هي حمى صناعة الرموز في زمنٍ نبحث فيه عن الامان من انفسنا , لان اساس الفساد ومصدره اعمال الناس انفسهم , لا ننفك نبحث عن صناعة الاحداث بعيداً عن مواطن انفسنا لأننا نجيد التنظير والقول دون العمل , ونتحرج من خدش مشاعرنا بمحاسبة انفسنا , والاصغاء الى صوت الحق في النفس اللوامة التي ركنت على قارعات طريق الهاوية وهي تتوعدنا يوم لا ينفع الندم واللوم . كثيراً ما اسمع هذه الكلمة ( صولة الفرسان ) تتردد في وسائل الاعلام اليوم وبالخصوص في شبكة التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) وفي احاديثنا ومجالسنا , نتيجة تسارع الاحداث السياسية في البلاد والتي تنذر بتردي الوضع الامني , اذا ما عولجت الامور بحكمة وحنكة , فافرح كثيراً لان الناس تنشد الامان بدولة القانون فوق الجميع , وتعي بان الجيش والشرطة هم فرسان الوطن وصمام الامان . ويحزنني ان ارى البعض يعيث بالعراق فساداً ادارياً ومالياً وفوضوياً , ويدعوا لفرض القوانين الصارمة في مواطن اخرى , لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك ان فعلت عظيم , كنت قبل يومين في ضيافة احد الاصدقاء , وكان الحضور عامراً بالجيران والاقارب , والحديث ساخن بمجريات الاحداث على الساحة العراقية وهموم الوطن , فترى المتحدث منهم محلاً سياسياً في بعض الاوقات ومتعصب دينياً في جملة اخرى وقائداً محنكاً يتمنى ان يدير دفة المعركة في حديث اخر , ويتلون في نبراته بين الوعظ والارشاد والحث والاستنجاد ولفت الانتباه لحديثة لكثرة الحاضرين وتداخلاتهم العفوية لرغبتهم بالأدلاء بدلوهم في تجاذب اطراف الحديث . لفت انتباهي احدهم وهو يدعوا لضرورة انطلاق صولة الفرسان الجديدة من اجل محاربة الخارجين عن القانون وتطبيق القوانين عليهم بالقوة , ويسترسل في حديثه بضرب الامثلة في محاولة لكسب ثقة الباقين بتأييده من اجل الشروع بحملته التي تصور نفسه قائداً فاتحاً على ابواب الحصون التي لابد من اقتحامها الليلة قبل مغادرتنا مجلسنا الى اهلينا , الوجه لم يكن بغريب عليَّ وكأنني التقيته في مكان ما , فأشرة الى صديقي صاحب الدعوة , وحين دنى مني سالته من يكون هذا المتفلسف ؟ وما ان ذكر اسمه ولقبه حتى تذكرت اين التقيته . فمنذ اشهر وانا واكثر من مائة صحفي واعلامي نملك سندات تمليك قطع اراضي هي حقوقنا بتامين سكن لعوائلنا , والتي حصلنا عليها تحت مسمى مكرمة دولة رئيس الوزراء لشريحة الصحفيين , ولكن مع ايقاف التنفيذ نتيجة صولة هذا الرجل نفسه , فبعد جهد جهيد وعناء مع بلدية الناصرية والقائم مقام حصلنا على اذن بخروج المساح مع اليات البلدية لغرض فرز القطع المخصصة على ارض الواقع , وكانت فرحتنا لا توصف بتلك الخطوة التي اعتبرناها انجازاً في طريق تحقيق الحلم . فوجئنا بوجود هذا الرجل ومعه اخرين قاموا بمنع الاليات من الدخول الى المنطقة وقاموا بتهديد المساح بعدم عودته والا فهو عدوهم عشائرياً دون الصحفيين , كان الزميل حيدر الطائي يحمل بيده مستند التمليك الرسمي ويشير له بانها دولة القانون وهي حقوقنا , ولكن الرد كان قوياً كسهم حرملة .. اننا لا نخشى القانون !! وسوف نكون كالعصاة لكم النهار ولنا الليل , وانتهت تلك الحادثة بعودتنا بخفي حنين ونحن الصوت الهادر , وبمناشدة المساح لنا بمساعدته اذا ما تعرض الى اعتداء عشائري ( كَوامة ) . وهنا اناشد وزملائي , دولة رئيس الوزراء بعد ان عجزت الحكومة المحلية عن تنفيذ القوانين الخاصة بتمليك قطع الاراضي ولجميع الشرائح لأسباب كثيرة سوف يحين وقت نشرها على الملا لتتبين مكامن الضعف في تطبيق القوانين , ونطالب بما يطالب به هذا الشخص الحريص على بناء وطنه بطريقة متمدنة متحضرة , بصولة الفرسان على الفساد والفوضى في تطبيق القوانين ومحاسبة المتمردين المتفلسفين .