Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
سمات النخبة الحاكمة بعد 2003
الأحد, أيار 8, 2016
حسن سعد عبد الحميد

 

تمهيد

يمثل موضوع النخبة الحاكمة العصب الحساس في أي نظام سياسي ، لما له من قدرة على إدارة البلاد وتلبية طموحات مواطنيها . كما ينتمي هذا الموضوع إلى مواضيع علم الاجتماع السياسي الذي أهتم بدراسة النخبة وطبيعة علاقاتها مع القوة السياسية . وتكمن اهمية الكتابة في هذا الموضوع وربطه بالعراق عائد إلى طبيعة الموضوع الخاص بالتخصص السياسي ، ولأشباع فضول الكاتب في الكتابة تزامناً مع طبيعة الاحداث السياسية التي يمر بها العراق ، وفتح باب النقاش حولها .

فالنخبة الحاكمة تعني مجموعة من الأفراد تمارس السلطة فعلياً ويؤثر افرادها على القرارات السياسية بشكل يتصف بالثبات والاستقرار ، ويمكن ملاحظته بسهولة . حيث تستمد النخبة الحاكمة القدرة على التأثير من طبيعة المناصب التي يشغلونها في الدولة . وهذه النخب هي في الغالب قليلة العدد ، تتمتع بنفوذ سياسي وقوة سياسية وبمزايا اجتماعية رفيعة بناءاً على مركزها السياسي في الدولة والاجتماعي المتميز في المجتمع . وهذه النخبة هي التي تسير شؤون الطبقة المحكومة وتخضعها لتوجيهاتها .

فالنخبة الحاكمة هي جماعة تمتاز بالدرجة العلمية والثقافية العالية ، ومن حملة الشهادات العليا ، ويشار لهم كاصحاب احتراف في مجال العمل السياسي .

ولو اخذنا هذه الافكار البديهية التي تتمتع بها النخب الحاكمة وطبقناها في العراق سنجد الأمور مغايرة ومعاكسة إلى حد بعيد شأنها شان الوضع العراقي برمته بعد (2003م) . فالسمات الاساسية للنخبة الحاكمة لا تنطبق على (نخب) العراق اليوم والتي نجدها بعيدة عن معايير العقلانية المميز لسلوك النخبة . فسمات النخب الحاكمة في العراق منذ التغيير السياسي الذي تم بفعل التدخل الخارجي لا تبتعد كثيراً عن السمات الأتية :-

1- شخصنة الدولة والمؤسسات

في العراق نجد أن شخصنة السلطة والدولة وبمؤسساتها المتعددة أمر شائع من حيث أختزال البرلمان بشخص الرئيس تارة ، وتارة بطوئفة المنصب ، وهذا الحال لا يختلف كثيراً عن رئاسة الوزراء أو مؤسسة رئاسة الجمهورية واختزال الوزارات بأسم وزرائها ، فتجد عبارة الرمز الوطني ومعالي دولة الرئيس وفخامة الرئيس يسبق اسمه وتشخص سلوكياته ومواقفه في تلك الرموز . ولا يخفى على أحد ما قد ينتج عن ذلك من إرهاب فكري من قبل اصحاب الشخصنة تجاه خصومهم السياسيين او عامة الشعب في حال توجيه سهام النقد لهم . وهذه الحالة هي بحد ذاتها أمر باعث على الفساد والتجاوز على المال العام ، وتحويل النظام السياسي والقانوني بمؤسساته المتنوعة من نظام قانوني إلى نظام خاضع للإرادة الشخصية المتسيدة على قمة هرم الدولة . فالنظام المشخصن لا يمتلك أي قدرة على التجديد الذاتي وانما الإبقاء على نفس الوجوه والتغيير الحاصل يحدث فقط في المراكز الوظيفية وهو ما يحصل وسيحصل في العراق .

2- الثقافة السياسة التقليدية

ان البحث في طبيعة الثقافة السياسية للنخب الحاكمة في العراق يتيح لنا معرفة درجة التفاعل والانسجام بين النظام السياسي والإطار الاجتماعي في العراق ، فالثقافة السياسية هي مجموعة من الاتجاهات والمعتقدات والقيم التي تعطي معنى للنظام السياسي ، والتي بدورها تؤثر على السلوك السياسي لتصرفات الافراد داخل النظام السياسي . وبقدر تعلق الامر بثقافة النخب الحاكمة العراقية نجدها ثقافة سياسية قائمة على التنوع المتنابذ المتنافر لا التنوع الهرموني المنسجم ، ثقافة النخب العراقية ثقافة حسم اجساد لا حسم احقاد ، ثقافة حسم لا ثقافة تسوية . وهذا الامر يبين لنا طبيعة الثقافة السياسية لتلك النخب وهي ثقافة تقليدية سلبية وعلى اساسها تمارس تلك النخب نشاطها السياسي . هذه الثقافة كان لها الدور الأبرز في تعزيز الولاءات الفرعية الطائفية والحزبية الضيقة ، واعطائها العلوية في تحديد الأنتماءات السياسية كتحول سياسي ايجابي شهده العراق.

