انا افهم ثورة الحسين بانها ثوره ضد الارستقراطيه القريشيه المتعجرفه، وضد سيطرة العسف للسلاح وراس المال، وضد خدمة رجل الدين للسياسه، ومن اجل الفقراء. فهي اذن ثورة ضد السلطه المتمثلة ان ذلك بالامويين، سلطة راس المال المطلقه ضمت تحت جناحها الدين عبر خدمة رجل الدين للسلطة السياسيه العليا, وما معركة رفع الصحاف الا دليل واضح على الاستخام السياسي للدين لمصلحة السلطة السياسيه. 
وموضوعي هنا ليس تاريخي, ولهذا اختصرت وكثفت الامر بستة اسطر ليس الا. لان ما يهمني هنا هو :
يجمع الجميع من السياسيين والمحليين والاقتصاديين من عراقيين وعرب واجانب بان اسوء فترة مرت على العراق هي الثمان سنوات الماضيه. سازعجكم ببعض الارقام فتحملوني، الى حين.
نسبة العاطلين عن العمل في عامنا الحالي تصل الى 30% من القوى العاملة. وعند تعريفنا لمصطلح القوى العاملة فهو القادرين على العمل والراغبين فيه ضمن الاجر السائد والبالغين لسن العمل. اي وحسب قانون العمل العراقي انهم الفئه ما بين سن 18-65 . اذن فهم يمثلون الفترة الاهم من حياة الانسان. وبما ان عدد سكان العراق يبلغ 34مليون نسمه، فعدد العاطلين يبلغ وبعملية حسابية بسيطه 10مليون شخص. 
يبلغ عدد الارامل والمطلقات والمعيلات لاسر 5 مليون امراة. غالبيتهم غير متعلمات او ذوي تعليم بسيط.
يحتاج العراق، عدا اقليم كودستان، لاكثر من 2000 مدرسه فورا، وغالبية المدارس المستخدمه غير صالحه للاستخدام البشري، فكيف بالاطفال. 
في افضل الحالات لا تحصل المدن العراقية على اكثر من 6 ساعات كهرباء وطنيه. اما المستشفيات فالوضع فيها ما ساوي من ناحيه النظافه والعلاج والادويه وعدد الاسره. 
بالمطلق فان جميع الصناعات الوطنيه، حكوميه كانت ام قطاع خاص، تعاني من مأسي وهي معرضه للافلاس بسبب عدم توفر الطاقه وطرق المواصلات والخدمات المصرفيه الحديثه والتسهيلات بلاضافة الى تنافس السلع الصينيه البخسة السعر والرديئه نوعيا، مما ادى الى افلاس العديد من الحرفيين بالاخص في صناعة الملابس. 
50000 فضائي في الجيش ! بحسبه بسيطه كما قال الدكتور حيدر العبادي ومن دون تدقيق السجلات.فكم عددهم في الشرطه والوزارت الاخرى لا بل وكم فضائي في مجلس النواب ؟!
716 ( نعم الرقم صحيح) موظف بدرجة وكيل وزير. اذا قسمناهم على عدد الوزارات في العراق تحصل كل وزاره على حوالي 17 وكيل وزير !
4535 موظف بدرجة مدير عام, وايضا اذا قسمناهم على الوزارات تحصل كل وزاره على 113 مدير عام ! 
في الولايات المتحدة الامريكيه، اقوى دوله في العالم اليوم، للرئيس نائب واحد فقط، اما نحن دولة "المهانة الكبرى" فلدينا 3 نواب نعرف ماذا يفعلون في الليل، ولكن لا نعرف ماذا يفعلون في النهار. 
تشير بعض التقارير الى ان العراق حصل على ما مجموعه 750 مليار دولار من تصدير النفط الخام خلال السنوات القلية الماضيه ! طبعا علامة التعجب ستكبر اذا ما علمنا ان لدينا حوالي 10 ملايين شخص دون حد الفقر, ولا يعرف عدد من ليس لديه سكن ان كان تملكا ام استئجارا. 
العراق اليوم، البلد الاول في العالم من ناحيه العنف. حيث يصل عدد القتلى شهريا الى اكثر من الف شخص وعدد الجرحى اكثر من الفي شخص، طبعا عدا العسكريين. 
الفساد وصل الى درجة الاسطوره. فانا ساحكي لكم اصغرها وانتم قوموا باحتساب الدرجات العليا. اعرف ضابط جوازات برتبة نقيب، والنقيب يحصل عليها العسكري خلال مدة 10 سنوات تقريبا-;- وأذا ما افترضنا ان دخلة السنوي الشرعي 20 مليون دينار فخلال العشر سنوات سيحصل على 200 مليون دينار، وعلى افتراض عدم الانفاق لا على الماكل ولا المشرب ولا السكن...الخ -;- يمتلك 3 منازل في منطة شارع 52 ومنزل ضخم في كرادة داخل ومزرعه خارج بغداد. وقام بغلق الشارع الذي تقع عليه منازله الثلاث ووضع بوابه وحراسات و مودلة ضخمه. علما ان هذا النقيب قال مرة عندما كان في حالة سكر: انه دخل كلية الشرطه لانها توفر له المسكن والماكل. 
سقطت الموصل وكادت الانبار ان تسقط. و ديالى لا يفهم منها من المسيطر. اكثر من ثلث العراق تسيطر عليه داعش. وهو عمليا منفصل عن الدولة العراقيه .
حوالي 2 مليون شخص مهجّر, نازح والشتاء قادم، 1000 طفل توفي من بين النازحين لعدم توفر الرعايه. وكان مختار العصر يطل علينا كل اربعاء متحفنا بثقافه ان لا نقع في المؤامرات الخارجيه، وان العالم اجمع يحسدنا على نعمة الله بان اختار نوري لحكمنا. 
قبل ايام تساءلت افتراضيا: لو ان الامام الحسين نهض من ضريحه ما الذي سيحدث ؟ فكان الجواب الغير افتراضي بل المؤكد ان : من يدعون انهم " ثارات الحسين" و " مختار العصر " و " سياسيو الصدفه" ومدعي " اهل البيت " سيضعون عبوه ناسفه على الضريح تنفجر حال تحرك ذرة تراب من على القبر. 
في زمننا الحالي. ليس الشمر من يقتل الامام، بل الفاسدين والمفسدين، وتجار حقوق الشعب في حياة كريمه، انهم من يمزح الدين بالزيت، والزيت هو النفط .