ملعون هذا ألماوس الذي يخرج أحيانا عن تحكم اليد التي تُسَيًره فيُظهر مواداً لا يتوقعها صاحب الكومبيوتر المصنوع في الغرب الملحد الكافر . أمس خرج ماوسي العزيز عن تحكم أصابعي ليضع أمامي صورة ألوزيرة السويدية مونا سالين وخبر استقالتها قبل سنة ونيف بسبب 

أستخدامها بطاقة صرف حكومية لملء خزان سيارتها الخاصة بمبلغ 60 $ لاغير . وبالرغم من تبرير الوزيرة تصرفها بنسيان بطاقتها الخاصة في دارها واعادة المبلغ في اليوم التالي الى الدولة  ألا  أن القضاء السويدي الكافر اعتبر التصرف هذا أستغلالا للمال العام .

لم تتهم السيدة مولين احدا باستهدافها والكيد لها أذ قدمت استقالتها وبلا تردد.

أقارن هذا الحدث مع ما نراه اليوم عندنا في الميسوبوتيميا بلد الحضارات واول تدوينة قانونية عرفها الانسان فأرى مسؤولينا يبصقون على مسلة حمورابي ويضربوها يوميا باحذيتهم غير عابئين باستنكار ألآدميين والفقراء ألمثقفين . وأرى منهم من يطقطق بمسبحته بلا توقف ويبسبس بشفاهه بلا توقف ايضا ولا ينسى البسملة بداية كل حديث أو تصريح وهم في داخلهم يسبون رب السموات والارضين الذي خلق من يكشف عوراتهم وفسادهم ويعكر مزاجهم النهبي . هؤلاء لا ينسون الصلوات الخمس أمام الناس لكنهم أذا خلوا الى شياطينهم وارباب عزتهم لا يصبروا على تحديث بيانات أموالهم ومكاسبهم وامتيازاتهم على الكومبيوتر الذي اخترعه الشيطان الاكبر .

أتصورهم عند لقائهم بابنائهم يرتدون لباس التقوى الملائكي ويحاولون باساليبهم التسبيحية جعلهم يصدقون ان ما جنوه من اموال انما هي من فضل الله جزاءا على جهدهم في خدمة الناس وليس كما يدعي الخصوم .

أتصور السيدة مولين عندما عادت الى منزلها ذلك اليوم مرفوعة الرأس بكل عزة نفس وشجاعة ولم تتغير ملامح وجهها السمح المستنير ان لم يكن بنور الله الذي ربما  تؤمن به والذي يسبغه على الصادقين , فبنور ايمانها بشرف تحمل رسالة الانسان المعمر لبُنى الخير بكل مفرداتها .

لم تكن السيدة مولين بحاجة ألى اي تبرير فكانت استقالتها الشجاعة أحتراما لشعبها وقانون دولتها .

تحية للشجاعة مولين المؤمنة بكل مقدس انساني .