منذ أحتلال العراق عام 2003 والى يومنا هذا والجميع يشاهد جانبان من الصراعات جانب يصارع من أجل عدم الوصول الى نقطة النهاية من مشروع جوبايدن والذي يقضي بتقسيم العراق الى ثلاث كانتونات ( كردية وشيعية وسنية ) وهناك جانب أخر نشاهده يستقتل ويحارب بكل ما أوتي من قوة من أجل تقسيم العراق . ولكلا الجانبين دوافعهم للوصول الى غايتهم فمنها دوافع سياسية خارجية بدعم دولي ومنها لدوافع طائفية خارجية وداخلية من أجل الاستقلال الطائفي والحرية في العيش .
وهناك الشعب المسكين والمغلوب على أمره وكأنه غريق ويحتاج أن يتمسك بأي قشة من أجل الوصول الى بر الامان ولكنه للاسف كلما تعلق بقشة واذا به يغرق معها أيضا فقشة تتحدث بأسم حزب أو حركة أو تيار وقشة تتكلم بأسم الدين والطائفة وهناك قشة تتكلم بأسم القومية وجميعها تنسى بأنها قشة!! بمجرد ظهور الرياح تكون في هباء منثور. ولكن لاحول ولاقوة لهذا الشعب فتجده يركض ويلهث ويهتف خلف هذة القشات لا لشيء خاص به كتفكير القشات بل لاجل أنقاذ البلد والوصول به الى بر الامان .
لنعد الى جانبا التصارع فلكل منهما طريقته في ايصال فكرته الى الشارع من أجل تحقيق مأربه فالذين مع التقسيم تراهم يمجدون ويلمعون بتجربة كردستان مع أن حكومة كردستان وشعب كردستان ليس لديهم الرغبة حتى في الوقت القريب بأنشاء دولة مستقلة لهم الا أن جانب السوء ودعوني أنادي الجانب الذي مع التقسيم بجانب السوء لانه يسعى الى تمزيق وتقزيم وجعل الدولة ضعيفة فهذا الجانب كثيرا ما يدفع بالامور الى أن تصل بأرضاخ الاخر لقبول هذة الفكرة وجعل كردستان الواجهة المنيرة أمام الشعب كذلك يقوم هذا الجانب بكل طاقاته من أعتقال وتهميش وأقصاء لقشات الجانب الاخر لتقويضه وأضعافه من أجل الانجراف مع سيل التقسيم .
وأما الجانب الاخر الجانب الذي يصارع ويقارع كل الطاقات السلبية المؤاتية من الجانب السيء من تهميش وأقصاء وأعتقال وقتل بأغتيالات كاتمة وغير معروفة المسبب لها ألا أن هذا الجانب يقاتل ليس فقط من أجل أبقاء العراق موحدا وقويا والسعي من أجل الحفاظ على اللحمة الوطنية !! بل كل هذا الصراع من أجل منافع فئوية مرتبطة بأجندات خارجية تعلم بأن العراق بعد تقسيمه فأن التوغل الايراني سوف يصلهم لامحال وتكون عروشهم مهددة بالزوال .
ألا أنني أتسائل وأوجه سؤالي الى أصحاب مشروع الجانب السيء هل العراق أنتهى من المشاكل العربية الكردية بعد أن أصبحت محافظات الشمال أقليما وسمي بكردستان العراق؟ هل في التقسيم راحة وطمأنينة للعراق وشعبه ؟ فأن كان طمأنينه لماذا توجد نزاعات وتهاترات وأجتماعات يوميا حول مايسمى بالاراضي المتنازع عليها او المناطق خارج الاقليم او اي تسمية أخرى لهذة المناطق؟ فالكل يقول بأن ملكيتها تعود اليه وهنا أشير بأنه ليس حبا بتراب المنطقة بل حبا بموارد هذه المناطق!! وهذا مانقول عليه المصالح الفئوية ومنهم من يراه بأنها مصالح مشروعة !! بالطبع لوكانت تصب في مصلحة الشعب وليس القشة !
وهل في أنشاء أقليم جديد سني كان أم شيعي طمأنينة للشعب؟ وهل سوف ينتهي الشعب من التفجيرات والاغتيالات والتهميش والاقصاء وكل هذة التوصيفات الرنانة ؟ وهل سنرى بعد التقسيم لاسامح الله أراضي متنازع عليها مابين الاقاليم وأجتماعات يومية من أجل فض النزاعات المسلحة والغير مسلحة والتخلص من المهاترات اليومية والتراشقات بكلمات والفاظ بيئة من الطرفين ومن ثم غسل وجوههم أجلكم الله ببولهم ويصبحون بين لحظة وهنيهة المثال الاعلى لكل منهم ؟!! ماذا سيكون مصير النخيب المتنازع عليها مسبقا مابين محافظة كربلاء ومحافظة الانبار؟ وماذا سيكون مصير من هو متزوج من أمرأة سنية وأخرى شيعية؟ وماذا سيكون مصير أهالي بغداد من الطرفين الشيعة والسنة؟ وماذا وماذا وماذا ؟؟؟
أتقوا الله في العراق وشعبه يامن تتاجرون بترابه ودماء أبناءه يامن تريدون أرضاء أسيادكم من أجل أضعاف وتمزيق وتقزيم العراق وأنهاء هيبته في المنطقة.
مقالات اخرى للكاتب