تحدث الرئيس الأمريكي في افتتاح اجتماع الجمعية العامة للام المتحدة الذي يصادف الذكرى السبعين لولادة هيئة الأمم المتحدة التي وجدت أصلا لدرء خطر الحروب وحل المشكلات الدولية بالطرق الدبلوماسية ، يجسد ذلك ما جاء في ديباجة ميثاقها ما مضمونه ” نحن شعوب وامم العالم قد الينا على انفسنا ان ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب والاثار الناتجة بسببها والتي حدثت منها خلال قرن واحد حربان عالميتان مازالت تعاني من اثارها بعض الدول ” ومما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي تأكيده على بعض .النقاط والتي نناقش بعضها واهمها ما يأتي
1- قال الرئيس الأمريكي في خطابه ان الولايات المتحدة الامريكية لا تستطيع وحدها إقامة الامن في بلاد اجنبية .و انها لا تستطيع وحدها حل المشكلات الدولية. وان القوة لا تفرض السلام لوحدها.
2- ان الولايات المتحدة الامريكية لا يمكن ان تبقى مكتوفة الايدي عندما يمارس الحاكم القسوة على شعبه.
دأبت الاد ار ات الامريكية على قول مالا تفعل ، فهي تتدخل في الشؤون الداخلية للدول التي ليست على الهوى الأمريكي وتعمل على خلق المشاكل لهذه الدول الى مستوى الانقلابات العسكرية والا مثله كثيرة ، ومن ابرزها غزوها الفاشل لخليج الجنازير في كوبا بعد الاستيلاء على السلطة اثر الثورة الكوبية بقيادة فيدل كا ستروا وصديقه البطل الثوري جيفارا على نظام باتيستا عام 1959 وفرض حصار على الجزيرة الكوبية لخمسين عاما واحتضان انقلاب شباط الأسود في عام 1963 في العراق والقضاء على ثورة 14 تموز بمساعدة أمريكية ، ومساعدة الكيان الصهيوني في حربه ضد العرب في 5 حزيران عام 1967 ، والمساهمة والمساعدة في الانقلاب العسكري على الرئيس التشيلي الشرعي سلفادور ا ليندي عام 1973 ونصب العداء للرئيس الفنزويلي الراحل شافيز ودعم المعارضة الفنزويلية واحتلالها أفغانستان والعراق دون تفويض دولي ، والمساهمة في اسقاط نظام القذافي ودعم الإرهابيين في سوريا لخمس سنوات متتالية ودعم القوميين وبعض النازيين في أوكرانيا والذين ساهموا في اسقاط نظام الرئيس المنتخب وهي تعمل ذألك دون استشارة احد او الطلب الى الدول الأخرى لأبداء المساعد ة ، فهل تقدمت الولايات المتحدة الى دولة أخرى لتساهم معها في حل مشكلة دولية معينة ، الجواب بالطبع لا ، هي تحكم على الاخرين وهي تعاقب ، فاين مشاركة الاخرين في وضع الحلول ليقول الرئيس الأمريكي ان بلاده لا تستطيع فرض السلام في بلاد اجنبية لوحدها.، ان أمريكا لا تشرك أحدا بل هي تعمل المشاكل للأخرين وتعاقب كما ترى ، من حيث المبدئ الشراكة في وضع الحلول غاية في الرشد والعقلانية ، كي لا يقال انفردت دولة بعينها بوضع الحلول التي ربما لا ترقى الى الحل المقنع ،
ويقول السيد أوباما انهم لا يمكن ان يقفوا مكتوفي الايدي إزاء قهر الحكومات لشعوبها ، وبالتالي تريد بلاده تغيير الأنظمة في بعض الدول التي لا تنسجم طروحاتها مع الطروحات الامريكية وبالتالي يعد النظام السوري ضمن قائمة الأنظمة التي لابد ان تتغير من وجهة النظر الامريكية ، وبالتأكيد ليس هناك من يقف مع الأنظمة الدكتاتورية او المستبدة او الأنظمة التي تضطهد شعوبها ولكن المطلوب يا أيها الرئيس ان تتعاملوا مع الجميع بأسلوب واحد وليس على المزاج وبما يتناغم مع ما تريدون ، وا لا ماذا تسمي ممارسات بعض الحكام في دول صديقة لكم تغضون الطرف عن ممارساتهم بل وتساعدوهم في اضطهاد شعوبهم وتؤيدوهم ومن هذه الدول تركيا التي تعمل على اضطهاد الاكراد وتقصف باستمرار مواقع حزب العمال الكردي رغم عدد الاكراد الموجود في تركيا والذي يتجاوز 17 مليون نسمة ، في حين تتبادلون القنصليات والزيارات مع الاكراد في دول أخرى رغم قلة عددهم قياسا بأكراد تركيا وتشجعون انفصالهم ومرة أخرى تنصحوهم بتأجيل الانفصال وكأنما تجعل منهم ورقة للضغط على الحكومات في الدول التي يعيشون فيها لقضايا معينة سياسية او اقتصادية ، وهناك دول عربية ظهر فيها حراك شعبي لكن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لهذه الدول لقمع هذه الحركات وهذا ما حصل بدعم دول عربية مع هذه الدولة التي حصل فيها الحراك وهي متحالفة معها أيضا ، فلماذا لأتحرك أمريكا ساكنا ولما ذا وقفت الإدارة الامريكية مكتوفة الايدي ، لكن ذألك ليس غريبا بل مألوف ذألك لدى الإدارة فهي دائما تتعامل بازدواجية مفرطة مع الدول الأخرى .
مقالات اخرى للكاتب