سخم خت هو أحد ملوك الأسرة الثالثة من الدولة القديمة، وهرمه يجاور هرم الملك زوسر المدرج بسقارة. وكشف عن هرم سخ خت الأثري الراحل العظيم زكريا غنيم، وأطلق عليه اسم «الهرم الدفين». وقد أحدث هذا الكشف ضجة عالمية عام 1954م؛ حيث تصادف كشفه مع كشف كمال الملاخ عن «مراكب الشمس» للملك خوفو صاحب الهرم الأكبر بالجيزة. ومن الجميل والغريب أن هذه الاكتشافات تمت بأيدٍ مصرية.. وقد تعرض زكريا غنيم بعد أن وصلت شهرته إلى الآفاق إلى مؤامرة قادها ضده خفافيش الظلام وأعداء النجاح، ليطلقوا نار الحقد والغيرة على كل ما هو جميل.
وعندما كشف زكريا غنيم عن حجرة الدفن بداخل الهرم وجد بعض الآثار الرائعة من مخلفات العتاد الجنائزى للملك ومن أجملها صدفة كبيرة من الذهب الخالص. وكان أهم ما تم العثور عليه هو تابوت من الحجر الجيري مغلق منذ أيام الفراعنة، أي لم تمتد إليه يد. وفوق التابوت عثر على إكليل من الزهور التي توضع على التوابيت بعد انتهاء مراسم الجنازة!
كان كل شيء يوحى بل يؤكد أن مومياء الفرعون لا تزال سليمة لم تمس داخل التابوت! وقد قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن يحضر هو ورجال مجلس قيادة الثورة فتح التابوت المغلق منذ نحو 4600 سنة تقريبا، وجاءت اللحظة المثيرة، وتجمع رجال الآثار ومعهم الزعيم عبد الناصر والصحافة ليشهدوا افتتاح التابوت، ولكن المفاجأة أن التابوت كان خاليا تماما من أي أثر لمومياء! كانت خيبة أمل كبيرة للجميع، بل كان لغزا محيرا لم يحل إلى الآن. المهم أنه وبعد موضوع التابوت سافر زكريا غنيم إلى أميركا ليحاضر عن الكشف الجديد وملأت أخباره الصحف ووسائل الإعلام.. وجاء دور الشر والغيرة والحقد عندما قاموا بجرد المخزن الذي يشرف عليه زكريا غنيم، ووجدوا أن هناك بعض الأواني الحجرية الصغيرة مفقودة، وبسرعة تمت إحالته إلى التحقيق وبدأت الصحف كالعادة تطلق الشائعات حول هذا الموضوع، وحولوا المكتشف العظيم إلى لص آثار! وكأننا لا نريد شيئا جميلا يفعله مصري! ونود أن نظل تابعين للأجانب.
كان حزن الرجل كبيرا وأصيب بمرض الاكتئاب الذي لم يتحمله، وفى لحظة ضعف ألقى بنفسه في النيل. وبعد موته بأيام قليلة عثر على الأواني المختفية ملقاة خلف تابوت بأحد أركان المخزن. ونال من اتهمه جزاؤه، لأنه سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.
وقد كتب الراحل العظيم أنيس منصور أن زكريا غنيم مات منتحرا، وكمال الملاخ أصابه مرض جلدي في اليدين وجسمه، عندما رقد على بطنه ونظر من خلال حفرة ليرى ما هو موجود من أخشاب مركب الملك «خوفو»، وفي نهاية المقال كتب يقول: «إنني أخاف على صديقي الدكتور زاهي حواس من لعنة الفراعنة أن تصيبه كما أصابت من قبل زكريا غنيم وكمال الملاخ». ولا أنسى ابني شريف عندما قرأ المقال في الصباح الباكر، وجاء إليّ مسرعا وهو خائف مما كتبه أنيس منصور.. وما زلنا نتحدث عن لعنة الفراعنة.. وإلى اللقاء في العدد القادم بإذن الله.
مقالات اخرى للكاتب