Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
صديقي بائع الأسكيمو
الأحد, أيلول 4, 2016
حسن النواب

لم يخبرني أنه يبيع الأسكيمو بعربة جوّالة عندما كان طفلاً ، لقد عرفت ذلك من قصة نشرتها مجلة الطليعة الأدبية مطلع الثمانينيات ، ربما كانت من بواكير قصصه التي تزخر بوجع إنساني نادر ولمسات طفولية أكثر شفافية من برقع عروس ، فحين تتوفر طفولة معذّبة وتقترن بموهبة واضحة ، فتأكدوا ان هذا الطفل سيصبح كاتباً إستثنائياً أو رمزاً يشار لإبداعاته بالبنان ، لم أتعرّف عليه في مقهى أو شارع عام  أو ثكنة عسكرية، إنما أزهرت صداقتنا من خلال الأدب ، ذلك الهم الجميل الذي تورطنا به دون علمنا ، وكل صداقة تولد من رحم الكلمات ومعاناة التدوين من الصعب أن تنتهي مهما حاول الآخرون تدميرها ، أية صداقة صمدت بوجه الحاقدين والحاسدين ، ستجد ان طرفيها كانا متكافئين بكل شيء ، سواء في الموهبة والعذابات والتطلعات والجنون والصعلكة والتشرّد والأحلام التي تبدو مستحيلة ، هكذا جمعتني تلك المشتركات المقدسة مع صديقي المبدع علي حسين عبيد ، وبسبب هذه الصداقة النبيلة تحمّل شرور وفخاخ الآخرين ، لقد فقد الكثير من الأصدقاء نتيجة تمسكه بصداقتي والتي لم يجن منها سوى القلق والمتاعب والخوف ، بل كادت تلقي به في غياهب السجون ، اذكر لحظة وداعه لي في منتصف شهر شباط من عام 2001  عندما حانت فرصة خلاصي من جحيم الحروب والرعب والتهديد والوعيد ومغادرة البلاد ، ان دمعه ظل يشتعل بحدقتيه وصرخ بوجهي وهو يضغط على كفيَّ .. حسن إياك ان تنسى العراق .. شيء واحد وطّد علاقتي بهذا الطفل الذي توجع كثيرا في حياته ، موهبتهُ الأصيلة ، ربما لا يعرف الكثير منكم أن هذا المخضّب بالجراح من جنون رأسه حتى أخمص عبثه ، انه يمتلك مقومات شاعر محترف ويعرف بموازين الشعر اكثر من شعراء أصبحوا معروفين ومشهورين ، اما السرد فهو صنعته التي إستوعب أسرارها ودهشتها ، فظهرت بجلاء مثير من خلال مجاميعه القصصية وروايتيه ، ولعل بعض قصصه كنت شاهدا على مراحل كتابتها ، ومنها قصته كائن الفردوس التي إحتلت فيما بعد عنوان مجموعته القصصية البكر ، في هذه القصة آمنت بقدرته النادرة على تحويل مشهد إعتيادي لا يلفت الأنظار الى نص مزدحم بالجنون والمتعة والواقعية السحرية ، اذ ليس من المعقول ان طفلاً يجلس لدقائق الى مائدتنا في حديقة نادي الأدباء ،  سيتحوّل بقلم علي حسين عبيد الى قصة أثارت إعجاب الوسط الثقافي ، ذلك الطفل هو «هيمن» إبن القاص صلاح زنكنه ، وفي زمن الحصار أرغمته ظروف المعيشة الإبتعاد عن الوسط الثقافي لتوفير الطعام لعائلته وقد تعرّض الى هزّة مالية جعلته حبيس منزله ، لكني جاهدت حتى أقنعته بالعودة الى عالم الكتابة ، وبعدها بشهور حصلت قصته نتوء الشيطان على الجائزة الأولى بمسابقة أدبية متميزة متفوّقاً على كتّاب قصة معروفين إشتركوا بتلك المسابقة ، لدى صديقي بائع الأسكيمو خصال إبداعية وإنسانية ومفارقات حرجة من الصعب العثور عليها عند الآخرين ، اذكر عندما رحلت والدته رحمها الله ، خلتُ أن صديقي سيستوعب نبأ رحيلها بيسر ودون منغصات ، لكنه فاجئني بحزن مدمر طغى على كيانه ، حزن عنيف أربكني وشلَّ محاولاتي بإسترجاع شخصيته الوديعة التي عهدتها ، إختار عزلة خطرة وكنت أخشى عليه من الإنتحار ، وحين أرسلت بطلبه لحضور مأتم والدته لأن محافظ كربلاء حرص حضور مراسيم العزاء وهو ينتظر قدومه حتى يقدم له المواساة ، جاءني أخاه بوجه قانط ويده ترتعش وأخبرني أن عليّاً يرفض مقابلة المحافظ ، فلم يكن امامي سوى إخبار المحافظ ان صديقي بوضع مأساوي لا يسمح له بالحضور ، ولما قررت مقاطعة هاني وهيب عندما كان رئيسا لإتحاد أدباء العراق خلال زيارته الى كربلاء لتحشيد اصوات الأدباء اليه في الإنتخابات ، أوكلت مهمة التصدي لوهيب الى صديقي بائع الأسكيمو وينوب عني بصفتي رئيسا لإتحاد ادباء كربلاء ، كان الموقف يحتاج الى شجاعة نادرة لقبول هذه المهمة التي لا يحمد عقباها ، لكن علي حسين عبيد لم يتردد من الدفاع عني امام وهيب برغم انه كان يدرك جيدا ، ان وقوفه معي يعني خسارته الى إمتيازات كثيرة أبسطها حرمانه من النشر في جريدة القادسية ، اجل لم يتخل بائع الأسكيمو عني بالوقت الذي إلتف الآخرون حول هاني وهيب يحرقون البخور ، وفي زمن غادر مثل هذا ، ماعادت هناك صداقات نبيلة ، إنما صداقات مشبوهة ورثة تؤسس على مغانم رخيصة ومصالح مشتركة ، يقيني بإبداع مدوّن الأقبية السرية لا يتزحزح قيد أنملة أو شهقة مظلوم على منصة الإعدام ، صحيح ان علي حسين عبيد إرتكب حماقات مباغتة بحق الصداقة ، لكنها حماقات مبدع ، ربما اثارت غضبي ساعتها ، لكني بعد مرور وقت عليها ، أجدها حماقات جميلة ولابد من وجودها وهي متوقعة من مبدع يختلف بكل شيء عن الآخرين ، أجل أخطاء الأصدقاء هي إختبار حقيقي لمتانة أية صداقة ، فإذا لم تصفح عنها ، هذا يعني أن الصداقة لا تليق بك ، كل المبدعين في العالم .. كتبوا نصوصهم بتحريض من صديق ، ولولا الصداقة لما كانت هناك نصوص إبداعية ، ولم يكن هناك معنى للحياة ، الصداقة هي لوح النجاة الذي ينتظرك دائما عندما تصبح وحيدا في نهاية المطاف ، الصداقة مؤونة المحرومين من السعادة والأمل ، صديقي الطفل بائع الأسكيمو كان يبيع المرطبات للناس حتى يشعرون بالمتعة والسعادة على حساب عذاباته التي لا تنتهي ، ومازال كذلك .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50695
Total : 101