Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هل تندثر الهوية الوطنية بفعل العولمة؟
الخميس, كانون الأول 4, 2014
هاشم كاطع لازم


العولمة ظاهرة جديدة أدت الى أنكماش العالم بسبب التحسن الذي طرأ على وسائل الأتصال بين الناس في مختلف أرجاء العالم. والهوية الوطنية تعني الشعور بالأنتماء الى أمة ما ؛ والأمة على خلاف الدولة لايمكن تعريفها بأعتبارها بنية حكومية أنما تدل على مجموعة من الناس يربطها شعور بالتضامن بين أفرادها. أما عملية التآكل (الأندثار) erosion فتشير الى الأضمحلال التدريجي لشيء ما. أننا حين نقرن الهوية الوطنية بالعولمة فأن الأمر لايتعلق عندئذ بالأندثار أنما بالطبيعة التحولية. وهناك أعتراض على مثل هذا الطرح للأسباب الآتي ذكرها:
أولا تعمل العولمة في الواقع على تقوية الهوية الوطنية من خلال السياحة على سبيل المثال فبسبب الأنكماش الذي شهده عالم اليوم بدأت رغبة الناس تزداد لزيارة الأماكن غير المألوفة سعيا وراء رؤى جديدة. وهذا الأمر ينطبق على وجه الخصوص على بلدان مثل مصر وكمبوديا فالمواطنون في هذين البلدين يودون العمل أدلاء سياحيين لتقديم العون للسياح الأجانب أثناء زيارتهم المواقع الأثرية التي تميز حضارة البلدين مثل الأهرام والمعابد التي تحيط بالأقصر والآثار الموجودة في (سيم ريب) و (فنوم بن) في كمبوديا.ولابد أن يعي أولئك الأدلاء السياحيين أثناء تجوالهم مع السياح الأجانب غنى تاريخ بلدهم والأزدهار الحضاري الذي شهدته كل من الأمبراطوريتين المصرية والكمبودية. ولاشك أن مثل هذا الفهم سوف يجعلهم يفتخرون بتراثهم وهويتهم وانتماءهم الأصيل. لذا فأن العولمة ربما تؤدي الى تعميق أعتزازهم بالأنتماء الى مثل هذه الأمة الأمر الذي يؤدي الى ترسيخ الهوية الوطنية.
ثانيا العولمة تتيح للناس أدراك هويتهم الوطنية ثانية من خلال ظاهرة الهجرة فمع أنطلاق العولمة أصبحت الهجرة من البلدان الفقيرة الى البلدان الغنية ظاهرة شائعة. وفي خضم هذه الحركة تميل بعض الجماعات الى تطوير شعور جديد بالهوية الوطنية وهي ظاهرة لايمكن أعتبارها عملية تآكل للهوية الوطنية أنما حصول تحول فيها. فعلى سبيل المثال لايمكن أن يكون السكان الصينيون المقيمون في سنغافورة قد فقدوا صلاتهم بأسلافهم لأن ماحصل لايعدو كونه أكثر من عملية تغيير فحسب فالصينيون هناك مايزالون يتحدثون اللغة الصينية المعروفة بالماندرين Mandarin بطلاقة غير أن طريقة تحدثهم بهذه اللغة تختلف كثيرا عن لغة الصينيين الذين يعيشون في تايوان أو شنغهاي. ولأن اللغة هي التي تحدد الثقافة فأن حفاظ أولئك المتحدثين على لغتهم هو السبب الرئيسي لمحافظتهم على هويتهم الوطنية. عليه فأن هجرة الصينيين الى سنغافورة نتيجة العولمة قد أدى الى أدراكهم لهويتهم الوطنية السابقة ثانية وأكتسابهم هوية جديدة.
ويذهب مؤيدو العولمة بصفتها تمثل عامل تآكل الى أن الناس ربما يتغاضون عن هويتهم الوطنية بسبب توجههم المطلق نحو الكسب المالي مثلما حصل مع ثقافة شعب الماوري Maori في نيوزيلندة فقد ترك أولئك القوم قبائلهم وتوجهوا الى مدينة روتوروا Rotorua بهدف تأدية رقصاتهم القبلية وأظهار ثقافتهم الى السياح. لقد أدركت تلك الجماعة المنافع المالية الكبيرة التي تعود عليهم من السياحة مما دفعهم الى التخلي عن أعرافهم التقليدية وحفزهم للمغامرة في مثل هذه الصناعة المربحة وبذلك أنسلخوا عن هويتهم الوطنية. مع ذلك يمكن أعتبار مثل هذا التوجه مثالا على الهوية الوطنية المعدلة فهؤلاء الناس لم يعودوا يعتبرون أنفسهم جزءا من الشعب الماوري أنما أصبحوا جزءا من الشعب النيوزيلندي. تأسيسا على ذلك يمكن للعولمة أن تعدل الهوية الوطنية أكثر من العمل على تفتيتها.
في الختام لايمكن لأي أنسان أن يحيا في جزيرة مقفرة فنحن نتكل على بعضنا البعض ونسعى لأيجاد موطيء قدم لنا في هذا العالم. وبهدف ضمان مثل هذه العلاقات الأنسانية يتعين علينا أن نجد أحساسا بالأنتماء الى جماعة محددة مشفوعا بالمقبولية. ولأن الجماعة القوية تعتبر بمثابة أمة فأنه من الضروري أيضا أن تتوفر الهوية الوطنية لكل الناس بصرف النظر عن الظروف. أن العولمة وفق ماذكر آنفا لايمكن أن تهشم الهوية الوطنية مادامت تعتبر وسيلة لتقويتها أو تحويلها


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.38525
Total : 101