3- الافتقار الى المشروع الوطني للانجاز

أن النخب الحاكمة في العراق لا تمتلك استراتيجية ذات بعد وطني شامل ومؤسسي وبمنظور علمي ، فلم تقدم لنا تلك النخب أنجازاً سياسياً واحداً يستحق الاشادة والاشارة اليه ، بل العكس نجد تراكم للازمات السياسية الواحدة تلو الاخرى وتشكيل لجان لحلها دون ان تقدم أي شيء جديد .

ان هذه النــــــــــــــــــخب ومنذ 9/4/2003 م لم تمتلك اي مشروع وطني حقيقي يساهم في اعادة بناء الدولة العراقية من جديد وفق متطلبات النهوض والتحول الديمقراطي ، حيث شهدنا مشروعا خاصاً بتلك النخب قائماً على التوزيع المحاصصاتي للمناصب وتوزيع المكاسب دون ان يكون للمواطن العراقي أي نصيب يذكر . فالمشروع الوطني الذي تبنته تلك النخب بعيد عن ثوابت المصلحة العامة للشعب العراقي ، فهي تجيد اللعب تحت شعار المشروع الوطني لأدامة سيطرتها على مفاصل الدولة بعيدة عن مسميات الوطن والشعب والوطنية . أن تلك النخب تمتلك رؤية وخبرة ووعي وهذا لا ننكره لكنها استخدمت تلك الخبرة والرؤية وذاك الوعي في مجال خداع المواطنين العراقيين واستقطابهم طائفياً وفقاً لمتطلبات مصلحتهم الخاصة . فتلك النخب عنوان مشروعها الوطني التخندق الطائفي .

4- ضعف الخبرة الاقتصادية

منذ (2003م) وحتى اللحظة لم تقدم لنا النخب العراقية الحاكمة سياسة عامة اقتصادية صحيحة تنشل العراق من البطالة والفقر وضعف الدخل ، فمن يدقق في برامج تلك النخب على الصعيد الاقتصادي سيجد المنهاج النظري شيء والتطبيق شيء آخر ، فمن تولى عجلة الاقتصاد وادارة الثروات في البلاد لا يمتلك خبرة في ادارة الملف الاقتصادي العام للدولة ، ويفتقر إلى الإجراءات الكفيلة التي تجعل المواطنين العراقيين اكثر رفاهية واستقرار ، لكن الذي نجده هو امتلاكه لخبرة في مجال عمله الحزبي فقط .

هذا الامر انتج لنا نخب لم تستطع في علاج البطالة والفقر في العراق ، ولم تستطع للحد من استشراء الفساد ، لم تستطع من توظيف الكفاءات واصحاب الخبرة في ادارة الاقتصاد العراقي ، كل هذه الامور تعطينا فكرة عن مدى الضعف والعجز الاقتصادي لتلك النخب عن ادارة الملف الاقتصادي .

5- غياب التواصل مع المواطنين

أن من أبرز ملامح وسمات النخب الحاكمة في العراق غياب التواصل مع مواطنيها وناخبيها ، فمن الدقة القول ان ضعف التواصل هذا أن لم نقل انعدامه في الكثير من الاحيان يتحمله بنسبة معينة الناخب العراقي ، فهو الذي اوصل هؤلاء إلى السلطة واعادة انتخابهم من جديد ، وهؤلاء أي النخب مشغولة بالمناكفات والتسقيط السياسي والتصعيد الاعلامي مع بعضهم البعض دون ان يقفوا وقفة وطنية مع الشعب ، فلم يقدم التاريخ لنا مسؤولاً عراقياً زار دائرته الانتخابية للتعرف على هموم المواطنين وحل مشاكلهم إلا في حالة قرب الانتخابات في احسن الأحوال .

6- الافتقار إلى قوة القرار السياسي وضعف الانجاز السياسي ، وافتقار تلك النخب إلى التجانس السياسي والايديولوجي ، بل يوجد في فيما بين النخب العراقية تنافس محموم للحصول على المكاسب الفردية واضافة الشرعية عليها .

7- في النظم الديمقراطية عادة ما تكون دورة النخب الحاكمة فيها سريعة مما يشكل تلاقياُ واضحاً بين نظرية النخبة الحاكمة والديمقراطية ، لكن في العراق تجد أن سلوك النخبة الحاكمة فيه أقرب إلى التمسك بالمنصب مما يجعلها أقرب إلى فلسفة الاوليغارشية (الأقرب إلى المنفعة المادية) .

8- ان النخب العراقية وعلى ما يبدو تعاني ازمة هوية وطنية ، تعاني ازمة في الشرعية (شرعية الانجاز والتواصل لصالح المجتمع) ، تعاني ازمة في ادارة البلاد وعدم قدرتها على ادارة المؤسسات على نحو سليم ، تعاني ازمة في رسم تفاعلات سياسية جديدة بين القوى السياسية المختلفة ، تعاني ضعف الاستجابة لمطالب الشعب وتمثيلها سياسياً .

كل هذه السمات تعطيك انطباعاً على مدى فقر النخب الحاكمة العراقية في أدارة دولة هامة مثل العراق ، وان الطريق امام الشعب العراقي لا زال طويلاً في احداث التغيير المنشود .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44084
Total : 101