1
غنّتِ الأطيارُ لحنَ الأمل
وشدى الروحُ بصوتِ القبَل
قالتِ الأفنانُ هيّا أنني
أخذتني نشوةٌ من غزلِ
أيّها المحبوبُ إشدو حبّنا
واضربِ الأوتارَ حينَ تختلي
كمْ عشقنا وطربنا للمُنى
وهمَسنا بلسانِ المُقل
2
يا حبيبا مِنْ ضياءٍ ورؤى
إنّ قلبي بهواها إكتوى
كلّما زرتُ حبيباً يُسْقني
من نبيذٍ في قوارير الهَوى
حسْبُ روحي بالتياعٍ تصْطلي
وحنينٍ لأمانينا سَوى
أيّها المشتاقُ أسْكبْ لَهْفةً
وتغنّى بترانيمِ الجَوى
3
إبتعدْ عنّي وخاطبْ مُهْجَتي
وتعلّمْ كيفَ تذكي لهفتي
كنتُ مَخمورا بحبّي حينما
وقعَ الكونُ بحضنِ الرغبةِ
فتولّيْتُ زمانا هائما
أسألُ المعشوقَ كنهَ الروعةِ
فتفانى الروحُ مَشدوها بها
وتهاوى مِنْ عَبير الفتنةِ
4
يا بلادي من وطانٍ أشتكي
ما لقلبي لا يُنائي ذكرَك
قد سَلوْنا كلّ ذكرى ناشدتْ
أنْ توافينا كومضٍ دونكِ
أينما أخطو تراءتْ خطوتي
فوق أرضي وعراقي يشتكي
حسبُ أنّيْ في خيالي موطني
عاشَ نورا وسَيبقى مَنسكي
5
من بلادٍ ذات خيرٍ ضدّها
وأناسٍ لا تباري مجدها
ومسيرٍ بطريقٍ عاثرٍ
واحتراقٍ في حنايا صدرها
نظرتْ ترنو جراحا داهمت
كل جرحٍ بوريدٍ عندها
فهوَتْ نحو بقاعٍ أصْحَرَتْ
وجَنتْ داءً يُساقي داءَها