عادة ما تكون المقارنة بين الامس واليوم حاضرة عندما يطرأ شيء ما على الساحة ، فتقول الناس قولتها وتتحدث بما يجول في خلدها دون خوف او قيد او وجل ، صدام كان دكتاتورا طاردا للكفاءات ، هجر الكثير من المبدعين وعمل على محاربتهم حتى بات العراق في فترة ما خال من الطاقات ، الا ما ندر ، صدام كان يحارب هؤلاء ويعمل على تهجيرهم بالحرب النفسية ، وهذا متفق عليه .
بالمقارنة مع اليوم وما يجري على الساحة نجد ان العراق بلد خال ايضا من الكفاءات ، لاسباب عديدة ، منها المحسوبية في قرارات التعيين وعدم الاخذ بنظر الاعتبار الاستحقاق والكفاءة والخبرة ، ما اثر كثيرا على بنية الدولة وجعلها دولة فضفاضة تعتمد غير الكفوئين في شغل المناصب ، ومن الاسباب ايضا عدم احترام الطاقات العائدة الى الوطن ومعاملتها بما يليق بها ، ولم تكتفي الحكومة الموقرة بعدم احترام هذه الكفاءات بل تجاوزت هذه المرحلة حتى اطلقت لاجهزتها العنان في ان تضرب وتقتل وتتعامل مع الناس بعنترية فارغة لا تبني دولة ولا ترسخ قانونا ولا تقوم بفعل شيء الا ترهيب وترعيب الناس والتطاول عليها .
ما فعلته قوات سوات من جريمة نكراء ضد المدرب العائد الى البلد محمد عباس كان وصمة عار في جبين هذه الحكومة ، قتل الرجل في بيته في عاصمته ، وعلى مقربة من حكومة لا تعرف طريقة للتعامل مع الاخر سوى رفع السلاح ومنهج القوة وقانون الغاب ، الرجل ترك هولندا وجاء يخدم بلده ، ترك عياله ووضعة المستقر في اجمل بقاع الدنيا وجاء الى العراق الخرب ليصلح فيه ما يستطيع ، فاذا بقوات (سوات) تقتله بدم بارد ، وترميه جثة هامدة في موت سريري انتهى بوفاته (رحمه الله) .. شكرا لسوات هذه البطولة وهذا الموقف المشرف ، وعذرا ايها المدرب ، فقد اخطأنا بحقك جميعنا .
مقالات اخرى للكاتب