سلمت نسخة من الكتاب الموسوم (الصفوة العراقية .. بين النجاح والفشل) لمؤلفه الباحث الدكتور خالد التميمي /وقبل عرض الكتاب ،من المفيد ان نقدم تعريفا بالباحث.هو الدكتور خالد عبد المحسن التميمي ولد في مدينة العمارة عام 1939 واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها وحصل على شهادة البكالوريوس /آداب/من جامعة بغداد عام 1963 وعلى شهادة الدكتوراه فلسفة من جامعة لندن /الدارسات الشرقية والافريقية 1983 مختص بالتاريخ الحديث :تاريخ العراق المعاصر التاريخ العثماني والاوربي ،استاذ في جامعة السلطان قابوس (عمان) من 1998 وحتى عام 2005 خبير في شؤون الوثائق والتوثيق عضو مؤسس في جميعة المؤرخين العراقيين ،عضو في جمعية المؤرخين العرب، متفرغ للبحث والتاليف ،مقيم في بريطانيا منذ عام 1976 ، حيث غاد العراق حينها لاسباب دراسية وسياسية.

دراسة وثائقية

في مقدمة الكتاب يذكر الباحث ان (هذا الكتاب ثمرة دراسة وثائقية وعلاقات شخصية ومراقبة مباشرة لاكثر من نصف قرن من قبل المؤلف للصفوة العراقية (THE IRAQI ELITE) وبشكل رئيسي للزعامات السياسية منها بهدف تعريف الجيل الجديد لاسيما شباب اليوم بأهمية الصفوة العراقية ودورها ايام قوتها وضعفها ،إنجازاتها وخفاقاتها ،التزاماتها وتسيبها ،وما تركته تلك من ىثار على مسيرة العراق وشعبه منذ قيام العراق الحديث وحتى اليوم..) ومن الواضح ان الباحث التميمي وضع (حزمة) من الاهداف،يرمي الوصول اليها ،وهي اهداف من (عيار ثقيل) ان صح القول وطريق الوصول اليها ،ليس معبدا.ولكن ما الدذي دعا الباحث لاختيار هذا الموضوع وبالتالي ولوج هذا الطريق الصعب؟ وفي الاجابة على هذا التساؤل يقول المؤلف:(ان اي مجتمع بلا صفوة،هو كالجسد بلا راس ،وكالسفينة بلا ربان وسط بحر هائج متلاطم الامواج ،والعراق اليوم قد دخل القرن الواحد والعشرين بلا صفوة مؤثرة ،يطيعها المجتمع ويقاد بها ،هذا الوضع الخطير هو الدافع المباشر لهذا البحث).

بين الصفوة والنخبة

ومع احترامنا لمنهجية البحث ،ولموضوعية الاكاديمي العراقي الدكتور خالد التميمي فاننا نختلف معه في اعطاء مثل هذا الدور للصفوة خاصة اذا اقترب او تطابق مضمون مصطلح (الصفوة) مع مضمون مصطلح (النخبة) فربان سفينة التحولات هي المؤسسات التي ترشح منها الصفوة او النخبة .نقول :قد نختلف مع المؤلف باستنتاجه هذا وقد نتفق ..وفي كلا الحالتين فان ظاهرة (الاختلاف) حالة مجتمعية صحيحة.ولعل المؤلف قد أحسن صنعل حين ثبت قولا ل (ادموند بروك) جاء فيه:(ان كل ما يحتاجه الشيطان من اجل النجاح ،هو ان لايعمل الطيبون شيئا).وهنا نطرح تساؤلا جديدا: من هم الطيبون،وما هو (الشيء) الذي عليهم ان يفعلوه؟يقرر الباحث ان الحديث عن عموم الصفوة العراقية في العصر الحديث ،يشمل ايضا الصفوة الدينية والمتعلمة والمثقفة ، التي ظلت قلقة بولاءاتها وانتماءاتها ،سياسيا وثقافيا واجتماعيا بسبب تناقض قيمها التقليدية الموروثة مع المبادىء والقيم الجديدة الوافدة.

انواع من الصفوة

يذكر الباحث بعضا من انواع (الصفوة) موزعة حسب (جنسها ) فيذكر (الصفوة النسائية ) او حسب (مهنتها) فيذكر (الصفوة العسكرية) ويتحدث المؤلف عن (الصفوة العراقية والحياة السياسية الجديدة ) ويرى ان هناك ثلاثة عوامل رئيسية قد اثرت بشكل مباشر في انشاء العراق الحديث وهي:

أ قيام الصفوة العراقية بكافة مكوناتها بمسؤولياتها الوطنية.

ب الانجازات البريطانية في العراق،اثناء الاحتلال وبعده.

ج قيام الثورة العراقية الكبرى (ثورة العشرين) هذا التحليل وفيه قدر كبير من الموضوعية نسجله للباحث التميمي ورغم ان لدينا بعض (التحفظ) وان كان محدودا.

ان الجانب التوثيقي في هذا الكتاب ،واضح جدا ويفصح عن الجهد الكبير الذي بذله المؤلف زالكتاب يسد جزءا مهما من فراغ قد تعاني منه المكتبة العراقية ذات الصلة بتاريخ العراق الحديث.