• إذا تعمق مثقف اوكاتب منصف في مواقف الفئات الغير عربية في مساهماتها في الحركات الوطنية في المشهد العراقي يراه اكثر مبدئية من الكثيرين من مواقف بعض القادة العرب تجاه القوى المحتلة للعراق كرفض الثائر الكردي الشيخ محمود الحفيد امارة كردستان التي عرضتها عليه بريطانيا,,مقابل ايقاف المقاومة المسلحة للاحتلال , و رفضها بإباء لانه رفض ان يكون عميلا لها وضحى بحياته في سبيل مبادئه وقتلته المخابرات البريطانية بالسم في الوقت الذي كان أمراء الخليج يتهافتون على خدمة التاج البريطاني لقاء هذا المنصب الذي لا يناله الا لقاء عمالة ,وفي نفس الفترة من الاحتلال, قاد كاكة احمد الشيخ مجاميع الأكراد متفقا مع شيوخ الفرات الأوسط للمشاركة في انتفاضة الشعيبة أبان الاحتلال البريطاني للعراق حيث صاحب الف مقاتل كردي ليهاجم قاعدة الشعيبة البريطانية مع منتفضي السماوة والفرات,,, ورغم مرور عشرات السنين على انتفاضة الشعيبة فان كبار السن في السماوة ومدن الفرات يتذكرون الهوسة الفراتية ( ثلثين الجنة الهادينا وثلث الكاكة احمد واكراده) بهذا الهوسة الشعبية استقبلت جماهير السماوة كاكه احمد الشيخ ومقاتليه في منطقة – بربوتي – في السماوة عند رجوعه من البصرة ومشاركته في انتفاضة الشعيبة والتي ساهم فيها القوى الوطنية العراقية واليسار العراقي
• و قاتل الشيخ السيد محمد الجباري بريطانيا في ثورة العشرين التي امتدت إلى كردستان العراق حيث اشتعلت آوارها في مناطق كفري امتدادا الى مناطق دربديخان,منسقا مع قادة ثورة العشرين , وفي اشهر معاركه التي سميت بمعركة ( آو باريك) قتل عشرات الجنود السيخ والهندوز والجنود البريطانيين,,, وانتفض أهل السليمانية في ثلاثينات القرن الماضي ضد الوجود البريطاني وهاجموا الدروع البريطانية وسقط منهم العشرات في يوم سميت ( روزي شه شي ئه يلولي ره ش) اي انتفاضة السادس من ايلول الاسود
هذه الثورات والانتفاضات ذات الطابع الوطني لم تتنازل أقلام المؤرخين العرب من ذكرها لنوازع عنصرية .ورغم كل هذا الكم من المساهمات في مقارعة القوى الاستعمارية والأنظمة المرتبطة بها من قبل الأكراد والتيارات والقوى الوطنية الأخرى ومع ذلك اعتبرها القوميون المتشديين ( حركة الثورة العربية او كما ارادوها بسرقة سفر العراقيين المشرف ) وحتى ان المؤرخين والكتاب القوميين النزعة همشوا القوى الوطنية العراقية الاخرى في توجهاتها الوطنية حيث كانت لها الباع الطويل في العمل الوطني ..هذه القوى التي كانت احيانا تجبر القوى العميلة في انظمة الحكم في العراق على التراجع من توجهاتها المغايرة لاهداف الشعب العراقي ... والعراقيين لاينسون وثبة كانون وانتفاضة اليسار العراقي ضد معاهدة (بورتسموث )وانتفاضة كاور باغي في كركوك في وقت لم يكن لحزب البعث اي وجود وبعد مجيء هذا الحزب لم يكن في أجندته سوى الفرقة والطائفية والدمار وقتل وإبادة العراقيين بشعارته الزائفة التي لم يتحقق منها شيء .
انني استقرىء التأريخ لأن للبعض من الجهات القومية المنشددة برزت في المشهد السياسي ارادت صناعة تاريخ مزيف لها على حساب القوى الوطنية الحقيقية وبذلك تعتبر هذه القوى سارقة الجهد الوطني من القوى المخلصة والمناضلة من تيارات وطنية متعددة الطوائف والقوميات شاركوا في العمل الوطني ان توثيق وكتابة الصفحات المشرقة من تأريخ العراق والحركة الوطنية العراقية بكل قومياتها واتجاهاتها رهن بعدالة الكتاب والمؤرخين والمثقفين وابتعادهم عن تهميش كل من ساهم في العمل الوطني في سبيل العراق وشعبه
مقالات اخرى للكاتب