التاريخ يعج بأمثلة كثيرة عن مستبدين تمكنوا من حكم البلاد واستباحتوا العبادوحتى القرأن الكريم ضرب لنا امثلة عنهم وكان فرعون رمز الاستكبار والاستعلاء (استخف قومه فاطاعوه)
الدكتاتور صناعة بشرية يسهم المجتمع بانتاجها . يخرج من دائرة الجهل والتخلف الى مربع القهر والاستغلال وعادة يوهم الناس بانه المنقذ وان الظرف الحرج والقاهر الذي تمر به الامم تولده القائد الضرورة او الذي يعلو على البشر بامتلاكه صفات ومواصفات تكون بين الانسان والأله . فعندما يعتلي فرعون سلمه الى السماء لقتل الرب كي يحتفظ بالربوبية
وتصدقه الرعية ذنب من هذا.
ونيرون وموسليني وهتلر وصدام ومبارك والاسد والقائمة تطول .
المعضلة ليست بولادة الطاغية المشكلة في رعايته من قبل الامم
اليوم تولد الدكتاتوريات من رحم الديمقراطية وهي تحظى بشرعية ولكنها لاترضى بنزع هذه الشرعية تارة بالشرعنة وتارةبالغلبة وتستخدم المسار الديمقراطي كسلم للوصول للسطح وتسحبه بعد ذلك.
الانحراف النفسي للحاكم الذي يجد الطريق متاحا له وحاشية تظلله بانه ظل الله بالارض وانه القدر الذي اوجد الحظة التاريخية بولادته لم تكن صدفة بل ضرورة ملحة لايمكن تجاهلها
هذا السلوك النفسي الذي يجعل الطاغية يتجاوز كل القيم والاعراف والنواميس والقوانيين
ويخلق دولة تنطبق مع حكمه واحكامه هو مرض عضال تبتلى به الشعوب وترزح تحت هيمنة الحاكم المجنون دهرا طويلا تكتشف كما اكتشفوا قوم فرعون انما كانوا يسامون سؤ العذاب على يدي مخبول وزمرة التطبيل المرافقة.
لا يختلف الحال اليوم من يقفز صدفة للحكم ويجد زمرة فرعون تفرش له السجاد الاحمر وتشرعن له كل تصرفاته وتصف جنونه حكمة وظلمه انتصاف وعدل وتخبطه اتزان واعتدال
كيف لايجن من كان لايحلم يوما ان يكون في الحواشي ليصبح بغفلة الزمن المجنون تصطف على جنبيه الوجوه الضاحكة عليه ومنه .
كيف لايصاب بالمس وهو يسمع من يصفه بصفات الاله انها سخرية القدر ان نبتلى بنفس الداء ونبرر ذاك بانه القدر وعلينا ان نستسلم له ونخبئ روؤسنا في وحل الخوف والرعب
من طاغية مجنون انتجته تقاطعاتنا واختلافاتنا .
ان الدكتاتورية مجنون يحكم جماعة الجنون