تركزت على ان المساجد هي مؤسسات تربويه لتعليم واعداد المسلمين ...
أما الفصل الثالث .. تناول تاريخ المسجد الحرام واهميته في القرآن الكريم وتاريخ مكه المكرمه والكعبه المشرفه وموقعها الجغرافي بالنسبه للعالم ودور المسجد الحرام في التنمية البشريه للمجتمع الاسلامي .. أما الفصل الرابع ..وهو يتحدث عن المسجد النبوي وتاريخه ومدينة الرسول محمد ص حيث اتخذ المسجد النبوي كأول مدرسه لنشر الرسالة الاسلاميه السمحاء ودوره بناء الحضاره الاسلاميه ... أما الفصل الخامس ..فقد نقل لنا الباحث تاريخ المسجد الاقصى وبيت المقدس ومكانته العباديه وذكره في القران الكريم وكيف كان معهد للعلم والاقامه فيه بعد الفتح حيث كان علماء المسلمين يحضروت لنيل العلم فيه ... وفي الفصل السادس .. تناول الباحث تاريخ مدينة الكوفه ومسجدها الذي هو مدرسة الامام علي ع ومكانته العلميه والسياسيه وخطبة الامام علي في اول جمعه فيه ومن ثم الخاتمه التي ودعنا بها الباحث بكلماته التي تدعوا للهدايه وعمران المساجد وعدم هجرها في صلاتنا وعباداتنا في روض من رياض الحياة الدنيا التي تهذب النفوس ونسال الله ان الحمد لله رب العالمين ...
مقالات اخرى للكاتب