في أحدى السنوات المطيرة سرت شائعة بين الناس ان الدنيا مطرت " عكَاريكَـ " ، وكانت الضفادع تملاً المستنقعات بشكل لا يصدق ، وكانت تلك الشتوية قد سبقت موسم الحصاد الأخير الذي انتشر فيه الجراد بكثرة .
كان الجراد كبير الحجم بعكس الضفادع الصغيرة جداً وكان الناس يسمونه " بالمكن" ويطبخونه على البخار او يشوونه على الرماد الحار فيما راح البعض يتفنن في طبخه وعمل اطباق وارغفة محشاة بلوز الجراد كما يروق للمتذوقين ان يدعونه .
لم تكن الضفادع تأكل شيئاً من مزروعاته بشكل واضح وعلني مقارنة بالجراد الذي يلتهم الزروع التهاماً ، لكن الناس كانوا أكثر فرحاً بآفات الجراد لأنها حين تأكل حقولهم فإنما تسمن ليقتاتوا عليها بعد ذلك ، لقد استغنى الناس في ذلك الربيع عن اللحوم والأسماك تماماً .
كان زاير فلاح يحاول ان يربط بين غزو الضفادع وغزو الجراد ، لكنه كان يتحسر طويلاً لمجرد تذكره قوالب المكن اللذيذة والمحمصة فيما الضفادع الصغيرة لا فائدة منها سوى "الفالول " والتبول بمجرد ملامستها !
الناس قضت على الجراد تماماً ليس حباً في مقاومته وانما طمعاً في أكله ، ودون ان تنتبه الى انه ربما سيخلصها من الضفادع القادمة التي حلم بها زاير فلاح ذات ليلة.
الضفادع بدأت تكبر ولا من احد ينتبه ، وبدأت تأكل وتخرب كل شيء وكلما كبرت كبرت معها الدمامل والفألول الذي جاء معها ، كان الزاير يهرش ساقه المدمى وهو يسمع اصواتها المتصاعدة من كل مكان .
لكن امرأته الذكية قدمت له الحل الناجع " لن يخلصنا منها سوى الأفاعي " .