Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مستنقع العراق ومخلوقات العالم السفلي!!
الخميس, حزيران 5, 2014
ثامر عباس

حين كنا ، خلال عقود الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن المنصرم ، مغمورين بطوفان الخطابات الراديكالية بكل فصائلها والطوباوية بكل أنواعها والخلاصية بكل تياراتها ، لم نكن نطيق سماع كلمة واحدة تفوح منها رائحة النقد للعراق ككيان جغرافي وتاريخي وحضاري ، حتى ولو كان ذلك النقد يقوم على أسس من الواقعية والوضعية . كما لم نكن نسمح لأي كان أن يلمح بأي اتهام يساق ضد المجتمع العراقي ، حتى وان اشتمل ذلك الاتهام على شيء من الحقيقة والصواب . ذلك لأن الإيديولوجيات التعبوية التي روضتنا خطاباتها على اجتياف وهم ؛ إن المجتمع العراقي ليس كبقية مجتمعات المعمورة التي قد تشاطره القدم في التاريخ ولكنها لا تضارعه في العظمة ، وقد توازيه في الإبداع الحضاري ولكنها لا تدانيه في العراقة ، وقد تكون ندا"له في الديانة ولكنها لا تجاريه في الأمجاد ؛ إن من حيث نقاء أصوله وطهارة أرومانه وقداسة خلفياته . بحيث بتنا ننظر لأنفسنا كما أننا جماعة مختارة من الأطهار والقديسين ، وليس بيننا من يحمل في دخيلته نوازع الأشرار والشياطين . ولهذا لم نبتعد في البحث عن منابع مشاكلنا المستعصية ودوافع إشكالاتنا المزمنة أبعد من أرنبة أنوفنا ، طالما إن العامل الخارجي (المؤامرة) كان حاضرا"على الدوام ، ليتكفل بتجنيبنا عناء البحث والاستقصاء عن الأسباب الداخلية / الذاتية ، التي ربما كانت – وهي كانت فعلا"- خلف كل هذا الخراب والدمار الذي حل بنا ؛ ليس فقط على صعيد السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة فحسب ، بل وكذلك على مستوى التاريخ والجغرافيا والدين والهوية . ومن باب المقارنة فقد سبق للمفكر المغاربي (مالك بن بني) أن وصم العرب بأن لهم من الخصائص الذاتية / النفسية والعوامل الموضوعية / السياسية ، ما يشجع الآخرين على غزوهم واستعمرهم ونهب ثرواتهم وإعاقة نهضتهم وتحقيق حداثتهم . والحال إن في طبيعة المجتمع العراقي – رغم كونه من الشعوب العربية التي شملها التصنيف المذكور – الكثير من الوقائع والمعطيات التي تؤكد مثل هذا النمط من التشخيص المعياري . لاسيما وانه ما برح يثبت بلا ندم أو حياء كونه من أكثر تلك الشعوب تمسكا"بخلفياته العنصرية ، وأشدها ضراوة في الدفاع عن مرجعياته المذهبية ، وأسرعها في التكشير عن أنيابه العدوانية ، وأكفئها براعة في التنصل من ثوابته الوطنية . يروى عن رئيس الوزراء العراقي الأسبق (نوري السعيد) انه كان يحاجج خصومه ويجادل معارضيه ، بصيغة متداولة في الأوساط الشعبية فحواها ( دعوني أخفي عيوبكم الفاقعة وأستر عوراتكم المكشوفة ، فاني لكم كما الغطاء الذي يمنع طفح قاذوراتكم النتنة إلى الخارج ) . وإذا ما صحت هذه الرواية فان هذا السياسي المخضرم يكون قد حاز على إدراك من العمق بحيث مكنه من سبر طبيعة القاع الانثروبولوجي للمجتمع العراقي ، على نحو من الدقة والوضوح تخطى بأشواط ليس فقط ادعاء معاصريه من النخب السياسية والثقافية فحسب ، بل وتجاوز مزاعم اللاحقين عليه من أرباب السياسة وطلاب السلطة ، سواء من المدنيين الذين دالت لهم السلطة عن طريق الثورات الحمراء والبيضاء – هل كانت حقا"ثورات بالمعنى السياسي – أو من العسكريين الذين تسلقوا هرم السلطة عن طريق المؤامرات والانقلابات . ولعل كعب أخيل السياسة العراقية في كل العصور يقع في صميم هذه الإشكالية السوسيولوجية / السيكولوجية ، التي وصمت تاريخ الدولة العراقية منذ عهد الاستقلال ولحد الآن ، بحيث يبدو من المتعذر – إن لم يكن من المستحيل – تخطي هذه اللعنة والنجاة من هذه المحنة ، إلاّ بمجهودات فكرية جسورة ومحاولات وطنية مخلصة ، تستهدف تشريح وتحليل الشخصية العراقية فضلا"عن تفكيك مدماكها الذهني والمخيالي ، للوقوف على الأسباب الخفية والدوافع العميقة التي تجعل من هذه الشخصية لا تنتج فقط هذا الكم الهائل من ضروب العنف الاجتماعي والفوضى السياسية فحسب ، وإنما كونها طاردة لكل ما فيها من عناصر الرقي والتقدم والحضارة من جهة ، واحتضانها ورعايتها لكل ما في الطبيعة الإنسانية من نوازع بدائية ودوافع همجية ، لا ترقى في مواقفها وسلوكياتها عن مستوى مخلوقات العالم السفلي ، التي لم تبرح تتناسل وتتوالد داخل مستنقعات العنصرية الشوفينية ، والمذهبية الطائفية ، والقبلية العشائرية . وبخلاف ذلك فان العراق بكل ما تعنيه هذه الكلمة من بعد حضاري وعمق تاريخي ومدى جغرافي ووجود اجتماعي وحضور ثقافي ، سيبقى – ونعتقد شخصيا"انه سيبقى – مسرحا"تعيث فيه لتلك المخلوقات ؛ خرابا"حضاريا"وتشويها"تاريخيا"ودمارا"اجتماعيا"وفسادا"اخلاقيا"واندثارا"جغرافيا"وانحطاطا"انسانية . وهنا لا نعود نتحدث عن مجتمع سليم ومعافى ، كان يوما"له من الحضور والفاعلية ما يشرف أبنائه ويكون مدعاة لفخرهم وزهوهم ، وإنما عن كائنات هلامية متطفلة لعنها التاريخ ولفظتها الإنسانية ومسخها الله !!.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.53074
Total : 101