الحرب بالعراق لم تتوقف منذ غزوه عام 2003 بل اخذت اشكالا عدة منها الصراع الطائفي ومغذياته والاقتتال على السلطة تحت المسميات الطائفية والعرقية وجه اخر من اوجه الصراع المستدام في هذا البلد المحاط بوسط عربي سني جذوره سلفية وجار شيعي
كلاسيكي حليف للقوى الشيعية الاسلامية الحاكمة.
هذا الجار يمتد بنفوذه شرقا الى بلاد الشام سوريا ولبنان من خلال حزب اسلامي واخر علماني وهذا قمة الدهاء السياسي الذي يجمع المتناقضات في جعبته لتحقيق اهدافه.
وداخليا لم ينجح النظام الحالي في التحول الى نظام وطني يستطيع مواجهة التطرف المتصاعد بالمنطقة وخصوصا مع اندلاع الاحداث بالمنطقة والمعروفة بالربيع العربي والوضع السوري الذي خلق عدة دولا فاشلة(failed state) ليبيا قبلها افريقيا والسودان وتشاد ومالي وتنتظر تونس ومصر ان تنظم الى حزمة الفشل وسوريا التي تشابه وضع العراق قبل عدة سنوات والتي بدأت تجذب المتطرفين من تلك الدول والعالم الرافض لوجود التطرف والحركات السلفية الجهادية على اراضيها بعد ان منحتهم حق المواطنة والتحرك اليوم يبدو انها تشعر بقلق بالغ منهم .وحتى روسيا بحاجة لوجود المناطق الرخوة لتفريغ شحنة الشيشانيين والتخلص منهم بعيدا عن اراضيها .
الدعم المقدم من دول الخليج على مدى سنوات طويلة وخصوصا من العربية السعودية للجماعات الجهادية السلفية وسكوت الولايات المتحدة عن ذلك لسببين الاول هي لاترغب بازعاج حليف موثوق والثاني أن هذه الجماعات غيرت وجهة العداء باتجاه الشيعة وهي قتلت الاف منهم في العراق والان في سوريا وحتى مصر ذات النسبة الضئيلة من الشيعة يعيشون فيها .
البحرين الثورة المنسية لنفس السبب وكذلك التعامل مع حزب الله من الزاوية ذاتها حول المنطقة التي كانت مشغولة ومشحونة بالصراع العربي الصهيوني تحول الى صراع شيعي ايراني سني عربي .
فتح هذا الافاق امام تدفق الاف الجهاديين والانتحارين وتركز وجودهم في سوريا وبالذات المناطق المحاذية للعراق وتعددت مسميتها جبهة النصرة وانصار الشام واخيرا انتجت (داعش).
في ظل هذه التحولات حصل تحول جعل المهتمين بشؤون المنطقة الشعور بنوع من التفاؤل من جانب والقلق من جانب اخر وهوالتقارب الامريكي الايراني ولكن الانباء المتواترة خلال اليوميين الاخيرين كشفت انه تقارب يبدو غير حقيقي وان ما حصل في جنييف في الشهر الماضي قد يدفع المنطقة الى حافة الحرب بدلا من السلام وهذا ما يؤكد التصريحات المتبادلة الاخيرة لمسؤوليين امريكان وايرانيين وقيام وزير الدفاع الامريكي (هيغل ) بتفقد الاسطول الخامس المسؤول عن حماية منابع النفط والشرق الاوسط يعزز فكرة التوتر القادم
أن اتساع نفوذ وانتشار التنظيمات المتطرفة في المنطقة ابتدأ من تشاد ومالي وليبيا وشبه
جزيرة سيناء وتحول الثورة السورية الى صراع طائفي وتمكن (داعش) من توجيه ضربات ضد اهداف حكومية ومدنية في العراق يؤكد مما لايقبل الشكل أن قوس النار الجيوسياسي الممتد من طنجة الى العراق وبلاد الشام سينهي وجودات مذهبية معينة ويفكك الدول
وسيدفع شيعة العراق ولبنان ثمنا باهضا اذا امتد القوس هذا ليلهب حليفهما الايراني
العراق هو سهم النار اذا فلت احرق القوس والمنزع..