يعد التعديل الوزاري مصطلحا سياسيا يشير إلى رغبة الوزارة في اجراء تعديلات أو تغييرات في مجلس الوزراء ، وتاتي هذه التعديلات أو التغييرات لأسباب متعددة ومتنوعة نتيجة الاستقالة التي يقدمها الوزير أو مجموعة من الوزراء لاسباب مختلفة كالمرض أو كبر السن أو التقاعد، وتاتي احيانا بسبب الوفاة ، أو تأتي بناء على رغبة من رئيس الوزراء لتجديد روح عمل الحكومة واضافة الحيوية على عملها ، وازالة الأداء الضعيف والمترهل لبعض الوزراء ، وعادة ما تجري تلك التعديلات الوزارية من قبل رئيس الوزراء بعد قراءته بدقة لتوجهات الرأي العام المحلي والاعلام واستجابة لأراء المواطنين .
ويتجسد التعديل الوزاري بصورة انشاء وزارات أو دمج بعضها أو اعادة تسمية بعض الوزارات وتحديد المسؤوليات ، ويمكن القيام بذلك لعكس الاولويات الجديدة للوزارة أو اسباب تتعلق بالكفاءة.
في العراق ترقب الشارع العراقي بحذر ما سينتج عنه التغيير الوزاري المزمع تقديمه من قبل حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الخميس 31\3\2016م ، حيث قدم للبرلمان وللرأي العام العراقي اسماء ستة عشر مرشحاً ضمن اطار جهده نحو تشكيل حكومة تكنوقراط مهنية بعيدة عن التحزب والمحاصصة والعمل بروح الوطن كل الوطن .
أن المرشحين الذين قدمهم العبادي للبرلمان للتصويت عليهم وسعيه نحو تشكيل حكومة جديدة ستسير في مسارين أو سيناريوهين اثنين لا ثالث لها: السيناريو الأول \ سيناريو الاخفاق ، ويحدث هذا السيناريو اذا رفض البرلمان التصويت على مرشحي الوزارات التي شملها التعديل أو عدم حصوله على النسبة المطلوبة . وفي حال استمرار الخلافات الحادة بين الكتل السياسية واستمرار المماطلة والتسويف في اطلاق وعود الاصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين . هذا المشهد سيجعل العراق امام مسار سحب الثقة من العبادي واعادة الاجواء بقوة للتظاهر في الساحات العراقية وزيادة حدة الخلافات بين الكتل السياسية مع امكانية حدوث العديد من الانشقاقات الحزبية بين الكتل السياسية والدعوة لاجراء انتخابات مبكرة .
السيناريو الثاني \ سيناريو الاصلاح والتغيير ، وهذا السيناريو قابل للتحقق في حال التصويت لصالح التعديل الوزاري والشروع بتشكيل حكومة كفاءات جديدة تعمل ضمن فريق العمل الوحد في محاربة الفساد وتنظيف الوزارات من الموظفين الوهميين (الفضائيين) ، واتباع سياسات عامة جديدة كفيلة بايصال العراق الى بر الأمان .
في حال تحقق التعديل الوزاري سيكون العراق قد حقق الخطوة الأولى نحو الأمل ، الخطوة الأولى نحو المستقبل ، خطوة جريئة نحو محاسبة السراق والمفسدين .
مقالات اخرى للكاتب